22 نوفمبر 2024
طبخة الجريمة
في اليوم الخامس عشر لاختفاء الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، بات بالإمكان الجزم بأنه قتل، فعلى الرغم من التسريبات التي تحدثت، منذ اليوم الأول، عن أنه قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، إلا أنه لم يكن هناك إعلان رسمي، قبل أن يخرج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليعلن أن خاشقجي قتل، ويرفدها بعبارة على يد قتلة "مارقين" أو "أوغاد" أو "أشرار"، بحسب المعاني الكثيرة التي تحملها كلمة ROGUE الإنكليزية التي استخدمها ترامب. وبغض النظر عن المعاني التي يمكن أن يظهرها القاموس للكلمة، فإنها تحمل حقيقتين لا يمكن الاختلاف حولهما بعد الآن. الأولى أن الحديث لم يعد عن اختفاء خاشقجي بل عن قتله، والثانية أن العمل يجري على قدم وساق لإخراج الصفقة التي تُعفي المسؤولين الحقيقيين عن الجريمة.
الحقيقة الأولى التي ذكرها ترامب بشكل عارض جاءت أيضاً في بيان أسرة خاشقي الذي طالب بـ "لجنة تحقيق دولية حيادية" في "موت الوالد بعد انقطاع الاتصال به إثر دخول القنصلية السعودية في إسطنبول". ما بين ترامب وبيان العائلة، والتسريبات الكثيرة عن القتل في القنصلية، يبدو أنه تم طي صفحة لغز الاختفاء، ليكون الحديث اليوم هو عن قتل خاشقجي، والذي يبقى العثور على جثته أو إظهارها إلى العلن رهناً بسير الأمور في الحقيقة الثانية التي كشف عنها كلام ترامب.
حقيقة مفادها بأن طبخةً يجري إعدادها لإيجاد مخرجٍ مناسبٍ للقضية لا يكلف السعودية أثماناً باهظة سياسياً، على الرغم من أنه قد يكلفها أرقاماً كبيرة من خزينة الدولة، سواء عبر الدفع المباشر أو شراء ما لا تحتاجه أو الاستثمار في أماكن خارج إطار الاهتمام السعودي. وصول وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى الرياض ولقاؤه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان هو الجزء الأساس من الطبخة، والتي يبدو أن الإعداد لها بدأ سابقاً من خلال الاتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وملك السعودية، وإيفاد الأخير مبعوثاً خاصاً إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان. ويظهر الإعداد المسبق في نقطتين جوهريتين، خرجتا إلى الإعلام في الساعات الثماني والأربعين الماضية. الأولى والأهم كانت في تسريب مصدر سعودي عن وجود "لجنة تحقيق داخلية"، أي في داخل السعودية، حول المسؤولين عن اختفاء خاشقجي. ما يعني أن هناك نية، بالاتفاق مع الولايات المتحدة، على تحديد مسؤول في الداخل السعودي عن الجريمة، وأن تحضيراً لكبش فداء يجري الإعداد له داخل الأروقة السعودية، غير أنه ليس معلوماً من سيكون إلى حد الآن، وما إذا سيكون من الأسرة الحاكمة أو من النافذين المقرّبين من ولي العهد محمد بن سلمان أو أحد المسؤولين الحكوميين أو الاستخباراتيين الذين قد يتم تحميلهم مسؤولية "القتل الخطأ"، أو تنفيذ عملية أمنية من دون الحصول على موافقة السلطات العليا، أو ربما المضي في رواية "القتلة المارقين"، وهو ما يعزّزه الإعلان عن استدعاء السعوديين الذين كانوا في تركيا خلال حصول الجريمة، وأظهرتهم كاميرات المراقبة التركية، أي الخمسة عشر شخصاً الذين شكلوا قوام الفريق الأمني الذي نفذ عملية القتل. وتحمل النقطة الثانية جزءاً آخر من مضمون الصفقة، وهي تتعلق بما سرّبته شبكة "سي إن إن" عن بيان إقرارٍ بالجريمة تعده المملكة العربية السعودية، وتتحدّث فيه عن "قتل بطريق الخطأ في أثناء عملية استجواب"، والتعهد بمحاسبة المسؤولين المباشرين "عن هذا الخطأ"، من دون أن يحمل الأمر أي أبعادٍ سياسية، ويبقى في إطار الجريمة الفردية.
مؤكّد أن بومبيو عمل في الرياض على وضع اللمسات النهائية لإخراج القضية، وزيارته إلى أنقرة ستكون حاسمة لبلورة الصورة النهائية التي ستخرج فيها القصة إلى العلن، وبأقل قدر من الخسائر للجميع، وليكون مقتل خاشقجي مجرّد "أضرار جانبية".
الحقيقة الأولى التي ذكرها ترامب بشكل عارض جاءت أيضاً في بيان أسرة خاشقي الذي طالب بـ "لجنة تحقيق دولية حيادية" في "موت الوالد بعد انقطاع الاتصال به إثر دخول القنصلية السعودية في إسطنبول". ما بين ترامب وبيان العائلة، والتسريبات الكثيرة عن القتل في القنصلية، يبدو أنه تم طي صفحة لغز الاختفاء، ليكون الحديث اليوم هو عن قتل خاشقجي، والذي يبقى العثور على جثته أو إظهارها إلى العلن رهناً بسير الأمور في الحقيقة الثانية التي كشف عنها كلام ترامب.
حقيقة مفادها بأن طبخةً يجري إعدادها لإيجاد مخرجٍ مناسبٍ للقضية لا يكلف السعودية أثماناً باهظة سياسياً، على الرغم من أنه قد يكلفها أرقاماً كبيرة من خزينة الدولة، سواء عبر الدفع المباشر أو شراء ما لا تحتاجه أو الاستثمار في أماكن خارج إطار الاهتمام السعودي. وصول وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى الرياض ولقاؤه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان هو الجزء الأساس من الطبخة، والتي يبدو أن الإعداد لها بدأ سابقاً من خلال الاتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وملك السعودية، وإيفاد الأخير مبعوثاً خاصاً إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان. ويظهر الإعداد المسبق في نقطتين جوهريتين، خرجتا إلى الإعلام في الساعات الثماني والأربعين الماضية. الأولى والأهم كانت في تسريب مصدر سعودي عن وجود "لجنة تحقيق داخلية"، أي في داخل السعودية، حول المسؤولين عن اختفاء خاشقجي. ما يعني أن هناك نية، بالاتفاق مع الولايات المتحدة، على تحديد مسؤول في الداخل السعودي عن الجريمة، وأن تحضيراً لكبش فداء يجري الإعداد له داخل الأروقة السعودية، غير أنه ليس معلوماً من سيكون إلى حد الآن، وما إذا سيكون من الأسرة الحاكمة أو من النافذين المقرّبين من ولي العهد محمد بن سلمان أو أحد المسؤولين الحكوميين أو الاستخباراتيين الذين قد يتم تحميلهم مسؤولية "القتل الخطأ"، أو تنفيذ عملية أمنية من دون الحصول على موافقة السلطات العليا، أو ربما المضي في رواية "القتلة المارقين"، وهو ما يعزّزه الإعلان عن استدعاء السعوديين الذين كانوا في تركيا خلال حصول الجريمة، وأظهرتهم كاميرات المراقبة التركية، أي الخمسة عشر شخصاً الذين شكلوا قوام الفريق الأمني الذي نفذ عملية القتل. وتحمل النقطة الثانية جزءاً آخر من مضمون الصفقة، وهي تتعلق بما سرّبته شبكة "سي إن إن" عن بيان إقرارٍ بالجريمة تعده المملكة العربية السعودية، وتتحدّث فيه عن "قتل بطريق الخطأ في أثناء عملية استجواب"، والتعهد بمحاسبة المسؤولين المباشرين "عن هذا الخطأ"، من دون أن يحمل الأمر أي أبعادٍ سياسية، ويبقى في إطار الجريمة الفردية.
مؤكّد أن بومبيو عمل في الرياض على وضع اللمسات النهائية لإخراج القضية، وزيارته إلى أنقرة ستكون حاسمة لبلورة الصورة النهائية التي ستخرج فيها القصة إلى العلن، وبأقل قدر من الخسائر للجميع، وليكون مقتل خاشقجي مجرّد "أضرار جانبية".