مع اقتراب موعد إطلاق المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لمجموعات العمل الأربع في 21 سبتمبر/ أيلول الحالي؛ لم يتسلم من أسماء مرشحي النظام والمعارضة حتى الآن للبدء بعمل المجموعات، سوى من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي قدمت أسماء مرشحيها، وعلى رأسهم حسن عبد العظيم، وصالح مسلم، في حين ينتظر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إجابة دي ميستورا وفريقه على الاستفسارات والتساؤلات حول الوثائق المقدمة للائتلاف، لتحديد إطار تنفيذ بيان جنيف، وآلية عمل مجموعات العمل الأربع.
بدوره، يريد النظام السوري من دي ميستورا إنهاء مناقشة ملف الإرهاب قبل هيئة الحكم الانتقالية وليس بالتوازي، وهذا حسب ما جاء على لسان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع التلفزيون السوري، الذي قال إن الأولوية الآن هي مواجهة الإرهاب بشكل جماعي ومشترك، كمقدمة لتطبيق أي حل سياسي للأزمة في سورية، لافتاً إلى أن الطريق مفتوح أمام أي أحد، يريد أن يكون جزءا من الحرب ضد الإرهاب، بشكل جدي.
يقع دي ميستورا بمأزق كبير حيال الوضع الراهن، بعد أن وجد في خطته ضالته التي يبحث عنها، فقد أصدر مجلس الأمن بياناً داعماً للخطة، لكنه غير ملزم للأطراف، ما اعتبره الأممي بادرة أمل بإيجاد حل للنزاع في سورية، بدءاً من انخراط كافة الأطراف في حوار مباشر، ومن ثم تشكيل مجموعة اتصال دولية بمشاركة دول إقليمية فاعلة في الملف السوري.
قبل ثلاثة أيام من الإعلان عن إطلاق مجموعات العمل، يكثف دي ميستورا اتصالاته مع النظام والمعارضة ومع الدول الإقليمية والدولية، بغية إكمال مشروعه الذي قطع فيه مشواراً طويلاً، وحسب معلومات وصلت لـ"العربي الجديد"، فاليوم سوف يعين دي ميستورا "مسارين" للجلسات الأربع، وهذا ما يكشف عزم المبعوث الأممي على إكمال مشواره، سواء أشاركت الأطراف أم لم تشارك.
هذا وتتحدث تسريبات عن ضغط روسي على النظام السوري، للموافقة على المشاركة بمجموعات العمل وتقديم مرشحيه، بينما يسعى الائتلاف في هذه الأثناء، لأن يكون له ثقل في العملية السياسية، في حال غيابه عن المشاركة وموافقة النظام في الوقت المستقطع.
ويكون ذلك، من خلال القيام بعدة خطوات أولها استغلال رفض الفصائل العسكرية وبعض منظمات المجتمع المدني لخطة دي ميستورا والتحول لمظلة سياسية لهم، وثانيها تقوية دور الفصائل العسكرية وجمعها في بوتقة واحدة، عبر التسريع بتشكيل القيادة العسكرية العليا، وضم قوات البشمركة السورية المدربة في إقليم كردستان العراق إليها، والبالغ عددها 5 آلاف مقاتل وقد تبنّاها المجلس الوطني الكردي.
وتتزامن انطلاقة مجموعات العمل الأربع، مع أنباء عن التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية، والسخط الكبير من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية على هذا التدخل، وربطه بتفاقم الأزمة واحتمال أن يكون هذا التدخل له عواقب وخيمة على عملية الحل السياسي، كما يمكن أن تصطدم الخطة بمبادرة روسية يحضر لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإطلاقها أمام مجلس الأمن في جلسته المقبلة، لمحاربة الإرهاب ويجمع فيها الدول الإقليمية: إيران – تركيا – المملكة العربية السعودية – النظام السوري.
اقرأ أيضا: فصائل المعارضة السورية تتحفظ على خطة دي ميستورا