وكثّفت طائرات النظام السوري والطائرات الروسية، منذ صباح اليوم، غاراتها على أرياف إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي الشرقي وحماة الشمالي، تزامناً مع قصف بالمدفعية والصواريخ.
وأفادت مصادر من الدفاع المدني السوري، "العربي الجديد"، بمقتل 5 مدنيين، بينهم طفلان وامرأة، وجرح 10 آخرين، بينهم نساء وأطفال، جراء غارة من الطيران الروسي على منازل المدنيين في بلدة كفرعويد بريف إدلب الجنوبي. وقالت المصادر إنّ طائرة حربية روسية ألقت بثلاثة صواريخ شديدة الانفجار على كفرعويد دفعة واحدة، ما أسفر أيضاً عن وقوع دمار هائل في منازل المدنيين والممتلكات.
وصعّدت قوات النظام، منذ فبراير/ شباط الماضي، وتيرة قصفها على إدلب ومحيطها، قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. ومنذ نهاية إبريل/ نيسان، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا، في 17 سبتمبر/ أيلول 2018.
وحال الاتفاق دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين، ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ طيران النظام السوري شنّ بدوره، اليوم الأربعاء، عدة غارات بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على مدن وقرى: خان شيخون وترملا وحوارين ومعرة مصرين وكفرسنجنة وأرينبة والشيخ مصطفى وكعرسة واحسم ودير سنبل، في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية جسيمة في الممتلكات والمحاصيل الزراعية.
وتزامنت الغارات على ريف إدلب مع غارات على مناطق متفرقة في تلة الكبينة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، أدت إلى أضرار مادية.
إلى ذلك، أفاد مصدر من الدفاع المدني السوري في ريف حماة، "العربي الجديد"، بأنّ قوات النظام قصفت الأراضي الزراعية في محيط مدينة كفرزيتا، مساء الثلاثاء، وجددت القصف، صباح اليوم الأربعاء، على كفرزيتا واللطامنة ومورك ولطمين، ما أدى إلى نشوب حرائق في المحاصيل الزراعية.
وأشار الدفاع المدني السوري، في بيان، إلى أنّ قوات النظام السوري "تواصل حملة القصف والتشريد الممنهجة على المنطقة في الأيام التي توافق عيد الفطر".
Civil Defense Idlib الدفاع المدني سوريا-محافظة ادلبTuesday, 4 June 2019" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وكان القصف من قوات النظام على شمال غرب سورية قد أسفر، أمس الثلاثاء، عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة آخرين بجروح، فضلاً عن وقوع أضرار مادية جسيمة.
وأعربت الأمم المتحدة، الإثنين، عن "قلقها البالغ" إزاء استمرار الأعمال العدائية في منطقة خفض التصعيد، شمال غربي سورية، والتي أسفرت، حتى الآن بحسب إحصائياتها، عن مقتل 160 مدنياً على الأقل، وتشريد مئات الآلاف. ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، روسيا والنظام السوري إلى وقف "القصف الجهنمي" على إدلب.
وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، فجر الإثنين: "نسمع أنّ روسيا وسورية وبدرجة أقل إيران، يشنون قصفاً جهنمياً على محافظة إدلب السورية، ويقتلون من دون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء"، مضيفاً أنّ "العالم يراقب هذه المذبحة"، ومتسائلاً "ما هو الغرض منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا".