وتجمع المئات من المتظاهرين، اليوم الجمعة، في ساحة أودان وقرب البريد المركزي وسط العاصمة، رافعين الرايات الوطنية، ولافتات تعبر عن مطالب الحراك، منها "دولة مدنية وليس عسكرية"، و"لا انتخابات مع حكومة العصابات"، و"علي لابوانت (أحد شهداء ثورة التحرير) الجزائر عادت".
ودان المتظاهرون حملة الاعتقالات التي استهدفت في الأيام الأخيرة عدداً من الناشطين البارزين في "الحراك الشعبي"، بينهم كريم طابو وسمير بلعربي وفوضيل بومالة وغيرهم، ورفعوا صوراً لهم، وطالبوا بالإفراج الفوري عنهم.
كذلك، شدد المتظاهرون على رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، متمسكين بشروطهم والتي أبرزها رحيل حكومة نور الدين بدوي ورئيس الدولة عبد القادر بن صالح.
وهتف المتظاهرون "ماكانش الفوط (لاتوجد انتخابات).. والله ما نديرو (لن نصوت).. بدوي وبن صالح لازم يطيرو(يجب أن يرحلا).. والله ما رانا حابسين (لن نتوقف عن التظاهر)".
Facebook Post |
وقال الناشط في "الحراك الشعبي"، سفيان هداج، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرض الانتخابات بهذه الطريقة على الجزائريين، هو محاولة من قبل السلطة لترميم النظام من الداخل ومنع الجزائريين من تحقيق طموح إنجاز تغيير جدي وجذري، وإطلاق مسار ديمقراطي حقيقي".
ويتوقع أن تبدأ التظاهرات المركزية وتزداد أعداد المتظاهرين بعد صلاة الجمعة، إذ أطلق الناشطون حملة تعبئة على مواقع التواصل الاجتماعي، للدعوة للتظاهر اليوم، والاستمرار في المطالب المرفوعة منذ بدء الحراك الشعبي في فبراير الماضي.
وأظهرت مسيرات، اليوم الجمعة، تحدياً لقرارات التضييق ومنع دخول القادمين من ولايات قريبة إلى العاصمة للتظاهر، والتي أصدرها قائد الجيش أحمد قايد صالح، مانعاً دخول الحافلات إلى العاصمة، وحجزها وتغريم أصحابها، بزعم أنها تنقل متظاهرين في رحلات منظمة إلى العاصمة لزيادة أعداد المتظاهرين في الحراك.
وقال الناشط محمد زمالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة الأمنية كانت تستهدف تخويف الجزائريين وترهيب الناشطين الجزائريين في الحراك الشعبي"، معتبراً أن "هذا الأسلوب البوليسي قديم وعتيق وغير مجد، الجزائريون طلقوا الخوف منذ فبراير/شباط الماضي ولن تستطيع السلطة إعادة زرعه مجددا فيهم".
ونشرت السلطات أعداداً كبيرة من قوات الأمن في الشوارع والساحات الرئيسية، تحسباً لتظاهرات اليوم.
وفي وقت سابق، اعتقلت السلطات عدداً من المتظاهرين واقتادتهم إلى مراكز أمنية.