وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، إنه يتعين على بريطانيا تعيين رئيس وزراء فورا، علما أن رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون أعلن أنه سيغادر منصبه بعد ثلاثة أشهر، مضيفا بأنه يجب "العمل على إيجاد آلية تضمن مصالح الاتحاد الأوروبي وبريطانيا".
من جهته اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتايمناير، أن قرار بدء المفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، يتم اتخاذه في لندن، إلا أنه طالب بعدم التأخر في الأمر.
وفي ظل غياب خطة بديلة لدى المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، واتفاق وحيد بين جميع الأطراف، هو البدء الفوري في ترتيب مفاوضات الخروج بين الاتحاد وحكومة المملكة المتحدة، ووسط تشكيك قانوني ومطالبة بضرورة التأكد إذا ما كان يمكن النظر إلى الاستفتاء بحد ذاته ليكون كافياً كنقطة لانطلاق العملية، وهو ما دعت إليه أيضا رئيسة كتلة اليسار في البرلمان والمفوضية الأوروبية غابي زيمر.
وفي سياق متصل، ذكرت عدد من التقارير أن هناك توجها ألمانيا فرنسيا لإعداد مقترحات مشتركة لتطوير الاتحاد الأوروبي، بعد خروج بريطانيا منه، وبهدف جعل التكتل الأوروبي أكثر تماسكا، والتي من شأنها أيضاً أن تساهم في إيجاد حلول عملية لتطوير وتحسين الأداء على المستوى الأوروبي.
وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتايمناير أمس الجمعة، أن نظراءه في الدول الست المؤسسة للاتحاد سيعقدون اجتماعاً اليوم في برلين، ويستقبل شتاينماير نظراءه؛ الفرنسي جان مارك أيرلوت، والهولندي بيرت كوندرز، والإيطالي باولو جنتيلي، والبلجيكي ديدييه ريندرز، واللوكسمبورغي جان أسلهورن، من أجل "التباحث في قضايا الساعة في السياسة الأوروبية"، بحسب بيان.
وأعرب شتاينماير عن الأسف لتأييد البريطانيين خروج البلاد من الكتلة الأوروبية بنسبة 51,9%، بحسب النتائج الرسمية، مشيرا إلى أنه "يوم حزين بالنسبة إلى أوروبا وبريطانيا".
وصرح أيرولت لوكالة "فرانس برس" أن باريس وبرلين ستعرضان على شركائهما "حلولاً عملية" لجعل الاتحاد الأوروبي "أكثر فعالية" لكن "من دون الدخول في بناء هيئات كبيرة".
من جهته حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون "طلاقاً ودياً"، وطالب لندن بأن تقدم "على الفور" طلبها للخروج، وصرح يونكر لقناة "آ أر دي" الألمانية مساء الجمعة "لن يكون طلاقاً ودياً لكنه لم يكن أيضاً علاقة حب قوية".
وأضاف يونكر "لا أعرف لماذا تحتاج الحكومة البريطانية للانتظار حتى تشرين الأول/ أكتوبر لتقرر إذا ما كانت سترسل طلب الخروج إلى بروكسل. أريد الحصول عليه فوراً".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أعلن أمس الجمعة بعد فوز مؤيدي خروج البلاد من أوروبا أنه سيستقيل من منصبه، وسيترك إلى خلفه مهمة التفاوض مع بروكسل حول شروط خروج البلاد، ملمحاً إلى أن السلطات ستحاول المماطلة لأطول مهلة ممكنة.
وحمل رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز بشدة الجمعة على كاميرون، واصفا بـ"المخزي" قرار استقالته في تشرين الأول/ أكتوبر وليس غداة الاستفتاء، وبأنه، عندما أعلن في 2013 عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، "رهن قارة بأكملها من أجل مفاوضاته التكتيكية".