يتراجع في اليمن إقبال المواطنين على تلقيح أطفالهم في المراكز التابعة لوزارة الصحة في كافة أنحاء البلاد. كما يتزايد الخطر على النازحين اليمنيين، خصوصاً في جيبوتي، من التقاط أطفالهم للأمراض، لا سيما شلل الأطفال.
فمع استمرار القتال في البلاد والغارات الجوية، يبرز ضعف أداء وزارة الصحة العامة في تقديم الخدمات. وظهر ذلك خصوصاً في إعلانها عن تأجيل حملة التطعيم ضد عدوى شلل الأطفال التي درجت على تنظيمها، إلى أجل غير مسمى، قد يكون بعد انتهاء العمليات الحربية.
وتستهدف الحملة التي كان من المقرر انطلاقها في 25 أبريل/نيسان الماضي، وتنظم بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 4 ملايين و800 ألف طفل ما دون الخمس سنوات مهددين بعدوى المرض في معظم المحافظات اليمنية.
وكانت الحملة انطلقت قبل 3 أعوام، للوقاية من وصول الفيروس مع الآتين إلى اليمن من القرن الأفريقي وسورية. مع العلم أنّ اليمن يعتبر خاليا من المرض منذ عام 2006.
من جهته، يقول مصدر في وزارة الصحة لـ"العربي الجديد": "كمية اللقاحات الخاصة بالحملة موجودة في الوزارة. لكنّها معرضة لمخاطر التلف إن لم يتم تزويد ثلاجات التبريد بالوقود أو الكهرباء خلال شهرين".
وعلى صعيد التحصين الروتيني للأطفال والأمهات، تواجه الوزارة، التي تقدم الخدمة عبر مراكز صحية منتشرة في كافة المدن والمديريات، العديد من التحديات في ظل الظروف الحالية.
ويشير آخر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى أنّ المراكز الصحية في مناطق القتال في تعز والضالع ولحج وعدن تسجل "إقبالاَ متدنياَ جداَ" على التطعيم، بسبب الاشتباكات المستمرة وقطع الطرقات. بالإضافة إلى تراجع الإقبال في باقي المدن بسبب انعدام الوقود وتوقف حركة المواصلات.
من جهته، يشكو المواطن عبدالقادر فراص في إحدى قرى صنعاء، من انعدام حركة وسائل النقل بسبب غياب الوقود. وهو ما منعه من الوصول إلى المركز الصحي في مديرية مناخة، بالرغم من علمه بأهمية التحصين وحرصه على إعطاء طفله التطعيمات بحسب الجدول الدوري.
بدوره، لم يتمكن بدر عبدالكريم وزوجته الحامل من مغادرة منزلهما في قرية الهجل على بعد 7 كيلومترات من عاصمة محافظة لحج، الحوطة، من أجل إعطائها التطعيم الدوري، بسبب القتال المستمر والتفجيرات داخل الحوطة والنقاط المسلحة على طول الطريق إلى المدينة.
يقول عبدالكريم لـ"العربي الجديد": "لن نخاطر بحياتنا من أجل التطعيم الروتيني ضد الكزاز، ونحن نسمع يومياً عن قتلى وجرحى على هذه الطريق أو في المدينة. سنعوض التطعيم حالما تستقر الأوضاع".
وفي هذا الإطار، يؤكد مدير عام الرعاية والتحصين في محافظة المحويت (شمال غرب)، عبدالكريم عباس، لـ"العربي الجديد" أنّ الإقبال على التطعيم "تأثر بشكل كبير جدا منذ بداية أحداث العنف في اليمن". ويشير إلى أنّ "بعض المرافق المعنية بالتطعيم في المناطق النائية قد أغلقت تماماً، مثل المركز المتواجد في مديرية بني سعد، الذي توقف لعدم توفر الغاز المطلوب لتشغيل المبردات التي تحفظ فيها اللقاحات".
من جهة أخرى، يعاني آلاف الأطفال اليمنيين الذين نزحوا أخيراً مع أسرهم إلى منطقة أوبوك في جيبوتي من تدني الخدمة الصحية هناك، ومن مخاطر انتقال فيروس شلل الأطفال من اللاجئين الأفارقة الذين يعيشون بالقرب منهم وهم من أثيوبيا والصومال.
وتبدي بعض المنظمات مخاوفها من إصابة بعض الحالات وانتقالها عشوائياَ عبر البحر إلى مناطقها الأصلية في اليمن، من دون مرورها بإجراءات الفحص الطبي في المنافذ الرسمية اليمنية. ما يشكل خطراَ على باقي السكان، ويهدد النجاح المسجّل ضد هذا المرض منذ عام 2006.
تدنّ إلى الربع
يؤكد الطبيب علي صبيح، الذي يتولى إدارة مركز صحي تابع لوزارة الصحة العامة في مدينة تريم بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، تدني عدد الأطفال الذين تلقوا لقاحاتهم في المركز ضد الأمراض الستة القاتلة، ومن بينها شلل الأطفال، إلى 2600 طفل في شهر أبريل/ نيسان الماضي، مقارنة بـ10 آلاف و200 طفل في نفس الشهر من العام الماضي. أي أنّ اللقاحات الموزعة تدنت إلى الربع تقريباً.
فمع استمرار القتال في البلاد والغارات الجوية، يبرز ضعف أداء وزارة الصحة العامة في تقديم الخدمات. وظهر ذلك خصوصاً في إعلانها عن تأجيل حملة التطعيم ضد عدوى شلل الأطفال التي درجت على تنظيمها، إلى أجل غير مسمى، قد يكون بعد انتهاء العمليات الحربية.
وتستهدف الحملة التي كان من المقرر انطلاقها في 25 أبريل/نيسان الماضي، وتنظم بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 4 ملايين و800 ألف طفل ما دون الخمس سنوات مهددين بعدوى المرض في معظم المحافظات اليمنية.
وكانت الحملة انطلقت قبل 3 أعوام، للوقاية من وصول الفيروس مع الآتين إلى اليمن من القرن الأفريقي وسورية. مع العلم أنّ اليمن يعتبر خاليا من المرض منذ عام 2006.
من جهته، يقول مصدر في وزارة الصحة لـ"العربي الجديد": "كمية اللقاحات الخاصة بالحملة موجودة في الوزارة. لكنّها معرضة لمخاطر التلف إن لم يتم تزويد ثلاجات التبريد بالوقود أو الكهرباء خلال شهرين".
وعلى صعيد التحصين الروتيني للأطفال والأمهات، تواجه الوزارة، التي تقدم الخدمة عبر مراكز صحية منتشرة في كافة المدن والمديريات، العديد من التحديات في ظل الظروف الحالية.
ويشير آخر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى أنّ المراكز الصحية في مناطق القتال في تعز والضالع ولحج وعدن تسجل "إقبالاَ متدنياَ جداَ" على التطعيم، بسبب الاشتباكات المستمرة وقطع الطرقات. بالإضافة إلى تراجع الإقبال في باقي المدن بسبب انعدام الوقود وتوقف حركة المواصلات.
من جهته، يشكو المواطن عبدالقادر فراص في إحدى قرى صنعاء، من انعدام حركة وسائل النقل بسبب غياب الوقود. وهو ما منعه من الوصول إلى المركز الصحي في مديرية مناخة، بالرغم من علمه بأهمية التحصين وحرصه على إعطاء طفله التطعيمات بحسب الجدول الدوري.
بدوره، لم يتمكن بدر عبدالكريم وزوجته الحامل من مغادرة منزلهما في قرية الهجل على بعد 7 كيلومترات من عاصمة محافظة لحج، الحوطة، من أجل إعطائها التطعيم الدوري، بسبب القتال المستمر والتفجيرات داخل الحوطة والنقاط المسلحة على طول الطريق إلى المدينة.
يقول عبدالكريم لـ"العربي الجديد": "لن نخاطر بحياتنا من أجل التطعيم الروتيني ضد الكزاز، ونحن نسمع يومياً عن قتلى وجرحى على هذه الطريق أو في المدينة. سنعوض التطعيم حالما تستقر الأوضاع".
وفي هذا الإطار، يؤكد مدير عام الرعاية والتحصين في محافظة المحويت (شمال غرب)، عبدالكريم عباس، لـ"العربي الجديد" أنّ الإقبال على التطعيم "تأثر بشكل كبير جدا منذ بداية أحداث العنف في اليمن". ويشير إلى أنّ "بعض المرافق المعنية بالتطعيم في المناطق النائية قد أغلقت تماماً، مثل المركز المتواجد في مديرية بني سعد، الذي توقف لعدم توفر الغاز المطلوب لتشغيل المبردات التي تحفظ فيها اللقاحات".
من جهة أخرى، يعاني آلاف الأطفال اليمنيين الذين نزحوا أخيراً مع أسرهم إلى منطقة أوبوك في جيبوتي من تدني الخدمة الصحية هناك، ومن مخاطر انتقال فيروس شلل الأطفال من اللاجئين الأفارقة الذين يعيشون بالقرب منهم وهم من أثيوبيا والصومال.
وتبدي بعض المنظمات مخاوفها من إصابة بعض الحالات وانتقالها عشوائياَ عبر البحر إلى مناطقها الأصلية في اليمن، من دون مرورها بإجراءات الفحص الطبي في المنافذ الرسمية اليمنية. ما يشكل خطراَ على باقي السكان، ويهدد النجاح المسجّل ضد هذا المرض منذ عام 2006.
تدنّ إلى الربع
يؤكد الطبيب علي صبيح، الذي يتولى إدارة مركز صحي تابع لوزارة الصحة العامة في مدينة تريم بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، تدني عدد الأطفال الذين تلقوا لقاحاتهم في المركز ضد الأمراض الستة القاتلة، ومن بينها شلل الأطفال، إلى 2600 طفل في شهر أبريل/ نيسان الماضي، مقارنة بـ10 آلاف و200 طفل في نفس الشهر من العام الماضي. أي أنّ اللقاحات الموزعة تدنت إلى الربع تقريباً.