شهدت مدينة تعز، جنوبي اليمن، اليوم الخميس، تظاهرة حاشدة تحت عنوان "ثورة الجياع" احتجاجاً على أزمة انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ورفضاً للممارسات التي ينتهجها التحالف السعودي الإماراتي.
وجابت حشود من المتظاهرين شوارع رئيسية في تعز، وردد المشاركون هتافات تندد بالأزمة الاقتصادية التي وصلت إلى أوجها بانهيار العملة المحلية (الريال اليمني)، أمام العملات الأجنبية، بالإضافة إلى ترديد شعارات تدعو إلى رحيل التحالف وتتهمه بالخروج عن الأهداف المعلنة بـ"دعم الشرعية".
ورفع المشاركون خلال التظاهرة التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، لافتات تهاجم التحالف وتقول إنه "خرج من مربع مساندة الشرعية إلى الوصاية والاحتلال ومصادرة القرار اليمني"و" تحالف سعودي- إماراتي – حوثي لقتلنا وتجويعنا"، ولافتة أخرى :" ثلاثي الفقر والتجويع : التمرد الحوثي ، التحالف العربي، فساد الشرعية".
وردد المتظاهرون شعارات ترفض التخدير السعودي للاقتصاد اليمني من خلال منحة أخيرة ب200 مليون دولار، وطالبوا بإنهاء سيطرة الامارات والسعودية على الموانئ اليمنية وحقول النفط والغاز، ورفعوا لافتة كتب عليها: " ثرواتنا لا وديعتكم، نفطنا لا معوناتكم، موانئنا لا هباتكم".
وأعلنت التظاهرة عن قائمة من 11 مطلباً منها، الاسراع في تشكيل حكومة طوارئ للمهام العاجلة ومباشرة عملها من العاصمة المؤقتة عدن، والعمل وفق خطه تقشفية وموازنات معدة حسب الأولوية والإمكانيات المتوفرة والضرورية.
وتضمنت قائمة مطالب ثورة الجياع والموقعة باسم "شباب فوق السلطة"، إعادة فتح جميع الموانئ والمطارات المغلقة من قبل التحالف العربي، وتشغيلها أمام الحركة التجارية من قبل الحكومة وعدم تدخل دول التحالف فيها، واستئناف عملية إنتاج وتصدير النفط والغاز الموقوفة من قبل دول التحالف العربي وقيام الحكومة بتنظيم توزيع المشتقات النفطية وضبط الأسعار.
وضمن المطالب، إعادة تنظيم وتفعيل المؤسسات الإنتاجية و الأوعية الإيرادية وتسهيل الإجراءات والمعاملات أمام المستثمرين والتجار، والإسراع في صرف رواتب كافة الموظفين اليمنيين مع وضع التسويات العادلة، وتطبيق قانون الأجور اليمني بخصوص رواتب كبار مسؤولي الدولة وصرف رواتبهم بالريال اليمني بدلا من الدولار.
وطلبت التظاهرة ، إلغاء القرارات التعسفية والرسوم الباهظه بحق المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية كون المملكة تتحمل جزء كبير من المعاناه التي يمر بها اليمنيين اليوم.
وتشهد تعز ومدن يمنية أخرى احتجاجات منذ أيام، على أثر التدهور غير المسبوق للعملة اليمنية أمام العملات الأجنبية، وما رافق ذلك من ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الغذائية.
وأعلن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 6 اكتوبر موعدا لانطلاق "ثورة الجياع" في بقية محافظات البلاد ومختلف مناطق السيطرة التي أفرزتها الحرب، مؤكدين أنها احتجاجات اقتصادية تطلق صرخة لإنقاذ الاقتصاد الوطني والعملة المحلية.
وينظر يمنيون إلى التحالف السعودي الإماراتي بوصفه مسؤولاً عما آلت إليه الأوضاع في البلاد، نتيجة الحرب الدائرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف، فضلاً عن الممارسات المباشرة التي تنتهجها دول التحالف (الإمارات - السعودية)، في المناطق غير الخاضعة للحوثيين.
وسعت أبوظبي إلى استغلال وجودها العسكري ضمن التحالف ، في بسط سطوتها الاقتصادية ونفوذها الإقليمي وتسيطر الإمارات على خمسة موانئ يمنية من أصل ثمانية للتحكم في حركة الملاحة والتجارة الواردة إلى اليمن وتعزيز نشاط ميناء جبل علي.
وتعرقل الامارات جهود اليمن لاستئناف انتاج وتصدير النفط من محافظات شبوة ومأرب ( شرق البلاد)، وعطلت موانئ ومطارات ومنشأت الغاز المسال، غير آبهة بتعطيل صادرات النفط أو حركة الملاحة البحرية والجوية، وتكبيد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة.
وتشهد اليمن حربا منذ 3 سنوات ونصف بين الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية وجماعة المتمردين الحوثيين، تسببت في توقف الإيرادات العامة ووضعت الاقتصاد المتداعي أصلا على حافة الهاوية.
وأصابت الحرب العملة اليمنية في مقتل، واهتزت الثقة بها مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي من 215 ريالا في مارس/ آذار 2015 إلى 750 ريالا في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، ما يعني أن الريال خسر من قيمته أكثر من النصف.