04 نوفمبر 2024
بيوت من وهم
ثمّة طرائفُ وأقوالٌ ونكاتٌ لاذعةٌ كثيرةٌ تستهدف مؤسسة الزواج، لعل أكثرها طرافةً الأحجية التي تسأل عن أهم أسباب الطلاق، وجوابها غير المتوقع أنه الزواج. ولعلنا نتذكر النكتة الشهيرة عن الرجل الذي اعتاد أن يُنادي زوجته بحبيبتي، سنواتٍ طوالاً، ما أثار إعجاب الأصدقاء واستغرابهم، قبل أن يعترف لهم بأنه لا يتذكر اسمها! وتؤكد أعمالٌ دراميةٌ عربية صوراً كثيرةً، نمطيةً بائسة، عن العلاقة الزوجية باعتبارها حقلاً للصراع اليومي غير القابل للحسم. في العادة، تظهر المرأة العربية في تلك الأعمال متسلطةً تمارس ديكتاتوريتها على زوجٍ مغلوب على أمره، أو ساكتة وصابرة، على أمل أن يكف زوجها اللعوب عن خياناته المتكررة. وغالباً ما يظهر الرجل مخنوقاً بالزواج وتبعاته، تواقاً إلى التحرر من براثنه. ولا يتوقف الأمر على الدراما، فأشكال هجاء هذه المؤسسة أكثر من أن تحصى، في موروث الثقافات الإنسانية، شرقاً وغرباً.
وتحفل ثقافتنا السائدة بحكاياتٍ وأغانٍ عديدة، تصف بأسلوبٍ، لا يخلو من كاريكاتيريةٍ، حال الأزواج (الغلابى)، وكثيراً ما يتندر العزّاب على واقع الصديق المتزوج، وينظرون إليه بعين الرثاء، باعتباره سجيناً مؤبداً في (القفص الذهبي).
يظل الأمر، بطبيعة الحال، مضحكاً في هذا السياق، غير أن مقدار الكوميديا سوف يتضاءل حكماً، إزاء قصص الطلاق ذات الطابع المأسوي المدمر التي تجري في الواقع.
وفي جلسة مجموعةٍ من المطلقين والمطلقات، قال رجلٌ إن سبب الطلاق، في حالته، الغيرة الشديدة من زوجته، وإنه عانى من ذلك كثيراً، ولم تتفهم زوجته رغبته في قليلٍ من الاستقلالية، وكانت دائمة الشك، ما أرهقه نفسياً، ولم يكن أمامه سوى الطلاق حلاً جذرياً، يمكّنه من النجاة بجلده. وقالت سيدة إن سبب طلاقها هو التفاوت الكبير في المستوى العلمي بينها وبين طليقها، ما جعل التفاهم بينهما غير وارد. ولا بد من الاعتراف بأن إجراءات الطلاق باتت أقل تعقيداً، لا سيما في الدول التي تبيح الخلع، حيث حدّ هذا الحل من تجّبر الرجل، واستفرداه، بتقرير مصير العائلة أحياناً.
وعلى الرغم من ملامح التقدم التي نلمسها في وسائل التواصل، وفي أغلب الحالات، وبعد الشروع في التعارف، عن قرب، بين شبانٍ وفتياتٍ مرشحين للزواج، يبدو معظم الناس متفاجئين ومستائين من طباع الشريك ومزاجه، ما يقودنا إلى استنتاج أَن معظم الزيجات، في مجتمعاتنا العربية، تحدث للأسباب الخطأ، ولاسيما تلك الزيجات التقليدية التي يرتّبها الأهل، أو التي يندفع إليها الشباب، لأسبابٍ شكليةٍ مرتبطةٍ بمقاييس الجمال، وتقدم عليها الصبايا لأسباب مادية بحتة، سعياً إلى مزيد من الرفاهية. ولا ننسى الزيجات التي تتم عبر التعارف على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث الكذب والادّعاء يبلغ ذروته.
وحيث إن مجتمعاتنا العربية مسكونة بالمظاهر الزائفة، وثمة ادّعاء وفخفخة كثيران في نمط حياتنا، فإن الخيبة والخذلان نتيجة طبيعية لعلاقات إنسانية مشوهة، قامت لأسباب واهيةٍ، غير قادرة على الصمود أمام عثرات الزمن وتحدياته الكثيرة.
كذلك، ستظل معظم أشكال العلاقات الإنسانية في مجتمعاتنا هذه، سواء كانت علاقات حب أو صداقة أو زمالة، قابلة للبطلان بدون أدنى شك، نظراً إلى أسبابٍ وهميةٍ بنيت عليها، وهي، قطعاً، أسباب أكثر وهناً من بيت العنكبوت.
وتحفل ثقافتنا السائدة بحكاياتٍ وأغانٍ عديدة، تصف بأسلوبٍ، لا يخلو من كاريكاتيريةٍ، حال الأزواج (الغلابى)، وكثيراً ما يتندر العزّاب على واقع الصديق المتزوج، وينظرون إليه بعين الرثاء، باعتباره سجيناً مؤبداً في (القفص الذهبي).
يظل الأمر، بطبيعة الحال، مضحكاً في هذا السياق، غير أن مقدار الكوميديا سوف يتضاءل حكماً، إزاء قصص الطلاق ذات الطابع المأسوي المدمر التي تجري في الواقع.
وفي جلسة مجموعةٍ من المطلقين والمطلقات، قال رجلٌ إن سبب الطلاق، في حالته، الغيرة الشديدة من زوجته، وإنه عانى من ذلك كثيراً، ولم تتفهم زوجته رغبته في قليلٍ من الاستقلالية، وكانت دائمة الشك، ما أرهقه نفسياً، ولم يكن أمامه سوى الطلاق حلاً جذرياً، يمكّنه من النجاة بجلده. وقالت سيدة إن سبب طلاقها هو التفاوت الكبير في المستوى العلمي بينها وبين طليقها، ما جعل التفاهم بينهما غير وارد. ولا بد من الاعتراف بأن إجراءات الطلاق باتت أقل تعقيداً، لا سيما في الدول التي تبيح الخلع، حيث حدّ هذا الحل من تجّبر الرجل، واستفرداه، بتقرير مصير العائلة أحياناً.
وعلى الرغم من ملامح التقدم التي نلمسها في وسائل التواصل، وفي أغلب الحالات، وبعد الشروع في التعارف، عن قرب، بين شبانٍ وفتياتٍ مرشحين للزواج، يبدو معظم الناس متفاجئين ومستائين من طباع الشريك ومزاجه، ما يقودنا إلى استنتاج أَن معظم الزيجات، في مجتمعاتنا العربية، تحدث للأسباب الخطأ، ولاسيما تلك الزيجات التقليدية التي يرتّبها الأهل، أو التي يندفع إليها الشباب، لأسبابٍ شكليةٍ مرتبطةٍ بمقاييس الجمال، وتقدم عليها الصبايا لأسباب مادية بحتة، سعياً إلى مزيد من الرفاهية. ولا ننسى الزيجات التي تتم عبر التعارف على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث الكذب والادّعاء يبلغ ذروته.
وحيث إن مجتمعاتنا العربية مسكونة بالمظاهر الزائفة، وثمة ادّعاء وفخفخة كثيران في نمط حياتنا، فإن الخيبة والخذلان نتيجة طبيعية لعلاقات إنسانية مشوهة، قامت لأسباب واهيةٍ، غير قادرة على الصمود أمام عثرات الزمن وتحدياته الكثيرة.
كذلك، ستظل معظم أشكال العلاقات الإنسانية في مجتمعاتنا هذه، سواء كانت علاقات حب أو صداقة أو زمالة، قابلة للبطلان بدون أدنى شك، نظراً إلى أسبابٍ وهميةٍ بنيت عليها، وهي، قطعاً، أسباب أكثر وهناً من بيت العنكبوت.