عملية عبدالله العروسي: "داعش" يضرب فرنسا بأشكال جديدة

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
14 يونيو 2016
B977814B-B920-48C8-B54C-A9C5C381F9D5
+ الخط -
لم تكن العاصمة الفرنسية باريس، وهي تتضامن البارحة مع مدينة أورلاندو الأميركية التي تعرضت لاعتداء إرهابي دامٍ غير مشهود، تعتقد أنها ستكون بدورها وبعد يوم واحد فقط من الهجوم الأخير، عرضةً لهجوم "إرهابي" فردي.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم الثلاثاء، إن قتل الشرطي وصديقته في منطقة باريس "عمل إرهابي بلا شك"، مؤكداً أن فرنسا "تواجه تهديداً إرهابياً كبيراً جداً". حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وذكرت مصادر قريبة من التحقيق، كما أوردت الوكالة ذاتها، أن عبدالله العروسي منفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، "كان معروفاً من قبل الشرطة بسبب تطرفه وورود اسمه في تحقيق مرتبط بشبكة جهادية سورية".

وجاء حادث قتل الشرطي وصديقته، في سياق استنفار فرنسي، واستمرار للعمل بحالة الطوارئ. كما وقع بالموازاة مع تنظيم نهائيات "يورو2016"، ما شكل صدمة للشارع الفرنسي.

وما أثار مزيداً من القلق، هو أن منفذ هذا الاعتداء الإرهابي، حسب توصيف الرئيس فرانسوا هولاند، سبق له أن أمضى ما يقرب من ثلاث سنوات سجناً بسبب ضلوعه في شبكة ترسل مقاتلين إلى باكستان. فضلاً عن قدرة منفذ الهجوم على رصد حركات الشرطي الفرنسي الذي يبلغ من العمر 42 عاماً، وكان بلباسه المدني حين تم قتله بسلاح أبيض، دون حاجة لاستخدام سلاح ناري، داخل منزله.

وكان لافتاً استخدام منفذ الهجوم لمواقع التواصل الاجتماعية عبر خاصة النقل المباشر التي يوفرها موقع "فيسبوك" حتى أثناء تنفيذه لعملية القتل، ونشره فيديو من 13 دقيقة، يكشف تفاصيل عمله، ويُخاطب فيه أبو محمد العدناني، الناطق باسم تنظيم "داعش"، وهو ما سهّل عملية تبنّي العملية سريعاً من قبل التنظيم.

وحسب المعطيات الأولية عن منفذ الهجوم، فهو في الخامسة والعشرين من عمره، واسمه عبدالله العروسي، من مدينة مانيانفيل الفرنسية، حيث توجه إلى بيت الشرطي وخنق زوجته، وهي شرطية أيضاً، ونشر صورتها، ووجّه للشرطي تسع طعنات قاتلة بسكّين، قبل أن تتدخل قوات الشرطة وترديه قتيلاً، وتخلّص طفلاً في الثالثة من عمره.

وبينما تحاول السلطات الفرنسية الأمنية معرفة كل ملابسات الاعتداء، الذي كانت الأخبار تتحدث أمس عنه باعتباره نزاعاً بين جيران، تصاعد بفرنسا شعورٌ بأن ثمة إخفاقات كثيرة ساهمت في حدوث هذا الاعتداء، إذ أن منفذ الهجوم له سوابق إجرامية وإرهابية، وسبق وحوكم مع سبعة آخرين عام 2013 بتهمة الانتماء لـ"شبكة جهادية تقوم بتجنيد مقاتلين". وأمضى ما يقرب من ثلاث سنوات سجناً، وبعدها واصلت الشرطة والاستخبارات رصد حركاته وأنشطته.

للإشارة، ينتظر أن يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما، فرنسا يوم الخميس القادم، حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والأكيد أن ملف الهجومين الأخيرين في كل من البلدين سيكون محور اللقاء بين الرئيسين.

 

ذات صلة

الصورة

سياسة

خرجت تظاهرات في باريس ضد تنظيم شخصيات يمينية متطرفة حفلاً لجمع التبرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان من المقرر أن يشارك به سموتريتش.
الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني