مصر: تخوّف من كورونا مع بداية الفصل الدراسي

07 فبراير 2020
"الكمّامات" من الإجراءات الوقائية (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

ينطلق غداً السبت الفصل الثاني للعام الدراسي في بعض المدارس بالمحافظات المصرية، على أن تستكمل المدارس الأخرى في البلاد عمليتها التعليمية بعد غد الأحد، إذ إنّ السبت يُعَدّ يوم إجازة رسميّة في بعض المؤسسات التعليمية، وسط مطالبة مجلس الآباء في المدارس وزارة التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة عدد من الأمراض الموسمية مثل الإنفلونزا، من قبيل منع دخول أيّ تلميذ مصاب بنزلة برد أو بأعراض مشابهة لأعراضها، أو بارتفاع في درجة الحرارة، لحماية البقية من عدوى محتملة. ولعلّ الخوف الأكبر اليوم هو من فيروس كورونا الجديد، على الرغم من عدم تسجيل أيّ إصابة في مصر.

وطالب مجلس الآباء في مذكرات قدّمها إلى الإدارات التعليمية بضرورة تنفيذ إجراءات النظافة العامة في داخل المنشآت التعليمية، والإشراف على إجراءات مكافحة العدوى، والتأكد من وجود مياه جارية وصابون في دورات المياه بتلك المنشآت، والتهوية الجيّدة للفصول (غرف الصفوف) والاهتمام بنظافتها، وعدم اكتظاظ الفصول بالتلاميذ، وإجراء فحص ظاهري للتلاميذ والمدرّسين المشتبه في إصابتهم بأمراض معدية، وتنفيذ خطة وزارة الصحة في ما يخصّ اللقاحات الخاصة بالمدارس ضدّ بعض الأمراض المعدية.

وكان مجلس الآباء وعدد من أعضاء البرلمان المصري قد طالبوا بتمديد إجازة منتصف العام لأسبوعَين ابتداءً من غد السبت، في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع انتشار الفيروسات، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة، ولطمأنة أولياء الأمور أكثر على أبنائهم.

من جهته، تقدّم النائب سليمان العميري ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، يطالب فيه بتأجيل الفصل الثاني من العام الدراسي في ظلّ الظروف الحرجة التي يمرّ بها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، مشدّداً على ضرورة التأكد من كل الإجراءات الوقائية، نظراً إلى أنّ المدارس تُعَدّ بيئة ملائمة لتفشّي الأمراض المعدية، وهو ما سوف يمثّل خطراً كبيراً على المجتمع. أمّا شوقي فقد حذّر في هذا الإطار وكلاء الوزارة في المحافظات من خطورة التهاون في التعامل مع مسبّبات نقل العدوى من تلميذ إلى آخر، وشدّد على ضرورة الاهتمام البالغ بالنظافة الشخصية للتلاميذ وتوفير فرق طبية مجهّزة في المدارس لفحصهم والحرص على تهوية جيّدة للفصول والاهتمام بنظافتها وبصحة البيئة المدرسية عموماً.



أمّا الجامعات المصرية، فقد أنهت استعداداتها لبدء الفصل الدراسي الثاني باتّخاذ عدد من الإجراءات لتأمين الحرم الجامعي في ما يتعلّق بدخول الأفراد والسيارات بالإضافة إلى صيانة منظومة الكاميرات للحفاظ على سلامة الطلاب والمنشآت الجامعية وتحقيق الانضباط، ووضع خطط شاملة لمواجهة فيروس كورونا الجديد تشمل تدابير وقائية للحفاظ على صحة الطلاب وأساتذة الجامعة والعاملين في الحرم الجامعي. كذلك تهيأت لتوزيع منشورات وملصقات للتعريف بالفيروس، مع اتّخاذ كلّ الخطوات اللازمة لمتابعة سبل الوقاية منه في داخل مجتمع الجامعة وكلّ مرافقها.

في سياق متصل، تشهد الصيدليات المصرية إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين على شراء الكمّامات أو الأقنعة الطبية الواقية، خشية تعرّضهم للعدوى، الأمر الذي تسبّب في ارتفاع أسعارها إلى خمسة أضعاف ثمنها الحقيقي. فقد وصل سعر الكمّامة (القناع الطبي الواقي) الواحدة إلى خمسة جنيهات مصرية (نحو 0.30 دولار أميركي) بدلاً من جنيه واحد (نحو 0.06 دولار).

ويقول المتحدث باسم الشعبة العامة لأصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالقاهرة، أحمد إدريس، لـ"العربي الجديد" إنّه "منذ ظهور فيروس كورونا الجديد، يُسجَّل طلب متزايد على شراء الأقنعة الطبية الواقية بأنواعها وأشكالها المختلفة، من قبل المواطنين وعدد من الشركات والفنادق والقرى السياحية والمستشفيات"، لافتاً إلى أنّ "ثمّة 10 مصانع تنتج نحو 60 مليون قناع طبي واقٍ سنوياً والإنتاج لا يكفي حالياً". يضيف أنّ "تكلفة إنتاج القناع الطبي الواقي الواحدة في المصنع تصل إلى 50 قرشاً (نحو 0.03 دولار)، بينما يستورد التجار القناع الطبي الواقي الواحد من الصين لقاء 25 قرشاً (نحو 0.016)".



ويتابع إدريس أنه "مع زيادة الطلب على الأقنعة الطبية الواقية في مصر، قرّرت بعض الشركات فتح خطوط إنتاج إضافية لتصنيع كميات أكثر، في حين أنّ الصين اليوم غير قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بعد زيادة الطلب على تلك الأقنعة من جرّاء ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس". ويحذّر من "انتشار منتجات مصانع بير السلّم، استغلالاً للأزمة"، مطالباً "الجهات الحكومية والأجهزة المعنية بمراقبة السوق". بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ اليوم إقبال كبير على شراء المطهّرات ومواد التنظيف بأنواعها، الأمر الذي دفع شركات عدّة إلى استغلال هذا الإقبال عبر زيادة الأسعار بنسبة وصلت إلى 30 في المائة على بعض المطهّرات.
دلالات