وضعت عدد من المؤسسات الائتمانية العالمية صورة سلبية لمستقبل الاقتصاد البريطاني بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي معتبرة أن الأمور ستزداد سوءا كما أن العملة البريطانية ستواجه مزيداً من الانخفاض إن لم تستطع الاتفاق على بقاء أبواب التجارة الحرة مفتوحة مع الاتحاد.
وقالت وكالة "موديز" في بيان لها الأربعاء، إن بريطانيا تواجه خطر تخفيض تصنيفها الائتماني حال فشلت في الحفاظ على العوامل الأساسية التي تضمن وصولها للسوق الأوروبي الموحد.
وأضافت الوكالة أن التصنيف السيادي للمملكة المتحدة "Aa1” قد يتم تخفيضه إذا خسرت بريطانيا حق الوصول إلى السوق الأوروبي الموحد في أعقاب قرارها بالانسحاب من الاتحاد الاوروبي، وهو الأمر الذي من شأنه إضعاف النمو على المدى المتوسط وتقويض مصداقية السياسة المالية للبلاد.
ومنحت "موديز" التصنيف الائتماني لبريطانيا نظرة سلبية عقب التصويت لصالح قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران الماضي، متوقعة أن تؤدي حالة عدم اليقين وضعف الثقة إلى تباطؤ النمو.
وأشارت الوكالة في بيانها إلى أن تأثير الانسحاب البريطاني على آفاق النمو في المملكة المتحدة يعتمد على العلاقات الجديدة مع الاتحاد الأوروبي.
وتابعت: أحد السيناريوهات المتوقعة هو التوصل لعدة اتفاقات تتيح الوصول إلى السوق الموحد للسلع والخدمات لا سيما الخدمات المالية، لكن هذه النتيجة ما زالت غير مؤكدة حتى الآن.
من جهتها قالت وكالة "ستاندرد آند بورز" إن العملة البريطانية مقومة الآن بأقل من قيمتها بنسبة تصل إلى 15%.
وأضافت الوكالة أنها لا تتوقع أي تغير قريب في الوضع.
وأشارت الوكالة كذلك إلى اعتقادها بتغاضي بنك إنكلترا عن ارتفاع معدل التضخم لصالح دعم النمو الاقتصادي، مرجحة ألا يقدم البنك على اتخاذ أي خطوة من أجل دعم قيمة العملة البريطانية في أي وقت قريب.
وتراجع الجنيه الإسترليني بأكثر من 17% منذ ظهور نتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الثالث والعشرين من يونيو/حزيران الماضي.
"بينما توقع محللو "بنك اوف أميركا" انخفاض سعر صرف الإسترليني أمام الدولار الأميركي إلى 1.15 خلال الربع السنوي الأول من العام القادم.
وأضاف محللو البنك أن العملة البريطانية سوف تستعيد المستوى 1.25 مقابل الدولار بنهاية عام 2017، في حين رأى بنك "غولدمان ساكس" احتمالية هبوط الجنيه الإسترليني بنسبة 25% خلال أقل من عام.
أما محللو "جي بي مورغان تشيس" فهم على النقيض من ذلك حيث يتوقعون ارتفاع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار إلى 1.23 بنهاية الربع السنوي الأول في 2017.
مستقبل الاستثمار
في تطور أخر نصح أحد كبار الاستراتيجيين اليابانيين الشركات الكبرى بالتريث قبل اتخاذ أي خطوة استثمارية في البلاد، مشيرا إلى أن "الاستثمار في بريطانيا سيكون أقل مما كان عليه في السابق بعد تصويت مواطنيها على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي".
وقال كينيتشي أومي في مقابلة مع بي بي سي إن " قرار نيسان ببناء مصنع في سندرلاند في بريطانيا يعتبر "خطوة صغيرة اتخذتها شركة واحدة".
وأردف " لا أعتقد أن الشركات الأخرى ستحذو حذوها".
وكانت شركة "نيسان" أعلنت الأسبوع الماضي تصنيع طرازين جديدين في بريطانيا وذلك بعد تلقيها تطمينات ودعما من الحكومة البريطانية.
وأشار أومي إلى أن " قرار شركة نيسان يخصها ولا أعتقد أن الشركات الأخرى ستحذو حذوها"، مضيفا: " أعتقد أن شركة نيسان تعتبر حالة خاصة".
ونصح أومي بعدم البدء في أي مشاريع استثمارية "قبل اكتمال الصورة حول وضع بريطانيا بعد التصويت على خروجها من الاتحاد الأوروبي".