ورفع المتظاهرون خلال المسيرات، التي انطلقت كالعادة من ساحة الشهداء نحو شارع "الشهيد العربي بن مهيدي" نحو الجامعة المركزية بساحة "موريس أودان"، لتتوجه نحو شارع "الشهيدة حسيبة بن بوعلي"، لافتات تعبر عن رفضهم لنتائج الانتخابات الأخيرة. كما تجددت شعارات الحراك الداعية إلى استبعاد الجيش من السلطة والقرار السياسي، وهتف المتظاهرون: "بالسلمية نحّو (أبعدوا) العسكر من المرادية".
كما عبر المتظاهرون عن رفضهم للتوجه نحو "حوار متسرع" مع السلطة اقترحه تبون، الذي أعلن الجمعة الماضي مد يده للحراك.
وقال الطالب حسين بلمكي، من جامعة الحقوق بالعاصمة الجزائرية، إن "الحوار لا يمكن أن يجري مع سلطة ترفض مطالب الثورة الشعبية منذ عشرة أشهر كاملة"، مضيفا أن هناك "عدم تكافؤ في الموازين، فالسلطة ترفض سماع المتظاهرين، وخصوصا إقالة حكومة نور الدين بدوي وإطلاق سراح نشطاء الرأي"، مشددا على أنه "من هنا يبدأ ترتيب الأوراق للتفاوض".
وتساءل بلمكي قائلا: "مع من تتحاور السلطة؟ وما هي الآليات التي تريدها للحوار؟".
ويصرّ المتظاهرون على مواصلة مسيراتهم وحراكهم الشعبي بطريقة سلمية، وهتفوا "الشعب خاوة خاوة"، وأعلنوا عن اشتراطات مسبقة للقبول بأي حوار.
وقالت طالبة الطب نورة براهمية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين يريدون أن تتقدم الأمور إلى الأمام وتحل الأزمة، لكن بشروط ترضي مختلف الأطراف في الساحة الجزائرية"، موضحة: "نحن لا نريد حوارا من طرف واحد وبشروط تفرضها السلطة".
وظلت مسألة الإفراج عن نشطاء الحراك الموقوفين بسبب مواقفهم مطلبا مركزيا في مظاهرات الثلاثاء.
واستباقا للتظاهرات، نشرت السلطات أعداداً كبيرة من قوات الأمن والشرطة وفرق مكافحة الشغب، وسط العاصمة وقرب الساحات التي تتمركز فيها المظاهرات، وفي الشوارع الرئيسية للعاصمة، دون احتكاك بين المتظاهرين والشرطة.
وعمد عدد من المتظاهرين إلى غلق إحدى العينين تعبيرا عن مساندة المتظاهرين الذين تعرضوا لقمع الشرطة في مظاهرات العاصمة الخميس الماضي، ووهران، غربي الجزائر، الجمعة الماضي.
وتتزامن الاحتجاجات مع استمرار المحاكمات ضد بعض الشخصيات ورجال الأعمال من محيط الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وهي المحاكمات التي يصرّ المحتجون في الشارع على مواصلتها وتعريتها أمام الرأي العام الجزائري.
وقال الطالب في كلية العلوم السياسية نذير قاسي، لـ"العربي الجديد"، إن "قضايا الفساد لا يمكن أن تكون مجرد صور ومشاهد، نتمنى أن تعيد السلطة الأموال للشعب الجزائري".
كما شهدت العديد من الولايات احتجاجات للطلبة استمرارا للحراك الشعبي في الثلاثاء الـ43، داعين إلى ضررة حلحلة الأزمة بالإذعان لمطالب الشعب، وخاصة أن السلطة الحالية، برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، أبانت عن نيتها الدخول في الحوار وفتح صفحة جديدة عقب مرحلة ما بعد بوتفليقة.