نزل عشرات آلاف المتظاهرين، مساء الأربعاء، إلى شوارع وساحات عدد من المدن الأميركية الكبرى، احتجاجاً على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وتعبيراً عن الغضب من نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمخاوف التي أثارها فوز المرشح الجمهوري عند فئات واسعة من الأميركيين، وخصوصاً من ذوي الأصول اللاتينية والأفريقية والمسلمين.
وتجمّع آلاف الشبان المحتجين، أمام فندق "ترامب إنترناشونال" في مدينة نيويورك، وأطلقوا شعارات تتهم الرئيس الأميركي الجديد بالعنصرية، وتبنّي خطاب تقسيمي يعادي الأقليات، رافضين الاعتراف به رئيساً للولايات المتحدة.
وشارك في التظاهرة ناشطون من المجموعات الأميركية اليسارية، ومدافعون عن الحقوق المدنية للأقليات، فيما هتف المئات الذين تجمّعوا في متنزه بوسط المدينة، "ترامب ليس رئيسي".
ونظم طلاب في الجامعة الأميركية في واشنطن، مسيرة باتجاه البيت الأبيض، تعبيراً عن رفضهم وغضبهم من انتخاب ترامب، فيما ردّ أنصاره بتنظيم تظاهرة تأييد، وتجمّعوا بالقرب من المقرّ الرئاسي في العاصمة.
كما شهدت مدينة شيكاغو تظاهرة حاشدة، نظمتها حركة "Blacks Lives Matter" توجهت إلى أبراج يمتلكها ترامب، حيث أطلق المشاركون هتافات مندّدة بالرئيس المنتخب.
وطالب مشاركون بالتظاهرة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، بعدم القبول بنتيجة الانتخابات، كونها حصلت على أصوات أكثر من ترامب على المستوى الوطني، فيما حصل هو على عدد أكبر من أصوات المجمع الانتخابي، ودعوها إلى تقديم شكوى أمام المحكمة العليا للطعن بنتيجة الانتخابات، ومنع تنصيب ترامب رئيساً.
وشهدت مدن لوس أنجليس وأوكلاند في كاليفورنيا، تظاهرات رافضة لفوز ترامب، شارك فيها مئات الناشطين من الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية، محذرين من خطط الرئيس الجديد لترحيل ملايين المهاجرين من بلدان أميركا اللاتينية.
وفي مدينة هيوستن في ولاية تكساس، قطع آلاف المتظاهرين عدداً من الشوارع، ورفعوا شعارات تنتقد الرئيس الأميركي الجديد.
كما شهدت مدينة فيلادلفيا، تظاهرة ضخمة شارك بها آلاف الناشطين جابت شوارع المدينة احتجاجاً على انتخاب ترامب.
وفي وقت سابق، خرج نحو 1500 من طلاب ومعلمي مدرسة ثانوية في مدينة بيركلي، بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، من الفصول الدراسية، مرددين "لست رئيسنا"، احتجاجاً على فوز ترامب.
وسجّل ترامب مفاجأة انتخابية غير متوقعة، بفوزه بولايات محسوبة تاريخياً لصالح الحزب الديمقراطي، مثل ميشيغن وويسكنسن وبنسلفانيا، حيث نال أصوات العمال من الأميركيين البيض في تلك الولايات.
وأظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية فوز ترامب بحصوله على 290 مندوباً للمجمع الانتخابي مقابل 232 لكلينتون، وحصوله على أصوات 59.2 مليون أميركي، 57% منهم من الناخبين البيض الذين يشكلون نحو 70% من القوة الناخبة في الولايات المتحدة، في حين أنّ كلينتون حصلت على 59.4 مليون صوت.
وخلال حملته الانتخابية، هدّد أنصار ترامب بالنزول إلى الشوارع، في حال فوز مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، والاعتصام في واشنطن إلى حين إقالتها من منصبها.