هو من المخيم، من أصل الحكاية، من مخيم الأمعري الذي أقيم العام 1949 ضمن حدود بلدية البيرة للاجئي اللد ويافا والرملة. فبين ممراته وأزقته انطلقت مواهب الفنان علاء البابا المولود في المخيم العام 1980. درس البابا في منتدى الفنانين الصغار وتخرج من أكاديمية الفنون الدولية، وأبدع في فن الغرافيتي الذي استخدمه في رسم جداريات للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني. خلف كل جدارية لعلاء البابا على سور من أسوار المخيم، قصة وحكاية، يبعث من خلالها برسالة إلى كل العالم، ينقل فيها معاناة شعب بأكمله.
اقــرأ أيضاً
يقول البابا لـ"العربي الجديد": "برغم الصعوبات وانعدام الخصوصية والبنية التحتية، استطعت إيجاد حالة فنية، ففي جنبات المخيم ولدت وترعرعت ولعبت في أزقته وحاراته، فكان المخيم برمزيته حاضراً في كل أعمالي الفنية ومعارضي".
يسعى البابا لإنشاء مشروع يعتمد على إعادة التدوير من خلال الدمج بين الأشياء القديمة بشكل وظيفي وبشكل جمالي،
ويضرب مثلاً أن "قطعة خشب بشكلها الفني والوظيفي قد تكون طاولة أو تحفة وفي الوقت نفسه تقدم طابعاً فنيّاً، وأنا أسعى إلى دمج البراويز القديمة مثلاً وأصنع منها قطعاً خشبية تصلح لأن تكون طاولة أو مقعداً، مع مجموعات من الشباب وحتى الأطفال من خلال التركيز على المحيط الذي يعيشون فيه عبر التعامل مع المحيط بشكل مختلف عن الشكل الاعتيادي".
ويرى البابا أن "فلسطين بمدنها وقراها ومخيماتها وجبالها تشكّل أرضية خصبة للفن والتجديد والريادية والانفتاح على المدارس الفنية العالمية".
وفي ذلك يقول: "تأثرت كثيراً بالبيئة التي أعيش تفاصيلها، ومرسمي موجود في مخيم الأمعري والمحيط الذي أعيش فيه له علاقة بالمخيم، وبالتالي جاءت أغلب الأفكار التي قمت بتنفيذها والتعبير عنها من هذا المحيط الذي أسكن فيه، وهي تندرج في فئة الفن المجتمعي، لأنني أسعى إلى تنفيذ عملي بحيث تكون فيه تداخلات مع المحيط الذي أعيش فيه".
ويرى البابا أن جزءاً كبيراً من الفن له علاقة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان، وجزءاً كبيراً من ممارسة الفن لها علاقة بالهوية الوطنية، و"أنا أشعر بأن أغلب المشاريع التي أعمل على تنفيذِها لها علاقة بهويتي وانتمائي وبالصراع الذي أعيشه مع الاحتلال الإسرائيلي، وحالة اللجوء التي جعلتني أعيش بهذا المكان، وكان من ضمنها مشروع (مسار السمك)، وكان المخرج النهائي لعلاقتي مع فكرة المكان والمخيم الذي أعبّر من خلاله بشكل مجازي عن موضوع اللجوء وعن علاقتي الشخصية بالمخيم وبالمحيط الذي أعيش فيه وبالبيئة الموجودة".
ويوضح أن المشروع "جاء بناءً على فكرة سابقة، لأنني كنت أعمل على مشروع لوحات له علاقة بالمخيم بجغرافيته وبيئته الهندسية، وخرجت منه بمشروع (مسار السمك)، وصارت هذه اللوحات أيقونة اللاجئ".
ويضيف: "الصعوبة الأبرز التي واجهتني تتمثل بأن الفن لم يكن أولوية من أولويات القاطنين في المخيم. نسبة الفقر والبطالة عالية، وبعد فترة أصبح الفن في المخيم مطلباً شعبيّاً للتعبير عن قصص المعاناة والصعوبات، واستذكار رحلة اللجوء والتهجير، ثم للتعبير عن معاناة تحمل في طياتها الأمل".
آخر مشاريع البابا مشروع "مسار السمك" الذي يرمز فيه إلى أن حياة اللاجئ في المخيم كحياة سمكة خرجت من البحر، فعائلته المهجرة كانت تقطن في منطقة ساحلية في اللد داخل أراضي الثمانية والأربعين، والبحر بالنسبة لها مصدر الحياة والرزق. بعدها انتقلت للمخيم وانقطعت علاقته مع البحر، وأصبح البحر بالنسبة لعائلته كالحلم".
اقــرأ أيضاً
وبرغم قناعته بأن رحلة سمكاته مؤقتة في مخيم اللجوء، إلا أن تلك السمكات في مشروعه الذي نفذه "مسار السمك" خضعن لقانون المخيم، وشحبت أجسادهن بشحوبه.
وفي قاعات عرض لوحاته، فإن الإضاءة داخل المساحة التي عرض لوحاته فيها بقدر عال من العشوائية، لم تضف أي نور للسمكات المرسومات بمختلف الأمزجة والحالات والانفعالات التي رافقته حين ملأ الجدران الداكنة للمخيم بها. فكانت أسماكه بمثابة استعارة للحياة في مخيمات اللاجئين المكتظة.
وعن مشاركاته الفنية، يقول: "كنت أخرج مع مجموعة من الشباب الذين يجيدون الرسم، إلى قرى ومدن الضفة المختلفة، نختار مكاناً مناسباً - غالباً ما يكون حائطاً أو جداراً ما - ونخطُّ عليه رسومات تعبّر عن فكرة أو قضية معينة؛ نرسم الطبيعة والأشجار والأزهار، نعبّرعن الفرح أو الأمل، ونرسم الوجوه والأشخاص والرموز لنمثل قضيةً مجتمعيةً تحتاج حلاً أو توعية".
تأثر علاء في رسوماته، كما يقول، بكتاب الباحث الاجتماعي الفلسطيني سيلم تماري "جبل ضد البحر" واعتمد عليه كثيراً لتوضيح فكرة البنية الاجتماعية للاجئ، والتغيّرات التي طرأت عليه بسبب تغيّر المكان الجغرافي، من خلال الثقافة البصرية.
يعمل البابا خلال الفترة الأخيرة على إنشاء جداريات في مناطق جغرافية مختلفة في فلسطين التاريخية، سواء بالمناطق الساحلية أو في مناطق في الضفة.
ويصنف البابا نفسه بأنه فنان مجتمعي يدمج قضايا مجتمعية من خلال ممارسة الفن، ويقول: "بمجرد التقاط فكرة ما، أحاول ترجمتها بالثقافة البصرية بصورة غير تقليدية، وأسعى لابتكار أفكار جديدة ودمجها بأفكار شبابية وترجمتها إلى عمل فني من خلال الرسم أو حتى النحت على الخشب".
وعن مشروعه المقبل، يقول إنه سيعود من جديد بمشروع "الحرباء"، حيث "سأقوم بالتعبير عن حالة اللجوء التي أعيشها من خلال رسم الحرباء على الجداريات التي بدأت في تصاميمها". ويشير إلى أنه درس عن الحرباء، فـ"هي لديها نظرة في المستقبل والماضي، ترى كل ما حولها وتتغيّر لتتأقلم مع الجو المحيط، ونحن في المخيم نتأقلم لنعيش". "أسعى لأن يكون لفني تأثير على المستوى البعيد من خلال المبادرات"، يختم البابا.
يسعى البابا لإنشاء مشروع يعتمد على إعادة التدوير من خلال الدمج بين الأشياء القديمة بشكل وظيفي وبشكل جمالي،
ويرى البابا أن "فلسطين بمدنها وقراها ومخيماتها وجبالها تشكّل أرضية خصبة للفن والتجديد والريادية والانفتاح على المدارس الفنية العالمية".
وفي ذلك يقول: "تأثرت كثيراً بالبيئة التي أعيش تفاصيلها، ومرسمي موجود في مخيم الأمعري والمحيط الذي أعيش فيه له علاقة بالمخيم، وبالتالي جاءت أغلب الأفكار التي قمت بتنفيذها والتعبير عنها من هذا المحيط الذي أسكن فيه، وهي تندرج في فئة الفن المجتمعي، لأنني أسعى إلى تنفيذ عملي بحيث تكون فيه تداخلات مع المحيط الذي أعيش فيه".
ويرى البابا أن جزءاً كبيراً من الفن له علاقة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان، وجزءاً كبيراً من ممارسة الفن لها علاقة بالهوية الوطنية، و"أنا أشعر بأن أغلب المشاريع التي أعمل على تنفيذِها لها علاقة بهويتي وانتمائي وبالصراع الذي أعيشه مع الاحتلال الإسرائيلي، وحالة اللجوء التي جعلتني أعيش بهذا المكان، وكان من ضمنها مشروع (مسار السمك)، وكان المخرج النهائي لعلاقتي مع فكرة المكان والمخيم الذي أعبّر من خلاله بشكل مجازي عن موضوع اللجوء وعن علاقتي الشخصية بالمخيم وبالمحيط الذي أعيش فيه وبالبيئة الموجودة".
ويوضح أن المشروع "جاء بناءً على فكرة سابقة، لأنني كنت أعمل على مشروع لوحات له علاقة بالمخيم بجغرافيته وبيئته الهندسية، وخرجت منه بمشروع (مسار السمك)، وصارت هذه اللوحات أيقونة اللاجئ".
ويضيف: "الصعوبة الأبرز التي واجهتني تتمثل بأن الفن لم يكن أولوية من أولويات القاطنين في المخيم. نسبة الفقر والبطالة عالية، وبعد فترة أصبح الفن في المخيم مطلباً شعبيّاً للتعبير عن قصص المعاناة والصعوبات، واستذكار رحلة اللجوء والتهجير، ثم للتعبير عن معاناة تحمل في طياتها الأمل".
آخر مشاريع البابا مشروع "مسار السمك" الذي يرمز فيه إلى أن حياة اللاجئ في المخيم كحياة سمكة خرجت من البحر، فعائلته المهجرة كانت تقطن في منطقة ساحلية في اللد داخل أراضي الثمانية والأربعين، والبحر بالنسبة لها مصدر الحياة والرزق. بعدها انتقلت للمخيم وانقطعت علاقته مع البحر، وأصبح البحر بالنسبة لعائلته كالحلم".
وفي قاعات عرض لوحاته، فإن الإضاءة داخل المساحة التي عرض لوحاته فيها بقدر عال من العشوائية، لم تضف أي نور للسمكات المرسومات بمختلف الأمزجة والحالات والانفعالات التي رافقته حين ملأ الجدران الداكنة للمخيم بها. فكانت أسماكه بمثابة استعارة للحياة في مخيمات اللاجئين المكتظة.
وعن مشاركاته الفنية، يقول: "كنت أخرج مع مجموعة من الشباب الذين يجيدون الرسم، إلى قرى ومدن الضفة المختلفة، نختار مكاناً مناسباً - غالباً ما يكون حائطاً أو جداراً ما - ونخطُّ عليه رسومات تعبّر عن فكرة أو قضية معينة؛ نرسم الطبيعة والأشجار والأزهار، نعبّرعن الفرح أو الأمل، ونرسم الوجوه والأشخاص والرموز لنمثل قضيةً مجتمعيةً تحتاج حلاً أو توعية".
تأثر علاء في رسوماته، كما يقول، بكتاب الباحث الاجتماعي الفلسطيني سيلم تماري "جبل ضد البحر" واعتمد عليه كثيراً لتوضيح فكرة البنية الاجتماعية للاجئ، والتغيّرات التي طرأت عليه بسبب تغيّر المكان الجغرافي، من خلال الثقافة البصرية.
يعمل البابا خلال الفترة الأخيرة على إنشاء جداريات في مناطق جغرافية مختلفة في فلسطين التاريخية، سواء بالمناطق الساحلية أو في مناطق في الضفة.
ويصنف البابا نفسه بأنه فنان مجتمعي يدمج قضايا مجتمعية من خلال ممارسة الفن، ويقول: "بمجرد التقاط فكرة ما، أحاول ترجمتها بالثقافة البصرية بصورة غير تقليدية، وأسعى لابتكار أفكار جديدة ودمجها بأفكار شبابية وترجمتها إلى عمل فني من خلال الرسم أو حتى النحت على الخشب".
وعن مشروعه المقبل، يقول إنه سيعود من جديد بمشروع "الحرباء"، حيث "سأقوم بالتعبير عن حالة اللجوء التي أعيشها من خلال رسم الحرباء على الجداريات التي بدأت في تصاميمها". ويشير إلى أنه درس عن الحرباء، فـ"هي لديها نظرة في المستقبل والماضي، ترى كل ما حولها وتتغيّر لتتأقلم مع الجو المحيط، ونحن في المخيم نتأقلم لنعيش". "أسعى لأن يكون لفني تأثير على المستوى البعيد من خلال المبادرات"، يختم البابا.