اعتبر تحليل نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن التغييرات في قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، مع إنهاء رئيس الشعبة الحالي، هرتسي هليفي، مهام عمله، قد تشهد تحولاً أيضاً في اهتمامات الشعبة من متابعة خاصة ومكثفة للتطورات على الأراضي السورية، إلى ما يحدث في لبنان.
وبحسب التحليل الذي نشره الكاتب طال ليف رام، فإن السنوات الثلاث الأخيرة لعمل هليفي تمحورت حول متابعة التطورات في سورية، ومتابعة تحولات كثيرة وهائلة في المنطقة لم تكن معالمها واضحة، تنتهي اليوم في صورة إقليمية مختلفة ومغايرة تشهد فيها استقراراً معيناً للتوجّهات في المنطقة، وإن كانت لا تعني بالضرورة زوال "التهديدات والأخطار المحيطة بإسرائيل".
واتفق التحليل المذكور مع تقديرات سابقة نُشرت في مطلع الشهر الحالي، تفيد بأن "حزب الله" وفي ظل تحسن مكانة وسيطرة النظام السوري، بفعل المساعدات والدعم الإيراني والروسي، بدأ بالعودة التدريجية إلى لبنان وإعادة مقاتليه إلى الأراضي اللبنانية. وأشار كاتب التحليل إلى أن مسؤولين رفيعي المستوى في المنظومة الأمنية والعسكرية في إسرائيل يعتبرون التحول المذكور، بعد 11 عاماً من الهدوء على الجبهة اللبنانية منذ عدوان 2006 على لبنان، يحوي في طياته تحديات جديدة.
وتشكل الانتصارات التي يبدو أنها ستكون من نصيب "المحور الشيعي"، بحسب الكاتب، وأطماع إيران في بسط نفوذها وتأثيرها على المنطقة، إلى جانب مشروع إنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، مؤشراً على أن لبنان و"حزب الله" سيكونان على ما يبدو "مصدر التهديد الرئيسي الذي قد يأتي الشر منه"، على الرغم من أن هناك أسباباً كثيرة تجعل إسرائيل ولبنان غير معنيين بحرب جديدة.
ويتضح من التحليل ومن تقارير سابقة في هذا السياق، خصوصاً على ضوء طبول الحرب والتصريحات العدوانية التي صدرت منذ الأسبوع الماضي عن مسؤولين إسرائيليين من المستويين السياسي (رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) والعسكري (رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوط)، عمق المتابعة الإسرائيلية لما يحدث داخل لبنان. هذه المتابعة تشمل الأوضاع والتحركات السياسية والحزبية، لا سيما تأثيرات وتداعيات الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان باعتبارها العامل الأكبر في حسابات "حزب الله" لجهة عدم الاتجاه نحو تصعيد عسكري، أو لكون رغبة الحزب باستعادة الشرعية داخل لبنان، عاملاً يجعله في موقع ضعف، خصوصاً أن هناك تقديرات بأن يزيد الحزب من قوته النيابية وبالتالي ليس هناك سبب يدفعه للمخاطرة بذلك، على الأقل في فترة الانتخابات.
اقــرأ أيضاً
ومع أن الكاتب في "معاريف" اعتبر أن "حزب الله" يقف في صف المنتصرين، إلا أنه يستدرك قائلاً إنه ليس بمقدور الحزب إخفاء جروحه ولا الضربات التي تلقاها خلال سنوات قتاله في سورية. وأقر الكاتب بأن شعبة "أمان"، التي اضطرت خلال فترة هليفي للتعامل مع واقع متغير لم يكن بالإمكان التنبؤ دائماً بتطوراته المقبلة، باتت تدرك اليوم حدود قدرتها على تحليل وتقدير سيرورة الأحداث المتسارعة والتغييرات الحاصلة في الدول المجاورة. كما أنه تم، بحسب الكاتب، بلورة صيغة مقابل المستوى السياسي في إسرائيل بشأن مدى الدقة التي يمكن تحقيقها في تحليل التطورات الإقليمية، لدرجة لم تعد هناك في شعبة "أمان"، اليوم، الرغبة الجامحة في التفاخر أو المباهاة بالقدرة على وضع تحليلات أسبوعية لما يحدث بدقة كاملة.
من جهة ثانية، أقر التحليل الإسرائيلي بأنه لا يمكن اتهام الإيرانيين و"حزب الله" بأنهم يفتقرون للقدرة على استخلاص العبر وتطوير القدرات، إذ باتت العمليات الغامضة والسرية المنسوبة لإسرائيل (لا يعترف الإسرائيليون وكُتّابهم بهذه العمليات، ويعتمدون تعبيراً إسرائيلياً هو وفق ما تنشره المصادر الأجنبية) ضمن "المعركة بين الحروب". وهو مصطلح إسرائيلي يُستخدم للإشارة إلى العمليات والاستعدادات الإسرائيلية التي تتم بين حرب رسمية وأخرى أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة من حيث التنفيذ.
ورأى الكاتب أنه في ظل كل هذه التطورات، خصوصاً على الساحة اللبنانية، فإن الفترة المقبلة وتحت قيادة الرئيس المقبل لشعبة "أمان" الجنرال تمير هايمان، ستشهد تركيز الشعبة بشكل خاص على لبنان وما يحدث فيه، إذ سيكون على الشعبة توفير المعلومات اللازمة لترسيم حدود الجبهة اللبنانية وضمان فعالية في العمليات الميدانية وسط المحافظة على هوامش واسعة لتفادي التصعيد العسكري. وسيكون لبنان في فترة هايمان، الحلبة الرئيسية التي ينبغي تحليل وتشخيص الأخطار الرئيسية الآتية منها، إلى جانب الساحة الفلسطينية الهشة والقابلة للانفجار.
وربط الكاتب بين الجبهتين الشمالية مع لبنان، والجنوبية مع قطاع غزة، إذ قال إنه كلما تقدّمت إسرائيل وأحرزت نجاحات في مواجهة قطاع غزة وخطر الأنفاق، سيزيد ذلك من جرأتها في اتخاذ خطوات أخرى مقابل الجبهة الشمالية ولبنان، مع الإشارة إلى أن الطرف الإسرائيلي يُقدّر بأن حركة "حماس" ستنضم في حال اندلاع الجبهة الشمالية، من خلال إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل من غزة، بينما "حزب الله" في المقابل لن يسارع للقيام بذلك في حال شنّت إسرائيل حرباً على غزة، حتى لو تعرض لضغوط من إيران.
وأقر الكاتب في سياق الحديث عن لبنان، بأن مقالة المتحدث باسم جيش الاحتلال التي نُشرت الأسبوع الماضي في عدد من المواقع العربية، لتحذير لبنان من خطر حرب مقبلة، ليست مجرد مقالة بقدر ما هي جزء من أدوات "المعركة بين الحروب" مثلها مثل عمليات أخرى، خصوصاً أن المقالة استندت هذه المرة أيضاً إلى معلومات استخباراتية، لكن بدلاً من الرد بالنيران تم إطلاق الكلمات.
ويُستدل من التحليل أعلاه، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ستكثف من نشاطها داخل لبنان، مع التركيز ليس فقط على جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمواقع قواعد "حزب الله" ومخازنه، وهو ما تقوم به من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وإنما أيضاً على متابعة الأجواء السياسية والنقاشات الداخلية في لبنان، ومحاولة رصد وتحليل التحالفات الحزبية والتحولات الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة، مع سعي لتأمين أكبر قدر من المعلومات التي يمكن الحصول عليها أيضاً عبر التنصت والتجسس، ربما على مقار ومواقع مدنية وحزبية لم تكن تُستهدف في الماضي، لانشغال الاحتلال أساساً بالأبعاد العسكرية والأمنية لنشاط "حزب الله" في لبنان.
ويُفهم من التهديدات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، وربط الدولة والمؤسسات اللبنانية ككل بـ"حزب الله" في حال اندلاع حرب مقبلة، وعدم الفصل بين الإثنين، أن كل مؤسسات الدولة اللبنانية العسكرية والمدنية ستكون في قلب اهتمام الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حتى في ظل حديث الجهات الإسرائيلية عن مخاوف الاحتلال من استهداف طائرات التجسس المسيرة، في الأجواء اللبنانية.
اقــرأ أيضاً
وبحسب التحليل الذي نشره الكاتب طال ليف رام، فإن السنوات الثلاث الأخيرة لعمل هليفي تمحورت حول متابعة التطورات في سورية، ومتابعة تحولات كثيرة وهائلة في المنطقة لم تكن معالمها واضحة، تنتهي اليوم في صورة إقليمية مختلفة ومغايرة تشهد فيها استقراراً معيناً للتوجّهات في المنطقة، وإن كانت لا تعني بالضرورة زوال "التهديدات والأخطار المحيطة بإسرائيل".
وتشكل الانتصارات التي يبدو أنها ستكون من نصيب "المحور الشيعي"، بحسب الكاتب، وأطماع إيران في بسط نفوذها وتأثيرها على المنطقة، إلى جانب مشروع إنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، مؤشراً على أن لبنان و"حزب الله" سيكونان على ما يبدو "مصدر التهديد الرئيسي الذي قد يأتي الشر منه"، على الرغم من أن هناك أسباباً كثيرة تجعل إسرائيل ولبنان غير معنيين بحرب جديدة.
ويتضح من التحليل ومن تقارير سابقة في هذا السياق، خصوصاً على ضوء طبول الحرب والتصريحات العدوانية التي صدرت منذ الأسبوع الماضي عن مسؤولين إسرائيليين من المستويين السياسي (رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) والعسكري (رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوط)، عمق المتابعة الإسرائيلية لما يحدث داخل لبنان. هذه المتابعة تشمل الأوضاع والتحركات السياسية والحزبية، لا سيما تأثيرات وتداعيات الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان باعتبارها العامل الأكبر في حسابات "حزب الله" لجهة عدم الاتجاه نحو تصعيد عسكري، أو لكون رغبة الحزب باستعادة الشرعية داخل لبنان، عاملاً يجعله في موقع ضعف، خصوصاً أن هناك تقديرات بأن يزيد الحزب من قوته النيابية وبالتالي ليس هناك سبب يدفعه للمخاطرة بذلك، على الأقل في فترة الانتخابات.
ومع أن الكاتب في "معاريف" اعتبر أن "حزب الله" يقف في صف المنتصرين، إلا أنه يستدرك قائلاً إنه ليس بمقدور الحزب إخفاء جروحه ولا الضربات التي تلقاها خلال سنوات قتاله في سورية. وأقر الكاتب بأن شعبة "أمان"، التي اضطرت خلال فترة هليفي للتعامل مع واقع متغير لم يكن بالإمكان التنبؤ دائماً بتطوراته المقبلة، باتت تدرك اليوم حدود قدرتها على تحليل وتقدير سيرورة الأحداث المتسارعة والتغييرات الحاصلة في الدول المجاورة. كما أنه تم، بحسب الكاتب، بلورة صيغة مقابل المستوى السياسي في إسرائيل بشأن مدى الدقة التي يمكن تحقيقها في تحليل التطورات الإقليمية، لدرجة لم تعد هناك في شعبة "أمان"، اليوم، الرغبة الجامحة في التفاخر أو المباهاة بالقدرة على وضع تحليلات أسبوعية لما يحدث بدقة كاملة.
من جهة ثانية، أقر التحليل الإسرائيلي بأنه لا يمكن اتهام الإيرانيين و"حزب الله" بأنهم يفتقرون للقدرة على استخلاص العبر وتطوير القدرات، إذ باتت العمليات الغامضة والسرية المنسوبة لإسرائيل (لا يعترف الإسرائيليون وكُتّابهم بهذه العمليات، ويعتمدون تعبيراً إسرائيلياً هو وفق ما تنشره المصادر الأجنبية) ضمن "المعركة بين الحروب". وهو مصطلح إسرائيلي يُستخدم للإشارة إلى العمليات والاستعدادات الإسرائيلية التي تتم بين حرب رسمية وأخرى أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة من حيث التنفيذ.
ورأى الكاتب أنه في ظل كل هذه التطورات، خصوصاً على الساحة اللبنانية، فإن الفترة المقبلة وتحت قيادة الرئيس المقبل لشعبة "أمان" الجنرال تمير هايمان، ستشهد تركيز الشعبة بشكل خاص على لبنان وما يحدث فيه، إذ سيكون على الشعبة توفير المعلومات اللازمة لترسيم حدود الجبهة اللبنانية وضمان فعالية في العمليات الميدانية وسط المحافظة على هوامش واسعة لتفادي التصعيد العسكري. وسيكون لبنان في فترة هايمان، الحلبة الرئيسية التي ينبغي تحليل وتشخيص الأخطار الرئيسية الآتية منها، إلى جانب الساحة الفلسطينية الهشة والقابلة للانفجار.
وربط الكاتب بين الجبهتين الشمالية مع لبنان، والجنوبية مع قطاع غزة، إذ قال إنه كلما تقدّمت إسرائيل وأحرزت نجاحات في مواجهة قطاع غزة وخطر الأنفاق، سيزيد ذلك من جرأتها في اتخاذ خطوات أخرى مقابل الجبهة الشمالية ولبنان، مع الإشارة إلى أن الطرف الإسرائيلي يُقدّر بأن حركة "حماس" ستنضم في حال اندلاع الجبهة الشمالية، من خلال إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل من غزة، بينما "حزب الله" في المقابل لن يسارع للقيام بذلك في حال شنّت إسرائيل حرباً على غزة، حتى لو تعرض لضغوط من إيران.
وأقر الكاتب في سياق الحديث عن لبنان، بأن مقالة المتحدث باسم جيش الاحتلال التي نُشرت الأسبوع الماضي في عدد من المواقع العربية، لتحذير لبنان من خطر حرب مقبلة، ليست مجرد مقالة بقدر ما هي جزء من أدوات "المعركة بين الحروب" مثلها مثل عمليات أخرى، خصوصاً أن المقالة استندت هذه المرة أيضاً إلى معلومات استخباراتية، لكن بدلاً من الرد بالنيران تم إطلاق الكلمات.
ويُفهم من التهديدات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، وربط الدولة والمؤسسات اللبنانية ككل بـ"حزب الله" في حال اندلاع حرب مقبلة، وعدم الفصل بين الإثنين، أن كل مؤسسات الدولة اللبنانية العسكرية والمدنية ستكون في قلب اهتمام الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حتى في ظل حديث الجهات الإسرائيلية عن مخاوف الاحتلال من استهداف طائرات التجسس المسيرة، في الأجواء اللبنانية.