دوبلير نيمار والارتكاز المتأخر.. سببا خسارة كرواتيا

13 يونيو 2014
نيمار قاد منتخب بلاده للفوز بإحرازه لهدفين (getty)
+ الخط -

سواء كان الفريق البرازيلي في أسوأ حالاته او أفضل حالاته فهو دائماً مرشح نحو اللقب مهما كانت الظروف، وإذا رجعنا إلى التاريخ القريب ندرك فوراً أن كل مونديال عالمي يفوز به السيلساو، فإنه يدخل منافساته بثنائي من النجوم، روماريو وبيبيتو في 94، رونالدو وريفالدو في 2002، وخلال مباراة الافتتاح، يبدو أن نيمار وأوسكار هما فرسا الرهان الجدد، متلازمة عُرفت باسم، البطل ودوبليره، وفي رواية أخرى، النجم الكبير، والرجل الثاني.


لماذا نيمار؟

نيمار سر التكتيك خلال أول قمة، هو اللاعب الذي يضع المدير الفني خطته وفقاً لقوته وأدائه، لذلك ليس غريباً أبداً أن يمدحه سكولاري قبل كل مباراة. البرازيل لعبت بأكثر من طريقة طوال التسعين دقيقة، والسبب تحركات الرقم 10، دا سيلفا يبدأ المباراة كصانع لعب صريح، لذلك تصبح الخطة أقرب إلى 4-2-3-1، ينطلق نحو الأمام فيما يقوم فريد بسحب المدافعين معه، ليتحول صانع اللعب إلى مهاجم ثان أو ما يعرف بالصانع الوهمي للكرات.


ليس هذا فحسب، بل أيضاً تحرك صاحب الهدفين أمام منطقة الجزاء بذكاء شديد، مع الالتزام غير العادي لكل من أوسكار وهالك على الأطراف، لتكون طريقة اللعب أثناء التحول من الدفاع إلى الهجوم أو عند قطع الكرة أشبه بـ 4-4-1-1 أي اللعب بأربعة خطوط داخل الملعب، مما تسبب في كثافة عددية صفراء خلال الشق الهجومي الأخير.


ويجب أن نشير إلى ملاحظة فنيّة أخرى خاصة بطريقة 4-2-3-1 البرازيلية التي تختلف كثيراً عن نظيرتها الأوروبية أو العالمية، ففي ملاعب القارة العجوز، صانع اللعب في المركز 10 غالباً ما يكون جناحاً صريحاً تحول إلى العمق، أوزيل وماتا وغيرهما أبرز نماذج، بينما في الكوبا كابانا، يستحوذ على هذا المكان صانع لعب حقيقي مثل كاكا بالسابق، أو مهاجم ثان كنيمار خلال ضربة البداية.

بدون الكرة.. ذلك أفضل

هناك فكرة الترحيلات الدفاعية لخط المنتصف، إستراتيجية فعلها دونجا في قارات 2009 بواسطة راميريز، وباولينيو هو البديل الجديد، اللاعب الذي يقوم بدور دفاعي ثاني بعد ليبرو المنتصف لويس جوستافو، وأثناء الهجوم، يتحول هذا الارتكاز المساند ليصبح لاعب وسط هجومي صريح مستغلاً سرعته في قطع الملعب عمودياً إلى الأمام، وهنا المسافة بينه وبين جوستافو تكون كبيرة، مع فتح الملعب عرضياً بواسطة أوسكار وهالك.


روبينيو قديماً ونيمار حديثاً، روبي الجناح الذي يصبح مهاجماً ثانياً، ونيمار صانع اللعب الوهمي القائم بكل أعمال الهجوم والحائز على أوسكار النجم الأول في كرة القدم البرازيلية هذه الأيام. لاعب برشلونة البطل، ونجم تشلسي الشاب يستحق لقب الدوبلير، إنه أوسكار الرائع بالكرة والأروع بدونها.


قيمة الكرة الحديثة تتلخص في الحركة بدون الكرة، وأوسكار اليوم نموذج حقيقي لتطبيق هذه المقولة، اللاعب يتحكم في المساحات داخل الملعب، تجده جناحاً صريحاً يرفع الكرات على الخط، ثم لاعب وسط هجومياً يسدد ويراوغ في العمق، يترك الطرف لكي يتقدم ألفيش، يعود إليه لكي يدافع ويمنع مرتدات الكروات، ومع هروب نيمار إلى الأجنحة، يدخل أوسكار في الارتكاز كلاعب وسط ثالث صريح في تحول مباشر إلى 4-3-3 الهجومية.

قيمة الارتكاز

كرة القدم تقوم على لاعب ارتكاز، والثورة الكروية الجديدة خاصة بانتشار لاعبي الوسط داخل المستطيل الأخضر، لذلك على الرغم من تميّز الكروات بثلاثة لاعبي وسط من الطراز الفريد، راكيتتش، كوفاسيتش، ومودريتش، إلا أن عمق الفريق كان مكشوفاً إلى حد كبير، لذلك جاء الهدفان الأول والثالث من داخل المنطقة الحمراء، أي المسافات بين خط الدفاع ومنطقة الوسط.


نيكو كوفاك، المدير الفني الشاب حاول معالجة هذا الأمر باستحداث تكتيك المناطق المزدوجة، بوضع نجومه في مركزين داخل الملعب، راكيتتش لاعب ارتكاز لكنه يعود لمساندة الجانب الأيمن، مورديتش صانع لعب متأخر وريشة على اليسار، بينما كوفاسيتش هو لاعب البوكس الصريح، في الخلف والأمام.


كل هذه الأفكار والحلول والمعضلات، بسبب عدم وجود ارتكاز متأخر صريح في التشكيلة الزرقاء، الفكرة التي استحدثها الكبير فيكتور ماسلوف في الستينات حينما حوّل طرق اللعب من 4-4-2 الهجومية إلى 4-1-3-2 بعودة لاعب وسط أمام الدفاع، والتي طوّرها بيب جوارديولا بمفاجأته السعيدة بوسكيتس، لم يجدها قط كوفاك اليوم، ورغم تغييراته إلا أن التيار كان أقوى، وخسر فريقه بالثلاثة، وفلت السيلساو من الكمين الأول.

المساهمون