يلوح أهالي العسكريين اللبنانيين، المخطوفين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بالعودة إلى الشارع، للاحتجاج على استمرار عدم معرفة مصير أبنائهم التسعة، وذلك في الذكرى الثانية لاختطافهم من بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية.
وتواصل اعتصام الأهالي طيلة هذه الفترة في ساحة رياض الصلح، قرب السراي الحكومي ببيروت، ومن المتوقع أن تعود الحركة إلى خيم الأهالي مع الدعوة التي وجهها الأهالي للتظاهر الأسبوع المُقبل، قبل يوم واحد من عيد الجيش في بداية أغسطس/ آب.
كما أشار رئيس لجنة الأهالي، حسين يوسف، وهو والد العسكري المخطوف محمد يوسف، إلى أن التواصل الأخير مع أحد أعضاء خلية الأزمة الوزارية المعنية بمتابعة ملف العسكريين، اللواء محمد خير، كان خلال شهر رمضان.
وأكد يوسف لـ"العربي الجديد" أن التواصل لم يحمل أي "معطيات جديدة لا سلبية ولا إيجابية في ما يتعلق بمصير أبنائنا"، علماً أن معلومات متضاربة تم تداولها بشأن المصير المحتمل للعسكريين، وتفاوتت المعلومات المتناقلة بين إمكانية نقلهم إلى الرقة السورية، أو إعدامهم في المنطقة التي تفصل بين لبنان وسورية.
وقد استبشر أهالي المخطوفين لدى "داعش" خيراً بعد إنجاز عملية التبادل بين "جبهة النصرة" والدولة اللبنانية العام الماضي، لكن حالة الصمت المطبق التي استمرت منذ إنجاز الصفقة حتى اليوم عقّدت الموقف الإنساني للأهالي.
كما عانت بلدة عرسال من تبعات عملية الخطف نتيجة انتماء عدد من المخطوفين إلى عشائر من طائفة معينة في منطقة البقاع، واتهام أهالي هؤلاء العسكريين عائلات عرسالية بمساعدة "داعش" و"النصرة" على خطف أبنائهم. وأسفر ذلك عن قتل ابن شقيق الشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بـ"أبو طاقية"، وإلقاء جثته على ضريح الجندي محمد حمية، والذي كانت قد أعدمته "النصرة" بعيد اختطافه.
وهي العملية الثأرية التي تبناها والد العسكري من خلال وسائل الإعلام قبل أن يتوارى عن الأنظار، متوعداً باستئناف الثأر وقتل "أبو طاقية".