كشفت زيارات مفاجئة قام بها وزير التربية والتعليم التونسي ناجي جلول لعدد من المدارس والمعاهد عن مشاكل متعلقة بصيانة المؤسسات التربوية ونظافتها.
تمثلت تلك المشاكل أساساً بالنقص الفادح في وسائل النقل المدرسي، وتشقق أسطح بعض المدارس، وغياب النظافة في المساكن الطلابية والحمامات المدرسية. وتؤثر الأوساخ المنتشرة في محيط المدارس مباشرة على صحة التلاميذ، ما جعل بعض الجمعيات الصحية تطلق صيحة فزع لإنهاء هذه المعضلة.
رئيسة جمعية أمراض الكلى في ولاية مدنين سنية ثابت قالت لـ"العربي الجديد": "صار منع تفشي الأمراض الجرثومية التي تصيب المسالك البولية وتضر الكلى هوسنا اليومي، خصوصا مع تردي حالة دورات المياه بالمؤسسات التربوية وعدم صيانتها، رغم أن الأمر لا يتطلب سوى بعض الاهتمام والرغبة في توفير فضاء مدرسي صحي".
وأضافت "تفتك الجراثيم في حمامات المدارس بصحة أطفالنا، فالمئات منهم يصابون بتعفنات على مستوى المسالك البولية والأعضاء التناسلية، ومن الممكن أن تصل إلى الكلى إذا لم تتفطن العائلة للأمر. ونظرا لأن الاهتمام العائلي بصحة الطفل يكون محدودًا في المناطق الفقيرة والمهمشة، فإن هذه التعفنات تتطور لدى عدد كبير من الأطفال فيصابون نتيجتها بأوبئة خطيرة أو بقصور كلوي".
اقرأ أيضاً:مليار شخص حول العالم يقضون حاجاتهم في العراء
وتختم ثابت "مجهودات وزارتي التربية الصحة في مراقبة الحمامات المدرسية غير كافية، والمطلوب تكاتف ممثلي أولياء الأمور ومدراء المدارس وعمال النظافة لتوفير حمامات نظيفة ومعقمة"، معتبرة أن الأمل في التغيير ضئيل مع غياب الإحصائيات عن أعداد التلاميذ المصابين بهذه الأمراض نتيجة أوساخ الحمامات، ولأن السلطات لا تولي هذا الأمر أي اهتمام جدي، في حين تركز جمعيات أمراض الكلى على العمل مع الأطفال لحثهم على تنظيم حملات نظافة دورية داخل مدارسهم".
وأكد الدكتور المختص في جراحة الكلى والمسالك البولية سامي دريرة لـ "العربي الجديد" زيادة عدد التلاميذ الذين زاروا عيادته للعلاج إلى الضعف. مشيراً إلى أن اتساخ الحمامات المدرسية يسبب حالات تعفن بالمسالك البولية لقرابة ثلاثة أرباع التلاميذ الزائرين لعيادته، الذين تتراوح أعمارهم من 7 سنوات إلى 17 سنة.
وأوضح أن الفتيات يمثلن نسبة 80 بالمئة من الحالات التي ذكرها نظراً لأن البنية الجسدية للأنثى تجعلها أكثر قابلية للإصابة بالعدوى الفيروسية.
وعن طرق انتقال الجراثيم وتطورها قال: "من البديهي أن تتكاثر الجراثيم الخطيرة داخل الحمامات المتسخة والتي لا يتم تنظيفها دوريا باستعمال مواد معقمة. واستعمال التلاميذ لهذه الأماكن وجلوسهم على مقعد الحمام أو لمس الأبواب والحنفيات المتسخة وحتى شرب الماء من حنفيات الحمام، تعتبر طرقاً أكيدة لنقل الجراثيم إلى الكلى".
ورأى أن الأمر الأكثر خطورة يكمن في سرعة تحول الأمراض الجرثومية إلى أمراض سرطانية، مع تأكيده أن اتساخ الحمامات المدرسية والحمامات العمومية بصفة عامة من شأنه أن ينتهي بمستعمليها إلى الإصابة بسرطان الكلى أو سرطان المثانة أو غيرها من الأمراض السرطانية".
وختم بتقديم عدد من النصائح للتلاميذ ومن بينها "ضرورة المشاركة في تنظيف الحمامات المدرسية أمام تهاون المسؤولين، استعمال قفازات ومواد معقمة في التنظيف، غسل الحنفيات والأبواب الموجودة بهذه الأماكن ضروري باستعمال مواد معقمة، ضرورة حمل صابونة معقمة ومناديل ورقية بمحفظة الأدوات وتجنب لمس مقاعد الحمامات وغسل الأيدي جيداً بعد قضاء الحاجة ورمي المناديل بحاويات، وأخيراً على أولياء الأمور متابعة صحة أبنائهم بصفة دورية لدى الطبيب من أجل اكتشاف العدوى الجرثومية سريعاً والقضاء عليها قبل أن تنتشر وتحدث ضرراً بالكلى".
اقرأ أيضاً: تونسيون يتبنون حملة لنظافة شوارع مدنهم