وإلى أن قامت الثورة السورية في مارس/ آذار 2011 وما ترتب عن العنف المفرط من جانب نظام الرئيس بشار الأسد، كان القطن هو المحصول الزراعي الاستراتيجي الأول في سوريا كونه المصدر الثاني للعملة الصعبة بعد النفط، حيث يشكل نحو 30% من الصادرات الزراعية، كما أن زراعة وتصنيع وتسويق القطن تشغل نحو 20% من سكان سوريا.
وقال مصدر مسؤول بالمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان في سوريا إنه لم يتم تصدير القطن خلال سنوات الأزمة لعدم وجود فائض في الإنتاج في ضوء الخسائر التي لامست القطاع.
وانخفضت مشتريات المؤسسة الموسم الماضي من القطن الخام، من المزارعين، إلى أقل من 40 ألف طن قطن محبوب مقارنة مع أكثر من نصف مليون طن قطن محبوب للموسم السابق.
وأضاف المصدر في تصريحات للعربي الجديد، اليوم الثلاثاء، أن محالج القطن التابعة للمؤسسة العامة موزعة على غالبية المحافظات الوسطى والشمالية والشرقية، أي أنها توجد بمعظمها في المناطق الساخنة "الثائرة" مما يعني أنها أصبحت خارج الخدمة.
وأوضح المصدر، أن المحالج التي تمتلكها المؤسسة العامة لحلج الأقطان في الحسكة ودير الزور وحلب قد توقفت تماما عن الخدمة.
وتعرض محصول القطن السوري لأضرار جسيمة جراء القصف العنيف الذي شهدته معظم المناطق، كما حصل في ريف حلب.
وأفاد ناشطون باحتراق محالج القطن في قرية الدويرينة على مدار الشهور الماضية، وفي الرقة قضى حريق تسببت به إحدى القذائف على 76 ألف طن من القطن، وأما في محافظة الحسكة والتي تعد عاصمة زراعة القطن لكونها تنتج ما بين 35 و40% من القطن السوري، فتراجع الإنتاج فيها بشكل كبير، ولم تتجاوز نسبة المساحة المزروعة بالقطن للعام الماضي 2013 الـ33 ألف فدان، مقابل 135 ألف فدان في عام 2011.