وتداول عراقيون، أمس الخميس، على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وصوراً تُظهر اقتحام ضبع لمستشفى للأطفال في محافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد)، وظهر في المقطع المصور الذي التقطته كاميرا مراقبة داخل المستشفى حالة من الهلع، ومحاولة رجال الأمن القضاء على الحيوان باستخدام العصي.
وجدد مقطع الفيديو المخاوف من تعرض حياة المواطنين للخطر، لاسيما أن حيوانات برية ومفترسة سبق أن تعرضت لمواطنين داخل المدن. يقول علي بريسم، وهو مزارع من قضاء الشامية في محافظة الديوانية، إن الحيوانات المفترسة بدأت تظهر داخل المناطق السكنية في القرى والنواحي، فيما كانت سابقاً تتواجد في المناطق الصحراوية والأحراش والأدغال.
وعزا بريسم، اقتحام الحيوانات المفترسة المناطق السكنية إلى "البحث عن الطعام"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنها تبحث عن الحيوانات الأليفة لافتراسها بسبب تصحر العديد من الأراضي الزراعية وموت الأدغال بسبب انحسار المياه في الأنهار.
وفي الأنبار غربي البلاد، اشتكى مواطنون في وقت سابق من حيوانات مفترسة تداهم المناطق السكنية، بينها ذئاب وابن آوى، لكن الأكثر رعباً ما يطلق عليه "الشيبة" أو "غرير العسل"، والذي ظهر في مناطق شمال الأنبار.
ويؤكد مواطنون تعرض أشخاص مؤخراً لهجمات هذا الحيوان، الذي يصفونه بالسريع والقاتل، وأنه تسبب بمقتل امرأة وإصابة عدة أشخاص.
ويربط سكان الأنبار ظهور هذا الحيوان بدخول القوات الأميركية إلى البلاد بين أعوام 2004 و2006، ويتهمون تلك القوات بأنها من أدخلته إلى الأنبار لنشر الرعب والخوف وإلهاء الأهالي الذين كانوا مشغولين بمقاتلة القوات الأميركية.
ويقول شاكر البيلاوي، أحد سكان منطقة الجزيرة، شمالي الأنبار "لم نكن نعرف حيوان الشيبة قبل أن يحتل الأمريكان العراق". وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "الجميع في الأنبار متيقنون أن الأميركان هم من أدخلوه إلى المحافظة بعد رفض السكان وجودهم فيها ومقاتلتهم بشراسة وتكبيدهم خسائر كبيرة".
ويوضح أن خطورة هذا الحيوان تتمثل في أنه "يقتحم البيوت بشكل سريع، وقد يؤذي الأطفال، خاصة أنه يظهر فقط في الليل، وهو يحفر لمسافات بعيدة داخل الأرض، ويتكاثر بشكل سريع، لذلك نستمر بالبحث في الأراضي الزراعية عن مخابئه للقضاء عليه".
الخنازير البرية أصبحت هي الأخرى تمثل تهديداً على حياة السكان في عدد من المناطق الريفية، ففي مناطق محيط العاصمة العراقية، يؤكد سكان أنهم يعانون من هجوم الخنازير البرية على الفلاحين داخل مزارعهم.
ويقول ناصر النداوي، وهو مزارع من قضاء الطارمية شمالي بغداد، إن "الخنازير بدأت تهاجم مناطقنا بعد اعتيادها على التواجد في مناطق هجرها أهلها بسبب العنف الطائفي والمعارك التي نشبت بين المقاومة المسلحة والأميركان في سنين سابقة".
ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن هذه الحيوانات بدأت تبحث أيضاً عن أماكن تعيش فيها بعد أن تم إحراق وتجريف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والبساتين التي كانت توفر لها ملاذا آمناً، ما جعلها تقترب من المناطق القروية المأهولة، وبذلك أصبحت تمثل خطراً على الناس.