في آخر المستجدّات المتعلّقة بفيروس كورونا الجديد، أعلن باحثون صينيون اليوم الجمعة أنّ آكل النمل الحرشفي أو بانغولين، يُعَدّ عائلاً وسيطاً محتملاً للفيروس المتفشّي في الصين وخارجها. وأفادت جامعة جنوب الصين الزراعية التي قادت بحثاً حول الموضوع، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، بأنّ "هذا الاكتشاف الأخير سوف يكون ذا أهميّة كبيرة للوقاية من الفيروس والسيطرة على منشئه". وقبل ساعات من هذا الإعلان، أتى خبر وفاة الطبيب الصيني لي وينليانغ الذي كان أوّل المحذّرين من السلالة الجديدة لـفيروس كورونا، على خلفيّة إصابته بالمرض، في المستشفى المركزي بمدينة ووهان. وفي حين أثار الخبر حالة من الغضب، أعلنت هيئة تفتيش صينية اليوم الجمعة فتح تحقيق شامل في هذا الإطار.
وفقاً لوكالة الأنباء الصينية، أظهرت دراسة حديثة أعدّها علماء من جامعة جنوب الصين الزراعية أنّ تسلسل الجينوم لسلالة فيروس كورونا الجديد الذي تمّ عزله من آكل النمل الحرشفي أتى مطابقاً بنسبة 99 في المائة لما عُثر عليه لدى المصابين أخيراً. وقد أوضح رئيس الجامعة ليو ياهونغ أنّ الدراسة سوف تؤدّي دوراً في مكافحة المرض الجديد، وتوفّر مرجعاً علمياً لسياسات الحيوانات البريّة. يُذكر أنّ آكل النمل الحرشفي هو حيوان من الثدييات يتمّ الاتّجار به بطريقة غير مشروعة بسبب حراشفه ولحمه.
ويأتي هذان الحدثان البارزان متزامنَين مع إعلان هيئة الصحة الوطنية في الصين، اليوم الجمعة، أنّ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد في برّ الصين الرئيسي ارتفع إلى 636 حالة حتى نهاية أمس الخميس، بزيادة 73 حالة عن اليوم السابق. ومن بين العدد الإجمالي، سجّل إقليم هوبي في وسط البلاد، ومركز تفشّي الفيروس، 69 حالة وفاة منها 64 حالة في مدينة ووهان عاصمة الإقليم. كذلك سُجّلت في برّ الصين الرئيسي 3143 إصابة جديدة مؤكّدة، حتى نهاية أمس الخميس، ليصل إجمالي عدد المصابين إلى 31161 مصاباً. وفي إقليم هوبي، زادت الإصابات 2447 حالة ليصل العدد الإجمالي إلى 22 ألفاً و112 إصابة، علماً أنّ عدد المصابين في ووهان زاد 1501 إصابة. أضافت الهيئة أنّ 4821 مريضاً ما زالوا في حالة حرجة فيما يُشتبه في إصابة 26 ألفاً و359 شخصاً آخرين بالفيروس، علماً أنّ 1540 شخصاً خرجوا من المستشفى بعد شفائهم. وتابعت الهيئة أنّه تمّ تعقّب 314 ألفاً و28 شخصاً كانوا على اتصال وثيق بالمصابين، من بينهم 26 ألفاً و762 لم يعودوا تحت المراقبة الطبية منذ أمس الخميس، في حين ما زال 186 ألفاً و45 يخضعون للمراقبة الطبية.
أمّا وفاة طبيب العيون لي وينليانغ (34 عاماً)، فقد أثارت حزناً وغضباً، لا سيّما على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو كان واحداً من بين ثمانية أشخاص تعرّضوا لترهيب من قبل الشرطة في مدينة ووهان، في خلال الشهر الماضي، عند اتهامهم بنشر "معلومات كاذبة وغير قانونية" بشأن فيروس شبيه بالإنفلونزا. وهو كان قد حذّر في رسائل نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي من فيروس جديد شبيه بفيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي تفشّى في الصين بين عامَي 2002 و2003 وأودى بحياة 809 أشخاص حول العالم، 439 منهم في الصين. وبحسب ما يتداوله ناشطون، فقد أُجبر لي على توقيع رسالة في الثالث من يناير/ كانون الثاني المنصرم أعلن فيها أنّه ألحق "أضراراً كبيرة بالنظام العام". يُذكر أنّه في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية مساء أمس الخميس خبر وفاة لي، كذّبت السلطات الصينية المعنية الخبر، قبل أن تنعاه مدّعية أنّه "توفي عند الساعة 2:58 فجر اليوم الجمعة على الرغم من كلّ الجهود التي بُذلت لإنقاذه". يُذكر أنّ كثيرين من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وصفوا لي بالبطل واتهموا السلطات بالإهمال والتكتّم في خلال المراحل المبكرة من تفشّي الفيروس.
في سياق متصل، أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ بلاده تبذل كلّ ما في وسعها للسيطرة على فيروس كورونا الجديد. أتى ذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، فيما كان شي قد أعلن في وقت سابق "حرب الشعب" على الفيروس، قائلاً إنّ الصين ردّت بكلّ قوّتها وبأشّد إجراءات المكافحة والسيطرة.