تتّجه كل من قطر وتركيا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما عبر مضاعفة التبادل التجاري وتأسيس شراكات واستثمارات جديدة متبادلة بين البلدين، وتأتي الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قطر لتعزز التوجهات الجديدة للطرفين، حسب اقتصاديين قطريين.
وكشفت مصادر مسؤولة بغرفة تجارة وصناعة قطر لـ"العربي الجديد" عن التأهب لإرسال وفد تجاري كبير من رجال الأعمال القطريين إلى تركيا قريباً، لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري، ولا سيما في ظل استمرار الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة منذ الخامس من شهر يونيو/حزيران الماضي.
زيادة التبادل التجاري
وصبّت توقعات الاقتصاديين القطريين في اتجاه استمرار العلاقات التجارية مع تركيا في منحنى الصعود خلال الفترة المقبلة، وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس إدارة غرفة قطر، خالد بن جبر الكواري، لـ "العربي الجديد" أن وفداً من رجال الأعمال القطريين تشكله الغرفة حالياً من المقرر أن يسافر إلى تركيا نهاية الشهر الجاري، بهدف استكمال الجهود المشتركة لتعزيز التعاون التجاري التي شهدت زيادة كبيرة خلال الشهرين الماضيين، متوقعاً استمرار انتعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل التقارب السياسي.
وبدأ أردوغان جولة خليجية، أمس وتستمر على مدى يومين، لبحث الأزمة الخليجية، وتشمل كلا من قطر والسعودية والكويت.
وأوضح الكواري أن الوفد الاقتصادي القطري الذي يتأهب لزيارة أنقرة سيضم ممثلين عن القطاع الخاص في مختلف المجالات التجارية والزراعية والصناعية وغيرها، متوقعا عقد صفقات اقتصادية ضخمة وشراكات تجارية بين رجال أعمال البلدين.
وأضاف أن شركات قطرية استحوذت على وكالات جديدة لسلع غذائية واستهلاكية من تركيا وسلطنة عمان وعدة دول أخرى، خلال الفترة الأخيرة التي أعقبت الحصار وتوقف التعامل التجاري مع بعض دول الجوار.
وأشار الكواري إلى أن المباحثات ستمتد إلى زيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين في مجالات متنوعة.
استثمارات مشتركة
حسب إحصائيات رسمية، تعد قطر من الدول الأوائل بالاستثمار بتركيا بحجم استثمارات تزيد عن 20 مليار دولار، كما يبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 11.6 مليار دولار، وتعمل في الدوحة أكثر من 150 شركة تركية.
وفي هذا السياق، أكد رجل الأعمال البارز، عبد العزيز العمادي، لـ"العربي الجديد" أن الاقتصاد لن يغيب عن لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن العديد من الملفات الاقتصادية ستطرح على طاولة الزعيمين وعلى رأسها تعزيز التعاون التجاري وزيادة الاستثمارات المتبادلة.
وأوضح أن القطاع الخاص القطري حول محنة الحصار إلى منحة عبر اتجاهه إلى العديد من الدول لتعويض إغلاق التعاون مع دول خليجية جارة، مشيراً إلى أن كلا من تركيا وسلطنة عمان حظيت باهتمام من المستوردين القطريين خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف العمادي أن مؤشر التبادل التجاري زاد بشكل ملحوظ بين قطر وتركيا، وخاصة بعد تغير خريطة الاستيراد القطري في ظل استمرار الحصار لنحو 8 أسابيع.
وقال إن هذه الفترة فارقة في العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وأنقرة، متوقعاً تضاعف التبادل التجاري بين البلدين هذا العام.
وسجلت الصادرات التركية إلى قطر ارتفاعا بنسبة 51.5% خلال يونيو/حزيران الماضي مقارنة مع مايو/أيار الماضي، مستفيدة من الحصار الذي فرضته 4 دول عربية على الدوحة.
وحسب بيانات مجلس المصدرين الأتراك، فإن صادرات تركيا إلى قطر خلال يونيو/حزيران الماضي ارتفعت بنسبة 51.5% مقارنة مع الشهر السابق عليه، ليبلغ إجمالي قيمتها 53.5 مليون دولار.
وتحتل المواد الغذائية والفواكه والخضروات والمنتجات الحيوانية والمياه صدارة قائمة الصادرات التركية إلى قطر. ووصلت في 5 يوليو/تموز الجاري إلى ميناء حمد القطري سفينة قادمة من ميناء إزمير في تركيا، تحمل على متنها 3 آلاف طن من المواد الغذائية المتنوعة، وتعد هذه أول شحنة غذائية بحرية تصل إلى ميناء حمد قادمة من تركيا، حيث سبقها وصول العديد من الشحنات الأخرى قادمة بالشحن الجوي.
تعاون سياحي وعقاري
لم يتوقف الأمر عند التعاون التجاري وتبادل الاستثمارات بين قطر وتركيا بل امتد إلى التعاون في مجالي السياحة والعقارات. وأكد مدير شركة سياحية في قطر، محمد الملا، لـ"العربي الجديد" أن العديد من القطريين غيروا وجهتهم السياحية من بعض دول الحصار إلى الوجهة التركية، خلال الفترة الأخيرة، متوقعاً زيادتها خلال موسم الصيف.
وأضاف أن شركات السياحة القطرية قامت باستحداث وجهات جديدة للقطريين في ظل المستجدات الجديدة بالمنطقة. وزار تركيا 140 ألف سائح قطري خلال عام 2015، وفق الخطوط الجوية التركية في قطر.
كما توقع الاقتصاديون القطريون زيادة التعاون في مجال البناء والعقارات بين البلدين، ولا سيما في ظل انتعاش قطاع الإنشاءات القطري بسبب الاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم في عام 2022. وبحسب معطيات اتحاد المقاولين الأتراك، فإن الشركات التركية تولّت إنجاز 128 مشروعا بقيمة 14.1 مليار دولار في قطر من 2000 إلى 2017.
اقــرأ أيضاً
وكشفت مصادر مسؤولة بغرفة تجارة وصناعة قطر لـ"العربي الجديد" عن التأهب لإرسال وفد تجاري كبير من رجال الأعمال القطريين إلى تركيا قريباً، لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري، ولا سيما في ظل استمرار الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة منذ الخامس من شهر يونيو/حزيران الماضي.
زيادة التبادل التجاري
وصبّت توقعات الاقتصاديين القطريين في اتجاه استمرار العلاقات التجارية مع تركيا في منحنى الصعود خلال الفترة المقبلة، وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس إدارة غرفة قطر، خالد بن جبر الكواري، لـ "العربي الجديد" أن وفداً من رجال الأعمال القطريين تشكله الغرفة حالياً من المقرر أن يسافر إلى تركيا نهاية الشهر الجاري، بهدف استكمال الجهود المشتركة لتعزيز التعاون التجاري التي شهدت زيادة كبيرة خلال الشهرين الماضيين، متوقعاً استمرار انتعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل التقارب السياسي.
وبدأ أردوغان جولة خليجية، أمس وتستمر على مدى يومين، لبحث الأزمة الخليجية، وتشمل كلا من قطر والسعودية والكويت.
وأوضح الكواري أن الوفد الاقتصادي القطري الذي يتأهب لزيارة أنقرة سيضم ممثلين عن القطاع الخاص في مختلف المجالات التجارية والزراعية والصناعية وغيرها، متوقعا عقد صفقات اقتصادية ضخمة وشراكات تجارية بين رجال أعمال البلدين.
وأضاف أن شركات قطرية استحوذت على وكالات جديدة لسلع غذائية واستهلاكية من تركيا وسلطنة عمان وعدة دول أخرى، خلال الفترة الأخيرة التي أعقبت الحصار وتوقف التعامل التجاري مع بعض دول الجوار.
وأشار الكواري إلى أن المباحثات ستمتد إلى زيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين في مجالات متنوعة.
استثمارات مشتركة
حسب إحصائيات رسمية، تعد قطر من الدول الأوائل بالاستثمار بتركيا بحجم استثمارات تزيد عن 20 مليار دولار، كما يبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 11.6 مليار دولار، وتعمل في الدوحة أكثر من 150 شركة تركية.
وفي هذا السياق، أكد رجل الأعمال البارز، عبد العزيز العمادي، لـ"العربي الجديد" أن الاقتصاد لن يغيب عن لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن العديد من الملفات الاقتصادية ستطرح على طاولة الزعيمين وعلى رأسها تعزيز التعاون التجاري وزيادة الاستثمارات المتبادلة.
وأوضح أن القطاع الخاص القطري حول محنة الحصار إلى منحة عبر اتجاهه إلى العديد من الدول لتعويض إغلاق التعاون مع دول خليجية جارة، مشيراً إلى أن كلا من تركيا وسلطنة عمان حظيت باهتمام من المستوردين القطريين خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف العمادي أن مؤشر التبادل التجاري زاد بشكل ملحوظ بين قطر وتركيا، وخاصة بعد تغير خريطة الاستيراد القطري في ظل استمرار الحصار لنحو 8 أسابيع.
وقال إن هذه الفترة فارقة في العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وأنقرة، متوقعاً تضاعف التبادل التجاري بين البلدين هذا العام.
وسجلت الصادرات التركية إلى قطر ارتفاعا بنسبة 51.5% خلال يونيو/حزيران الماضي مقارنة مع مايو/أيار الماضي، مستفيدة من الحصار الذي فرضته 4 دول عربية على الدوحة.
وحسب بيانات مجلس المصدرين الأتراك، فإن صادرات تركيا إلى قطر خلال يونيو/حزيران الماضي ارتفعت بنسبة 51.5% مقارنة مع الشهر السابق عليه، ليبلغ إجمالي قيمتها 53.5 مليون دولار.
وتحتل المواد الغذائية والفواكه والخضروات والمنتجات الحيوانية والمياه صدارة قائمة الصادرات التركية إلى قطر. ووصلت في 5 يوليو/تموز الجاري إلى ميناء حمد القطري سفينة قادمة من ميناء إزمير في تركيا، تحمل على متنها 3 آلاف طن من المواد الغذائية المتنوعة، وتعد هذه أول شحنة غذائية بحرية تصل إلى ميناء حمد قادمة من تركيا، حيث سبقها وصول العديد من الشحنات الأخرى قادمة بالشحن الجوي.
تعاون سياحي وعقاري
لم يتوقف الأمر عند التعاون التجاري وتبادل الاستثمارات بين قطر وتركيا بل امتد إلى التعاون في مجالي السياحة والعقارات. وأكد مدير شركة سياحية في قطر، محمد الملا، لـ"العربي الجديد" أن العديد من القطريين غيروا وجهتهم السياحية من بعض دول الحصار إلى الوجهة التركية، خلال الفترة الأخيرة، متوقعاً زيادتها خلال موسم الصيف.
وأضاف أن شركات السياحة القطرية قامت باستحداث وجهات جديدة للقطريين في ظل المستجدات الجديدة بالمنطقة. وزار تركيا 140 ألف سائح قطري خلال عام 2015، وفق الخطوط الجوية التركية في قطر.
كما توقع الاقتصاديون القطريون زيادة التعاون في مجال البناء والعقارات بين البلدين، ولا سيما في ظل انتعاش قطاع الإنشاءات القطري بسبب الاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم في عام 2022. وبحسب معطيات اتحاد المقاولين الأتراك، فإن الشركات التركية تولّت إنجاز 128 مشروعا بقيمة 14.1 مليار دولار في قطر من 2000 إلى 2017.