وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس، الذي ألقى الخطبة بدلا من مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -أعتذر عنها مسبقا- على أن العالم "ابتُليَ في هذا العصر بآفة الإرهاب الذي عم شرّه الأمم والأعراق ولا يمكن أن ينسب لأمة".
وطالب السديس الحجاج في خطبته التي ألقاها من منبر مسجد نمرة، بعد أداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً اليوم السبت، بوجود أكثر من مليون و400 ألف حاج، بالتزام التعليمات المنظمة للحج، محذرا من تكدير صفو شعائره ومشاعره.
وللمرة الأولى منذ عام 1981، يتخلف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن إلقاء خطبة يوم عرفة، وأرجعت مصادر السبب "إلى ظروف صحية".
وشدد الشيخ السديس في خطبته البليغة على رفض الشعارات الطائفية أو ما يهدد سلامة الحج، قال: "أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية".
وأضاف: "إن من عظيم ما ابتلي به العالم في هذا الوقت صورا من الإفساد في الأرض متمثلا في آفة الإرهاب الذي عم شره أمماً ومذاهب وأقطاراً لا يمكن أن ينسب إلى أمة أو دين أو ثقافة أو وطن أو تلفق تهمة الإرهاب بالإسلام، ومن ذلك ما ابتليت به الأمة من بعض أبنائها وشبابها الذين أغوتهم الشياطين وتنكبوا الصراط المستقيم فصرفتهم عن المنهج المعتدل، فسارعوا إلى التكفير الذي هو وبيل العاقبة".
وأكد إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، الذي يشغل الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين أن من يستبيح دماء المسلمين فليس منهم، مضيفاً: "لقد كفّروا المسلمين واستباحوا دماءهم المعصومة، وخفروا الذمم المحرمة، وسعوا في الأرض بالفساد وترويع الآمنين وقتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم، وصموا آذانهم عن كتاب الله وسنة رسوله وإجماع علماء الأمة التي تحرم هذه الأعمال الخبيثة".
وحث خطيب عرفة علماء المسلمين على السعي إلى توجيه الناس وهدايتهم، والكلام بالحق، والفتوى بشرع الله من غير تساهل ولا تشدد، وأخذ الناس بالتيسير ورفع الحرج.
كما حض الدعاة إلى سلوك المنهج الرشيد والإخلاص وأن يكونوا قدوة حسنة، ويكون هدفهم تبصير الناس بالحق بالعلم والحكمة والحوار الحسن، والحذر من الحزبيات والفرقة والانقسامات.
وتوافد جموع من حجاج بيت الله إلى مسجد نمرة الواقع على جبل عرفات. وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته نحو 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وأعلنت الهيئة العامة السعودية للإحصاء أن عدد الحجاج وصل إلى مليون و855 ألفا، إذ يبلغ حجاج الخارج منهم مليونا و235 ألفا فضلا عن حجاج الداخل.
ويقضي الحجاج يومهم في الدعاء في جبل عرفة إلى حين غروب شمس اليوم الأحد، وبعدها ينفرون إلى مزدلفة ويبيتون فيها لجمع حصيات رجم العقبة يوم غد الاثنين، وهو يوم العيد والنحر، وموعد التحلل الأول.