ويُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء في بلدان العالم المتقدم والنامي على السواء، ويصيب سنوياً نحو 1.38 مليون حالة جديدة، في حين تسبب بوفاة أكثر من 586 ألف امرأة في عام 2016، وفق تقديرات الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
في عالمنا العربي يحتل سرطان الثدي المركز الأول في قائمة الأمراض السرطانية التي تصيب النساء. وفي هذا التقرير نلقي الضوء على انتشاره في الوطن العربي، مع الإشارة إلى أن معظم الأرقام تعود للأعوام 2015 و2016.
سرطان الثدي في لبنان
يحتل لبنان المركز السادس عالمياً في عدد الإصابات بسرطان الثدي، بحسب الصندوق العالمي لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة. وأشارت إحصاءات الصندوق في العام الجاري، 2018، إلى أن من بين كل 100 ألف امرأة في لبنان هناك نحو 97 امرأة تصاب بسرطان الثدي.
ووفق الإحصاءات، يأتي لبنان سادساً (97 إصابة)، في قائمة تظهر بلجيكا في المركز الأول (113 إصابة من بين 100 ألف امرأة)، تبعتها لوكسمبورغ (109 إصابات)، ثم هولندا (105 إصابات)، ثم فرنسا (99 حالة)، وحلت مجموعة جزر كاليدونيا التابعة لفرنسا الخامسة (98 حالة).
ويشير السجل الوطني لداء السرطان في وزارة الصحة العامة اللبنانية إلى ارتفاع نسبة إصابة اللبنانيات بسرطان الثدي باضطراد، لافتاً إلى تسجيل 2473 إصابة بسرطان الثدي عام 2015، مقابل 1993 إصابة عام 2010 ونحو 1300 حالة في عام 2003. وبيّن أن نسبة إصابات سرطان الثدي بلغت 36.6 في المائة من مختلف أنواع السرطانات التي تصيب المرأة، و20 في المائة من عموم أورام السرطان في لبنان.
سرطان الثدي في سورية
استناداً إلى تصريحات صادرة خلال العام الجاري عن الجهات الصحية في سورية، يظهر أن سرطان الثدي يتصدر قائمة السرطانات التي تصيب النساء بنسبة 30 في المائة، بحسب بيان لوزارة الصحة. في حين أشارت نقابة الأطباء إلى أن نحو 40 ألف سوري، غالبيتهم العظمى من النساء، أصبوا بسرطان الثدي عام 2014.
سرطان الثدي في الأردن
أشار التقرير الإحصائي السنوي لعام 2015 والصادر عن وزارة الصحة الأردنية، إلى أن عدد الإصابات بمرض السرطان عموماً بلغت 5013 حالة عام 2012، وكانت نسبة الأردنيات المصابات 53.2 في المائة. ويحتل سرطان الثدي المركز الأول، بحسب جمعية معهد "تضامن" النسائي الأردني مع تسجيل 994 حالة.
سرطان الثدي في مصر
كشف استشاري جراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام ضياء صالح، أن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين السيدات في مصر، إذ تصاب به امرأة واحدة من بين كل 12 سيدة، وتصل نسبة الإصابة بهذا الورم تحديداً إلى 30 في المائة من إجمالي الإصابات عموماً.
سرطان الثدي في العراق
كشفت وزارة الصحة العراقية أن معدل الإصابات بالسرطان تبلغ 18 ألف إصابة سنويا، وأن معظمها إصابات بسرطان الثدي.
سرطان الثدي في دول المغرب العربي
كشفت تقارير صادرة عن الجمعية التونسية لمقاومة سرطان الثدي، أن أكثر من 20 ألف حالة سرطان سجلت في تونس. ويفتك سرطان الثدي بأكثر من 2200 امرأة سنوياً، كما أن عدد ضحاياه مرشح للارتفاع في 2020 ليتجاوز 3700 حالة وفاة، حسب بعض التقديرات.
وفي المغرب، كشف تقرير صادر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في عام 2018، أن 139 شخصا يصاب بالسرطان في المغرب من كل 100 ألف نسمة، ليحل بذلك في المرتبة 145 عالميا في عدد المصابين. وبحسب ما ورد في معطيات التقرير، سجلت إصابة 10136 امرأة بسرطان الثدي.
وكشف المعهد الجزائري للصحة العمومية في تقرير له عام 2017، أن الجزائر تحصي 11 ألف إصابة بسرطان الثدي سنوياً.
سرطان الثدي في دول الخليج العربي
بحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي بلغ 43 حالة لكل 100 ألف امرأة في قطر.
وذكرت بيانات الأمم المتحدة أن نحو 26 امرأة تصاب بسرطان الثدي في سلطنة عمان من بين 100 ألف امرأة.
وفي الكويت تصاب سنوياً أكثر من 400 امرأة بسرطان الثدي، وفق تقارير إعلامية كويتية، ومصادر طبية.
وفي السعودية، تشير أرقام وزارة الصحة إلى أن 19.1 في المائة من حالات الإصابة بالسرطان كانت بسرطان الثدي في عام 2013. وتحتل المنطقة الشرقية المركز الأول في المملكة بعدد المصابات، خصوصاً من هن في العقد الخامس من العمر. وتشير الأرقام أيضاً إلى أن عدد المصابات بلغ 2741 حالة.
وفي البحرين، كشف استشاري طب وعلاج الأورام وزميل الكلية الملكية البريطانية في مستشفى نور التخصصي فريد خليفة، في تصريحات صحافية، عن أن عدد الإصابات بسرطان الثدي في البحرين بلغ قرابة 400 حالة سنوياً.
وفي الإمارات، كشف تقرير صادر عن السجل الوطني للأورام عن اكتشاف 3816 حالة سرطان عام 2014. وبلغ عدد الوفيات المبلغ عنها بسبب السرطان حوالي 758 وفاة، منها 81 ورماً خبيثاً في الثدي في العام نفسه. وأكد التقرير انخفاض نسبة حالات الإصابة بسرطان الثدي المكتشفة في مراحل متأخرة بين المواطنات من 64 في المائة إلى 16 في المائة خلال السنوات السبع الماضية.
حقائق حول العالم
تشير بيانات جمعية maurer foundation، التي تولي اهتماماً بالتوعية بمرض سرطان الثدي، إلى أن هذا المرض ارتفع انتشاره بين الناس خلال السنوات الماضية، نتيجة عدة عوامل، أبرزها التغيرات الهرمونية، سوء النظام الصحي، احتساء كميات كبيرة من الكحول، والعامل الوراثي. ومن الحقائق عن سرطان الثدي:
- بين عامي 1980 و1987، زادت الإصابات بسرطان الثدي، نتيجة اكتشاف المرض مع زيادة الاعتماد على التصوير بالأشعة.
- بين عامي 2002 و2003، انخفضت معدلات الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 7 في المائة عالمياً.
- بين 1970 و2013 ارتفعت معدلات البقاء على قيد الحياة بين المصابات 5 سنوات.
- بين عامي 2003 و2009، انخفضت نسب الإصابة 3 في المائة سنويا بين النساء دون سن الخمسين، و2 في المائة سنويا بين من هن فوق الخمسين عاماً.