كيف تحافظ على مناعتك في زمن كورونا؟

20 ابريل 2020
أهمية اتباع نظام غذائي ومتوازن (Getty)
+ الخط -
أوصت منظمة الصحة العالمية، مؤخرًا، البالغين في ظل جائحة كورونا، باتباع نظام غذائي متوازن بشكل جيد كل يوم للحصول على الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والبروتينات ومضادات الأكسدة للمحافظة على جهاز مناعي أقوى.

وفي ظل عدم وجود لقاح أو علاج مثبت لفيروس كورونا، يقع العبء الأكبر في التصدي له على جهازنا المناعي، فما هي الأطعمة والإجراءات الصحية التي يجب أن نتبعها في هذه الفترة؟ 

هل فات أوان اتباع نظام غذائي متوازن؟

توضح المهندسة الغذائية نسمة محمود، أن الصحة والمرض ردتا فعل طبيعيتين من أجسامنا على عوامل خارجية ووراثية وغذائية، وبما أننا لا نستطيع التحكم في إصابتنا بالعدوى الفيروسية أو الجرثومية، فمن الضروري أن نركز على نظامنا الغذائي، الذي يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على جسم صحي قادر على مقاومة الأمراض.

وتضيف محمود: "لا يوجد طعام واحد يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي نحتاجها، لهذا السبب من المهم أن تحتوي وجباتنا اليومية على مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل البروتينات التي يمكن الحصول عليها من اللحوم والبقوليات والحليب ومشتقاته والفواكه والخضروات خاصة الورقية غامقة اللون لأنها تعد مصدرًا أساسيًا للفيتامينات والمعادن، والحبوب الكاملة مثل البرغل لأنها غنية بالألياف الغذائية، مع التقليل من الدهون المشبعة".

بدورها تؤكد الصيدلانية ريام كريم، أنّ من غير الممكن تقوية الجهاز المناعي بنظام غذائي لفترة محدودة، بل يجب اعتماده كنمط حياة، إلا أنّ ذلك لا يعني عدم جدوى اتباعه الآن، لتعويض النقص في العناصر الغذائية التي يسبب عوزها انخفاض الاستجابة المناعية.

هل يجب أن نتناول المكملات الغذائية؟

تشير محمود إلى أن نقص العناصر الغذائية المختلفة، وبشكل خاص الزنك والسلينيوم، وفيتامين أ، سي، دي، إي، يضعف الاستجابة المناعية، ويضمن النظام الغذائي المتوازن حصولنا على حاجتنا منها، وتقول: "يمكن الحصول على الزنك من المكسرات والحبوب الكاملة والبقوليات، ويوجد السيلينيوم في المأكولات البحرية ولحم البقر والدجاج وخبز القمح الكامل والفطر والموز".

وتضيف: "يعدّ فيتامين سي من أهم مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم، ويتوفر بكثرة في الحمضيات والفلفل والطماطم، في حين يوجد فيتامين أ في الجزر والقرع والفلفل والخضروات الورقية بشكل عام مثل السبانخ، ويوجد فيتامين إي في الزيوت الطبيعية والخضروات الورقية والأفوكادو والمكسرات، في حين تعد أشعة الشمس المصدر الأساسي لفيتامين د، ومن الصعب الحصول على جرعة كافية منه بالاعتماد على الغذاء وحده".

فيما تقول الصيدلانية كريم: "يمكنك بالطبع تناول المكملات الغذائية في حال نقص أحد العناصر من نظامك الغذائي، أو في حال كنت تعاني من عوز أو زيادة حاجة لها لسبب ما، وهو ما يحدده الطبيب، لكن عليك أن تدرك أن أخذ جرعات كبيرة من فيتامين أو معدن واحد لن يغنيك عن باقي العناصر، ولن يجعل جهازك المناعي يعمل بشكل أفضل".

هل يقي الزنك فعلًا من الإصابة بكورونا؟

اندفع العديد من الناس مؤخرًا لتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الزنك، بعد تداول معلومات تفيد بفعاليته للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وتقول كريم: "يعتبر الزنك من المعادن الضرورية لبقاء الجسم بصحة جيدة، وهو ضروري لعمل الجهاز المناعي ضد الفيروسات، إلا أننا نحتاجه بكميات زهيدة يمكن للنظام الغذائي المتوازن أن يوفرها لنا، وتختلف حاجتنا له باختلاف العمر".

وتوضح كريم أن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بعوز الزنك، هم النباتيون الذين لا يأكلون اللحوم، والمرضى الذين تعرضوا لعمل جراحي في الجهاز الهضمي، أو الذين يعانون من اضطرابات هضمية مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون.

وتشير إلى إجراء عدة دراسات حاليًا لمعرفة تأثير مشاركة هيدروكسي كلوروكين مع الزنك في علاج كورونا والوقاية منه، إلا أن نتائجها لن تصدر قبل شهر يوليو/تموز القادم، وتحذر من تناول المكملات التي تحتوي على الزنك لفترات طويلة، لأن ذلك يؤدي إلى انخفاض مستويات النحاس في الجسم، ويضعف الجهاز المناعي.

 

أدوية بمحاذير

تحذر كريم من سوء استخدام بعض الأدوية التي تضعف الجهاز المناعي في هذه الفترة، خاصة في الدول النامية التي تقل فيها الرقابة الدوائية، وتقول: "تعد الستيروئيدات القشرية (أدوية الكورتيزون) أوضح مثال على هذه الأدوية، وهي مثبطات مناعية توصف لمرضى الربو، وفي بعض الحالات الالتهابية، إذ يقل عدد اللمفاويات خلال بضع ساعات من تناولها، وتضعف معها دفاعات الجسم".

وتضيف: "يجب الامتناع أيضًا عن تناول المضادات الحيوية من دون مراجعة الطبيب، فهي لا تعالج العدوى الفيروسية، وسيزيد استخدامها العشوائي من مقاومة الجراثيم، ويؤثر على الفلورا الطبيعية في الجسم التي تعمل لصالحنا".

يذكر أن وزارة الصحة الفرنسية حذرت، مؤخرًا، من استعمال دواء "بروفن" وأمثاله، لخفض الحرارة عند مرضى كورونا لأنها قد تزيد من حدة الإصابة.