حرق ورقة "أنصار بيت المقدس" قبيل انتخابات الرئاسة المصرية

23 مايو 2014
المنيعي قتل مع 3 من أفراد التنظيم(سعيد الخطيب/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

 

تضاربت الأنباء حول دواعي وتوقيت تنفيذ عملية اغتيال زعيم جماعة "أنصار بيت المقدس" شادي المنيعي، مع ثلاثة من أفراد التنظيم، وجاءت العملية  قبل أيام قليلة فقط من إجراء انتخابات رئاسية في مصر تلقى مقاطعة واسعة.

وتلكأت الحكومة المصرية المؤقتة مرارا في إعلان التنظيم جماعة إرهابية، رغم تبنيه سلسلة من العمليات ضد أجهزة الأمن، ولم تصنفه منظمة إرهابية محظورة إلا بعد مرور قرابة عشرة أيام على وضع الولايات المتحدة الأميركية التنظيم على لائحة الإرهاب في الثالث من أبريل/ نيسان الماضي، ويلحظ أن توقيت عملية تصفية المنيعي جاءت قبل أيام قليلة من إجراء انتخابات رئاسية، تصب في مصلحة قائد انقلاب 3 يوليو المشير عبد الفتاح السيسي.

وقُتل زعيم جماعة "أنصار بيت المقدس" مع ثلاثة من أفراد الجماعة، ليل الخميس ـ الجمعة، في إحدى مناطق سيناء، من دون أن يتم تحديدها، وفيما ذكر مسؤولون مصريون، رفضوا نشر أسمائهم، لوكالة "فرانس برس" أن العملية تمت على أيدي قوات الأمن المصرية، أشار سكان محليون في سيناء إلى أن العملية تمت على يد مجهولين، ولم يلحظ تواجد أمني رسمي في المكان الذي تم فيه ضبط مجموعة المنيعي وتصفيتها.

وذكرت مصادر رسمية في وقت سابق، أن قوات الأمن أطلقت النار على سيارة كان على متنها ستة أشخاص في وسط سيناء. وأضافت أن المجموعة كانت في طريقها لتنفيذ هجوم على أنبوب للغاز.

وقال بيان من المتحدث باسم الجيش على صفحته على فيسبوك، نقلته وكالة "رويترز" أن الجيش نفذ عملية أدت إلى مقتل ستة من العناصر الشديدة الخطورة الخميس. لكن البيان لم يذكر اسم المنيعي، كما لم يتضح على الفور؛ هل كان البيان يشير إلى الحادث نفسه؟

وفي تطور منفصل قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية صباح اليوم الجمعة، أن مجهولين قتلوا بالرصاص ضابط أمن عند حاجز تفتيش في رفح شمالي سيناء.

وفي مارس/ آذار الماضي، قُتل توفيق محمد فريج، أحد مؤسسي "أنصار بيت المقدس"، في انفجار قنبلة كانت بحوزته، وذلك أثناء حادث سير. وفي ظروف غامضة أيضا.

وبحسب بيانات وزارة الداخلية المصرية فإن "أنصار بيت المقدس" بدأت عملياتها في سيناء منذ سنوات قليلة عقب ثورة 25 يناير، لكنها نقلت هجماتها إلى القاهرة بعد انقلاب 3 يوليو، وقامت بمحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم بسيارة مفخخة، نفذها انتحاري في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي.

وتربط الحكومة المصرية المؤقتة، المشكّلة بعد الانقلاب، بين نشاط هذه الجماعة وبين الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي. إلا أنه ورغم العمليات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها، قررت الحكومة في حينها اعتبار جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيما إرهابيا.

ويطرح مراقبون علامات استفهام كبيرة حول نشاط "أنصار بيت المقدس" ويجري التشكيك بطبيعة التنظيم، لارتباطه بتحذيرات مسبقة لقادة الانقلاب، بانتشار خطر الإرهاب بالتزامن مع إسقاط الحكومة الشرعية. وهناك أوساط مصرية تجزم بأن التنظيم مرتبط بالمخابرات الحربية المصرية التي كان يترأسها السيسي سابقا، ووظف من أجل إشاعة أجواء انعدام الأمن والاستقرار في مصر، للنيل من مكتسبات ثورة 25 يناير 2011.

وأعلنت "أنصار بيت المقدس"، مسؤوليتها عن عدة هجمات كبيرة، أبرزها ثلاثة تفجيرات استهدفت مديرية أمن جنوب سيناء في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومديرية أمن القاهرة في قلب العاصمة المصرية في يناير/ كانون الثاني 2014. كما أكدت مسؤوليتها عن تفجير حافلة سياحية في جنوب سيناء قتلت ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائقهم المصري. وتبنت إسقاط مروحية عسكرية في هجوم أسفر عن مقتل خمسة عسكريين في سيناء في 25 يناير/كانون الثاني الماضي.