وشملت المبادرة قافلة طبية متعددة التخصصات يشرف عليها أطباء وممرضون، وتوزيع آلاف الألبسة الشتوية الواقية من البرد والأغطية لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة للدوائر المعنية، ولفائدة المسنين المنحدرين من أسر معوزة بالمناطق المستهدفة، علاوة على توزيع الأفرنة الحديدية على السكان المحليين.
في المقابل تتواصل مبادرات تطوعية لعدد من الشباب المغاربة لمساعدة سكان المناطق الجبلية والنائية، والمساهمة في التخفيف من معاناتهم التي تتجدد مع موجة البرد القارس وضعف الإمكانيات، عبر جمع الألبسة الشتوية من معاطف وأغطية صوفية وغيرها من وسائل التدفئة، من عند المتبرعين والمحسنين، قبل أن يتم فرزها وتوزيعها على سكان هذه المناطق، من قبيل الحملة التي تقوم بها جمعية شباب الحي بالدار البيضاء التي تعتزم الذهاب إلى منطقة أزيلال لفك العزلة عن السكان هناك.
كما تجري استعدادات أعضاء مبادرة "أجي نديرو الخير" من أجل تنظيم قافلتين، واحدة بإحدى دواوير مدينة مراكش، والثانية بضواحي مدينة ورزازات، نهاية ديسمبر/ كانون الأول الجاري وبداية الشهر المقبل.
وتقول الشابة سعاد المدراع، صاحبة مبادرة "أجي نديروا الخير"، لـ "العربي الجديد"، إن المبادرة تسعى إلى جمع التبرعات لمساعدة سكان المناطق الجبلية والنائية وتنظيم قوافل إنسانية وطبية، تضم فحوصات وأدوية ومواد غذائية وألبسة وأحذية وأغطية، وغيرها من الاحتياجات، لإدخال الفرحة إلى قلوب المحتاجين، وخاصة الأطفال وكبار السن".
وتستفيد المدراع من وسائل التواصل الاجتماعي في تعميم هذه المبادرة الإنسانية القائمة على فعل الخير، كما يحمل اسمها، وأيضا من خبرتها في المجال الإعلامي في التعريف بعدد من الحالات الحرجة والمرضية التي تصادفها من خلال القوافل الميدانية من أجل تقديم المساعدة والدعم لهم، سواء تعلق الأمر بعمليات جراحية مستعجلة أو غيرها.
Facebook Post |
وتتجدد معاناة سكان جبال الأطلس الكبير والمتوسط بالمغرب، جراء البرد وقساوة الظروف الطبيعية، وضعف الإمكانيات المادية، مما يفاقم وضعهم الإنساني إلى جانب العزلة الجغرافية التي يكابدونها بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليهم.
ويمر العديد من سكان جبال أقاليم تاونات وأزيلال وخنيفرة وميدلت وغيرها بظروف حياتية صعبة في هذه الفترة من السنة، بسبب الصقيع الشديد والبرد القارس، الذي يبلغ عدة درجات تحت الصفر، وفق ما تكشف عنه مديرية الأرصاد الجوية الوطنية.
Facebook Post |
ولا تقتصر معاناة سكان هذه المناطق الجبلية والنائية على الظروف المناخية الباردة خلال هذه الأيام، بل هناك أيضا غياب وسائل التدفئة، وارتفاع أسعار الحطب والفحم الخشبي، ثم ضعف القدرة الشرائية للسكان، علاوة على انقطاع الطرق بسبب زحف الثلوج.
ويقول الناشط الجمعوي بأزيلال، أحمد هيلوط، لـ "العربي الجديد"، إن الأحوال الجوية، خاصة في الفترات التي تعرف تساقط الثلوج الكثيفة على المناطق الجبلية، تحول دون خروج الناس للتبضع من الأسواق البعيدة واقتناء المؤونات الغذائية، كما يصبح إيصال المساعدات الغذائية إليهم صعبا، وتتضرر الكثير من الأسر.
ويستدرك موضحا: " غير أنه بالجهود المتضافرة سواء من طرف متطوعي وشباب الجمعيات والمبادرات الخيرية، أو من طرف الجهات الرسمية والحكومية، يتم التغلب على هذه المشاكل".