السيناريو نفسه يتكرر منذ العام 2007، حيث دأبت وزارة تحديث القطاعات على زيادة 60 دقيقة للتوقيت الرسمي في المغرب. هذا القرار الذي تم تفعيله أمس الأول أثار تضاربا في الآراء بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، حيث نوهت فئة بالمنافع التي تأتي من وراء هذا القرار بينما عارضه عدد كبير من المغاربة.
عن إيجابيات الساعة الإضافية قال الوزير المكلف بالوظيفة العامة وتحديث الإدارة محمد مبديع إن "إضافة ساعة للتوقيت الرسمي تمليه عدة معطيات من بينها الاقتصاد في الطاقة"، لافتاً إلى أن "المغرب يستورد أغلب احتياجاته من الطاقة مما يحتم عليه انتهاج سياسة تهدف إلى النجاعة في استعمال الطاقة، والموقع الجغرافي للمغرب الذي يميزه بطول النهار في فصل الصيف سيوفر له امكانية الاستفادة من ضوء الشمس لمدة أطول والاقتصاد في الطاقة، بالإضافة إلى تقليص الفارق الزمني مع الشركاء الاقتصاديين في أوروبا خاصة فرنسا واسبانيا".
من جهته، أكد مدير الكهرباء والطاقات المتجددة بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد الرحيم الحافظي أن "قرار إضافة ساعة للتوقيت الرسمي مكّن المغرب من توفير مليون درهم يوميا في السنة الماضية التي جرى فيها اعتماد التوقيت الصيفي على امتداد أربعة أشهر، فكانت الحصيلة إيجابية"، مشيرا إلى أنه "تم اقتصاد ما يناهز 80 "ميجاوات/ ساعة "والتي تحتاج ما يناهز 150 مليون درهم من المحروقات لإنتاجها".
وبعيدا عن تعزيز الاقتصاد في الطاقة الكهربائية، وتقليص الفارق الزمني مع شركاء المغرب الاقتصاديين، يرى بعض المغاربة أن إضافة ساعة للتوقيت الرسمي تساعدهم على الاستيقاظ باكرا والاستفادة من ساعة بعد الظهر يعودون فيها من أعمالهم في وقت باكر.
غير أن الفائدة للساعة الإضافية قابلتها آراء مخالفة تحمل نوعا من الاستياء والتذمر بسبب الاضطرابات والتأثيرات السلبية التي اشتكى منها العديد من المواطنين. حيث قام ناشطون إلكترونيون بإنشاء صفحات تطالب بإلغاء الساعة الإضافية، فضلا عن إطلاق عريضة احتجاجية تندد بالقرار وتطالب المسؤولين بالتراجع عنه.
وتباينت أسباب الرفض بين الصحي والأمني، حيث قالت فئة إن الساعة الإضافية تؤثر على صحة الأطفال ،كما الكبار بسبب تأثيرها على الساعة البيولوجية، حيث يضطر الأطفال إلى القيام باكرا للذهاب إلى المدارس وهم شبه نائمين مما يترتب عنه اضطرابا في إيقاع النوم والاستيقاظ لديهم ما يؤدي الى النقص في التركيز والتراجع في المستوى الدراسي.
كما أعاد محتجون سبب رفضهم إلى خوفهم من تعريض حياتهم وحياة أطفالهم للخطر عند خروجهم في وقت باكر إلى العمل أو المدرسة.
وكانت دراسة أمريكية أشارت إلى ارتفاع الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 25 بالمائة في الأسبوع الذي يلي تغيير عقارب الساعة وذلك بسبب التعب النفسي.