أصيب العشرات من المرابطين، مساء الثلاثاء، بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع خلال عملية قمع وحشية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من باب الأسباط.
ووفق إحصائية أولية، فقد أصيب نحو 40 فلسطينيا خلال قمع الاحتلال للمرابطين في باب الأسباط، وتم نقل المصابين بمركبات المواطنين الفلسطينيين الخاصة، أو بتدخل من طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، التي قدمت الإسعافات الأولية للمصابين، ونقلت بعضهم إلى مستشفى المقاصد للعلاج.
إلى ذلك، أصيبت الصحافية، فاطمة البكري، بشظايا قنابل الصوت والرصاص المطاطي، فيما اعتقل المصور الصحافي فايز أبو ارميلة.
وكان آلاف المواطنين الفلسطينيين قد أدوا صلاة المغرب في الساحات العامة والشوارع المحيطة بالمسجد الأقصى، فيما بدأ فلسطينيون اعتصامهم، مساء اليوم، بالتزامن مع مهرجان خطابي في باب الأسباط، بمشاركة عدد من المرجعيات الدينية رفضا لإجراءات الاحتلال في محيط البلدة القديمة والأقصى.
وحث مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، في كلمة له، المرابطين على "الاستمرار في رباطهم حتى إنهاء العدوان على الأقصى"، مؤكدا على "الموقف الثابت للمرجعيات الدينية برفض التعاطي مع إجراءات الاحتلال، بما في ذلك نصب كاميرات المراقبة الذكية".
وواصلت طواقم من شرطة الاحتلال الإسرائيلي أعمال البنية التحتية وتمديد التجهيزات في ساحة باب الأسباط، فيما شرعت، قبل ظهر اليوم الثلاثاء، بنصب شبكة متطورة جدا من كاميرات المراقبة على مقاطع من سور القدس من ناحيتيه الشرقية والشمالية المطلتين على باب الأسباط، لتضاف إلى عشرات كاميرات المراقبة الأصغر حجما المنتشرة على أسوار المسجد الأقصى من جهاته الأربع، إضافة إلى كاميرات أخرى متطورة.
وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات عنيفة في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة بيت لحم، بعد اقتحام قوات الاحتلال لمركز وسط المخيم، وتفتيشه واعتلاء سطحه، وإطلاق القنابل الغازية باتجاه المنازل، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق في صفوف الأهالي.
إلى ذلك، لا تزال قوات الاحتلال تعتقل الأسير المحرر والجريح، عباس حسن كاشور، والد الشهيد يوسف، الذي استشهد خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة أبو ديس شرق القدس قبل ثلاثة أيام.
وأفادت عائلة الأسير المحرر عباس كاشور بأن قوة من مخابرات الاحتلال اعتقلته بعد اقتحامها بيت عزاء الشهيد في مسجد المئذنة الحمراء في حارة السعدية، المتاخمة للمسجد الأقصى واقتادته إلى مركز للشرطة الإسرائيلية في باب الخليل داخل أسوار البلدة القديمة.
كما استولت مجموعة كبيرة من المستوطنين، مساء اليوم الثلاثاء، على منزل عائلة الرجبي بالقرب من الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، بعد نزاع قانوني بينهم وبين الفلسطينيين.
وقال حازم الرجبي، صاحب المنزل لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 50 مستوطنا اقتحموا الطابق الثاني والثالث في منزله المتنازع عليه، بالقرب من حاجز الكونتينر في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل.
وأضاف أن المستوطنين تحدوا قرار المحكمة الذي أمر بإخلاء الطرفين، المستوطنين والفلسطينيين، إلى حين صدور القرار النهائي، وحضروا إلى المنزل تحت تهديد السلاح وسيطروا عليه وما زالوا في داخله حتى اللحظة.
ولفت الرجبي إلى أن العائلة انتزعت قرارا من محكمة الاحتلال يقضي بعدم سيطرة المستوطنين على المنزل، إلى حين المتابعة القضائية، وصدور القرار النهائي.
الشيخ صلاح: من يقبل بالكاميرات إما جاهل أو متعاون مع الاحتلال
وفي السياق ذاته، وجه رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، الشيخ رائد صلاح، نداء إلى المقدسيين، ناشدهم فيه "استمرار الرباط والاعتصام في محيط المسجد الأقصى دفاعا عنه، وحتى إزالة آثار العدوان الإسرائيلي الأخير عليه".
وفي كلمة له عبر الهاتف وجهها إلى حشود كبيرة من المقدسيين خلال مهرجان خطابي نظم بالقرب من ساحة الغزالي المتاخمة لباب الأسباط، دعا الشيخ صلاح إلى "رفض قبول نصب الكاميرات الذكية على بوابات الأقصى"، معتبرا أن "من يقبل بها إما جاهل، أو متعاون مع الاحتلال".
وحيا الشيخ صلاح "صمود المقدسيين في تصديهم للعدوان"، كما وجه التحية لعائلات الشهداء، الذين ارتقوا دفاعا عن الأقصى بعد العدوان الإسرائيلي عليه في الرابع عشر من يوليو / تموز الجاري.