طرد كويتية من معهد فرنسي بسبب دفاعها عن فلسطين

13 يناير 2016
معهد العلوم السياسية في باريس (فيسبوك)
+ الخط -

انتهى نقاش ساخن جمع الطالبة الكويتية، أميرة، على "فيسبوك"، حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، إلى طرد الطالبة من السفارة الفرنسية في نيويورك، ثم من معهد العلوم السياسية في باريس، حيث كانت تدرس في السنة الثالثة.

الطالبة الكويتية الجنسية، فلسطينية الأم، كانت في دورة تدريبية في سفارة فرنسا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عندما دخلت نقاشا مفتوحا حول القضية الفلسطينية، في مواجهة منظمات صهيونية، على رأسها "رابطة الدفاع اليهودي"، الصهيونية المتطرفة، والنائب البرلماني الفرنسي عن الفرنسيين في الخارج، مايير حبيب، وهو من غلاة المدافعين عن إسرائيل.

وفي سابقة، أعلن معهد العلوم السياسية الفرنسي العريق، في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرار المجلس التأديبي بالفصل النهائي بحقها، بسبب الرسائل ذاتها على فيسبوك، بتهمة معاداة السامية، وهي التُهمة الأقسى في أوروبا، بعدما طردت في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، من القسم الثقافي في سفارة فرنسا في نيويورك، بعد أن نشرت على فيسبوك رسائل معادية للسامية.

وبدأت رسائل أميرة تميل إلى التعبير اللفظي العنيف، حين تم اكتشافها من قبل موقع "ذي إنغلوريوس باستيردس"، المدعوم من قبل "رابطة الدفاع اليهودية"، الصهيونية المتطرفة، والمتخصص في تعقّب "النازيين الجدد"، ابتداء من 23 أكتوبر/تشرين الأول. وقام الموقع بنشر رسائل أميرة على نطاق واسع.

وبسبب تأثير الموقع الصهيوني ونشره لهذه التصريحات على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، تم إخبار السفارة الفرنسية التي لم تتردد في طرد الطالبة على الفور.

وكانت أميرة نشيطة على المواقع الإلكترونية، إذ كتبت، متحدثة إلى طالب إسرائيلي، على الموقع الموالي لإسرائيل "الجميع معنا" (All With Us): "ليس لديكم وطن، ولهذا السبب فأنتم نفايات وفئران تتعرضون لسوء المعاملة في العالم بأسره. فلا تضعوا المسؤولية على ظهور الفلسطينيين المساكين. أنتم الفئران المشتتة، أنا لست مهاجرة من فرنسا. أنا قادمة من الكويت، وبلدي قادر على شرائك، أنت ووالديك، وعلى وضعكم في أفران".

وقد اعترفت أميرة بما حدث، وأقرّت بارتكابها خطأ. واعترف الطالب الإسرائيلي الذي تبادل معها المراسلة، أنها عادت في مراسلاتهما الخاصة إلى الهدوء، وأصبحت أكثر عقلانية، واعتذرت له عن العنف الذي شابَ خطابها، معتبرة أن الموضوع حسّاس بالنسبة لها، خصوصا أن والدتها فلسطينية.

وبعد قرار السفارة طردها، جاء دور معهد العلوم السياسية، الذي انعقد مجلسه التأديبي بحضور 5 أساتذة وخمسة طلاب، والذي قرر بعد دراسة الملف واستجواب الطالبة عبر الأقمار الصناعية، فصلها.

وجاء في القرار أن "الطالبة في السنة الثالثة في معهد العلوم السياسية في باريس، اعترفت بكتابتها ونشرها، يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، أثناء نقاش عمومي في فيسبوك، مكرّس للقضية الفلسطينية، بينما كانت في دورة تدريبية في سفارة فرنسا لدى الأمم المتحدة، الخطابات الثلاثة. وأن الطالبة بررت كلامها برد فعل جارف يرتكز بشكل خاص على حياتها العائلية، ردا على خطابات اعتبرتها شتيمة على شبكات التواصل الاجتماعي، ضد الشعوب العربية".

ووفقا للقرار، فإن "معهد العلوم السياسية يعتبر أن مثل هذه الخطابات، ذات الطابع المعادي للسامية، تبرر جرائم الإبادة، ويُحاسب عليها القانون الجنائي الفرنسي، وهي أيضا متناقضة بشكل مباشر، مع قِيَم ومهمات معهد العلوم السياسية، والمعهد إذ يعتبر أن هذه التصريحات، التي اختارت صاحبتها، أن تنشرها في فضاء عمومي على شبكة اجتماعية، وانطلاقا من طابعها الاستثنائي، غير مقبولة بشكل نهائي أن تَصْدُرَ من قبل طالبة بالغة ومسؤولة، وعضو في جماعة تربوية"، بحسب المعهد.

وفي الأخير، اعتبرت اللجنة أن خطورة الخطأ الذي ارتكبته الطالبة يدعو إلى عقوبة بالغة الصرامة، وهي عقوبة تتمثل في فصلها من معهد العلوم السياسية بشكل نهائي.


اقرأ أيضا:عالم اجتماع فرنسي:المسلمون الفرنسيون أقلية مهضومة الحقوق