أدت التعديلات الوزارية التي ينوي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إطلاقها، وما تبعها من مشاريع ومقترحات إصلاحية، إلى حدوث خلافات ومشادات بدأت بالكتل السياسية، ووصلت إلى الشارع العراقي.
وقام مسلحون مجهولون بإحراق صور زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعد أيام على إطلاقه مشروعا إصلاحيا جديدا، ما دفع بالشرطة العراقية إلى فرض إجراءات أمنية مشددة للتخفيف من حدة التوتر.
وأكد مصدر في شرطة محافظة واسط (180 كم جنوب بغداد)، نزول مسلحين مجهولين إلى شوارع المحافظة، في وقت متأخر من الليلة الماضية، وإحراق عدد من صور الصدر، موضحاً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من 50 شخصاً حرقوا صوراً للصدر.
المصدر، الذي فضّل الكشف عن اسمه، أكد أن أغلب من قاموا بعملية الحرق مزودون بأسلحة متوسطة وخفيفة، ويستقلون سيارات مظللة رباعية الدفع، وقد اعتدوا وشوّهوا صوراً أخرى في الأحياء المحسوبة على الصدر.
اقرأ أيضاً: العراق..العبادي يعلن استعداده للتنحي عن الحكم
ورداً على ذلك، فرضت القوات العراقية، صباح اليوم الثلاثاء، إجراءات أمنية مشددة قرب مقرات التيار الصدري والمساجد والحسينيات التابعة له، في محافظة واسط، خشية تجدد الاعتداءات.
وفي أوّل ردود الفعل على الحادثة، دعا مسؤول "كتلة الأحرار" التابعة للتيار الصدري، جواد مكطوف، أنصار الصدر، إلى ضبط النفس، معتبراً أن "القائمين على هذا العمل المشين هم أعداء المشروع الإصلاحي الذي طرحه التيار".
وأضاف مكطوف، أن "أشخاصاً مجهولين شوّهوا عددا من الجداريات التي تحمل صور الصدر، في مناطق متفرقة من محافظة واسط.. في محاولة لخلط الأوراق وإثارة الفتنة بين أبناء المحافظة".
وكان الصدر قد طرح، السبت الماضي، مشروعاً جديداً للإصلاح، من خلال الدعوة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، بعيداً عن حزب السلطة والأحزاب الأخرى، يترأسها حيدر العبادي، وتضم فريقاً سياسياً مستقلاً ومعروفاً بحياديته. ولوّح الصدر بسحب الثقة من الحكومة الحالية خلال 45 يوما إذا لم تنفذ مشروعه.
اقرأ أيضاً العراق: عودة قمع المتظاهرين برعاية الأمن والمليشيات