قنصلية غامبيا في الصحراء تغضب الجزائر والبوليساريو

10 يناير 2020
دول أفريقية عدة افتتحت قنصليات في المغرب(فاضل السنا/فرانس برس)
+ الخط -
لم يمرّ افتتاح المغرب لقنصلية جديدة لدولة غامبيا في إحدى مدن الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، من دون أن يثير ردود فعل غاضبة من جانب كل من البوليساريو والجزائر. الجبهة عقدت، يوم أمس الخميس، أول اجتماع لأمانتها العامة الجديدة التي انتخبها المؤتمر الذي عقدته في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأصدرت عقب الاجتماع بياناً يدين افتتاح قنصلية لدولة غامبيا في مدينة الداخلة الواقعة في القسم الجنوبي من إقليم الصحراء المتنازع عليه. وقالت ما تسميه البوليساريو بـ"وزارة الخارجية" فيها، إن الخطوة غير مسؤولة و"عدوان" غير مبرّر، متوعدة بالردّ عليها من خلال خطوات ستسلكها لدى كل من الاتحاد الأفريقي وعبر القانون الدولي.

هذا الاحتجاج كان قد سبقه تعبير رسمي من قِبل الخارجية الجزائرية عن الغضب من الخطوة التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، إذ قام كل من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره الغامبي مامادو تانغارا، بافتتاح قنصلية رسمية لغامبيا في مدينة الداخلة، هي الأولى من نوعها في هذه المدينة، فيما كانت دولة جزر القمر قد افتتحت قنصلية لها في مدينة العيون، وسط الصحراء، أواسط شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، مثيرة بدورها احتجاجات من الجزائر والبوليساريو.

وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت، أول من أمس، بياناً قالت فيه إن فتح قنصلية بمدينة الداخلة "انتهاك للقانون الدولي". وترفض الجارة الشرقية للمغرب الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء التي استرجعتها من يد الاستعمار الإسباني عام 1975.
واعتبرت الخارجية الجزائرية أن افتتاح القنصلية الغامبية في الداخلة يرمي إلى تقويض مسار التسوية الذي ترعاه الأمم المتحدة في الصحراء، ويخرق القواعد والمبادئ وممارسة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في الحالات المشابهة.

ودشن المغرب في الفترة الأخيرة افتتاح سلسلة من القنصليات التابعة لبعض الدول الأفريقية في مدن الصحراء، بهدف تشجيع المواطنين الأفارقة على الاستقرار فيها، وتقريب المصالح الإدارية التي يحتاجون إليها منهم، بدل الانتقال إلى مدن تقع على بعد مئات الكيلومترات.
وأحاطت المملكة هذه الخطوات باحتفاء كبير، لما تمثله من اعتراف ضمني بسيادتها على الصحراء، من قبل دول القارة الأفريقية التي ظلّت تعتبر الحاضن الأساسي لجبهة البوليساريو، منذ انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية عام 1983، وحتى عودته لشغل مقعد العضوية في الاتحاد الأفريقي عام 2017.
وترأس حفل تدشين القنصلية العامة لدولة غامبيا، كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الغامبي مامادو تانغارا. وقال بوريطة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الغامبي في تلك المناسبة، إن فتح قنصلية عامة لغامبيا بالداخلة يتماشى مع الموقف الثابت لهذا البلد الأفريقي من قضية الصحراء المغربية، مؤكداً أن غامبيا كانت على الدوام من الأصوات المدافعة عن الشرعية الدولية والحقوق التاريخية للمملكة في كل المحافل الإقليمية والدولية.


وجدّد الوزير المغربي الإعلان عن وجود اهتمام ورغبة من دول عدة بفتح تمثيليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، "كتعبير منها، بشكل قانوني ودبلوماسي، على مساندتها لمغربية الصحراء"، مشيراً إلى أنه سيتم فتح قنصليات أخرى بالداخلة والعيون، كبرى مدن الصحراء، من دول أفريقية وغير أفريقية.
بدوره، قال وزير الخارجية الغامبي إن قرار بلاده فتح قنصلية عامة في الداخلة هو عمل سيادي ينسجم مع القواعد والأعراف الدبلوماسية، ويجسد إرادة قائدي البلدين. وأكد أن هذا القرار يندرج في إطار نهج تتبعه غامبيا منذ استقلالها، "ألا وهو الاعتراف بمغربية الصحراء"، مجدداً تأكيد موقف بلاده الذي "لم يعتره قط الغموض بشأن قضية مغربية الصحراء والوحدة الترابية للمغرب".
وقبل دولتي غامبيا وجزر القمر، كانت ساحل العاج قد افتتحت بدورها في شهر يونيو/حزيران الماضي قنصلية شرفية لها بمدينة العيون. كما فتحت جمهورية جزر القمر في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي قنصلية عامة لها في المدينة نفسها.