ترقب بيان للجيش السوداني... والمعارضة تدعو لمواصلة الاعتصام

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
11 ابريل 2019
6A4B2F47-4470-4405-8987-215E65D040D2
+ الخط -
قال التلفزيون السوداني الرسمي، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، إنّ القوات المسلحة ستذيع "بياناً هاماً" بعد قليل، فيما بدأت الإذاعة الحكومية بث المارشات العسكرية والأغاني الوطنية.

غير أنّ مصادر قالت، لـ"العربي الجديد"، إنّ ضباطاً سيتسلّمون أمور السلطة في السودان، في وقت تشهد شوارع الخرطوم الرئيسية، ولا سيما عند الجسور، انتشاراً كثيفاً لقوات الجيش.

ولا تزال الأنباء تتضارب عمّا يجري من تحرّك عسكري، وما إذا كان انقلاباً أم قراراً من الرئيس عمر البشير، بالتنحّي عن السلطة وتسليمها للجيش.

وقالت مواقع إلكترونية سودانية، إنّ بعض رموز حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، جرى اعتقالهم بوساطة قوة من الجيش السوداني، وتم اقتيادهم من منازلهم إلى مكان مجهول.

وبحسب المواقع، إنّ أبرز الموقوفين هم النائب السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد،  ومساعد الرئيس الأسبق نافع علي نافع، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون الرئيس المفوض للحزب الحاكم، إضافة إلى والي الخرطوم الحالي الفريق هاشم عثمان، فيما لم يعرف بعد مصير البشير.

وتوافد سودانيون إلى محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم، للانضمام إلى آلاف المتظاهرين هناك، والذين يواصلون، لليوم السادس على التوالي، الاحتشاد أمام المقر.

وبدأت مظاهر الاحتفالات في مكان الاعتصام بالهتافات الثورية، وتلك التي تمجد الجيش، فيما أطلقت النساء الزغاريد، وأطلقت السيارات أبواقها، وسط حالة من الفرح، بينما رفع مواطنون إشارات النصر.

وعقب الإعلان عن ترقّب بيان الجيش، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، اليوم الخميس، كل المواطنين للتوجّه إلى مكان الاعتصام أمام مقر الجيش.

وقال، في بيان، وفق ما أوردته "الأناضول": "نناشد كل المواطنين بالعاصمة ومدن البلاد بالتوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة للجيش السوداني، وحاميات الجيش بمدن الولايات (18 ولاية)".

وشدد البيان على ضرورة بقاء المعتصمين في ميدان الاعتصام، "حتى تنفيذ مطالب إعلان الحرية والتغيير كاملة".

وفي بيان آخر مشترك مع قوى "إعلان الحرية والتغيير"، أكد التجمع، أنّ "مطالب الثوار هي تنحي (الرئيس عمر) البشير ونظامه وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية".

وأضاف، في البيان، أنّ المطلوب من الحكومة الانتقالية أن "تعبّر عن مكونات الثورة وتنفذ بنود إعلان الحرية والتغيير كاملة غير منقوصة".

وقال: "إننا نطالب في هذه اللحظات المفصلية من تاريخنا بالاحتشاد في ميدان الاعتصام أمام مباني القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة بالعاصمة (الخرطوم)، والخروج إلى الشوارع في مدن البلاد وقراها مستعصمين بها حتى تنفيذ مطالب إعلان الحرية والتغيير كاملة".

وتابع أنّ "محصلة نضال السودانيين ليست قابلة للمساومة ولا للالتفاف حولها وسلاحكم هو الشوارع"، مشيراً إلى أنّ "الوجود في الشارع والاعتصام هما لقطع الطريق أمام أي حلول جزئية أو زائفة".


وأعلنت الحكومة السودانية، أمس الأربعاء، "استشهاد" 11 شخصاً بينهم 6 من القوات النظامية، في الأحداث التي شهدتها الخرطوم، الثلاثاء، في إشارة إلى ما وقع بمحيط مقر قيادة الجيش.

وتحدّث حسن إسماعيل، وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، عن "ظهور سلوك إجرامي في أطراف ولاية الخرطوم تمثل في مخطط إجرامي لحرق بعض أقسام الشرطة حيث تم إبطال هذا المخطط"، من دون تفاصيل.

في المقابل، أعلنت "لجنة أطباء السودان" النقابية المعارضة، الثلاثاء، في بيان، تسجيل مقتل 21 شخصاً، بينهم 5 عسكريين، منذ السبت، في محيط مقر قيادة الجيش بالخرطوم.

وأوضح بيان اللجنة أنّ تدخل الأمن لفض اعتصام في محيط المقر، أسفر كذلك عن إصابة 153 شخصاً.

ودخلت احتجاجات السودان شهرها الرابع، وبدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، منددة بغلاء الأسعار لا سيما سعر الخبز، وتطورت لاحقاً لتتحوّل إلى المطالبة بتنحي البشير الذي يقود السودان منذ 30 عاماً.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
أبو عاقلة كيكل (إكس)

سياسة

أعلن أبو عاقلة كيكل، قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وسط السودان، انشقاقه عن القوات وتسليم نفسه للجيش السودانى، ليكون أعلى قائد يتخذ هذه الخطوة.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
عناصر من "الدعم السريع" في الخرطوم، 2019 (فرانس برس)

سياسة

أدى هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة وسط السودان إلى مقتل "ما قد يصل إلى 100" شخص، وفق ما أعلنت لجنة ناشطين مؤيدة للديمقراطية الخميس.