وافق مجلس الوزراء اللبناني في جلسة عقدها اليوم الخميس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون على تمديد حالة التعبئة العامة اعتباراً من تاريخ 8 يونيو/حزيران الجاري لغاية 5 يوليو/تموز المقبل، وذلك بناءً على توصية المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد صباحاً، وتم خلاله الاطلاع على الأوضاع الأمنية والاستماع إلى الوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وتقرّر الإبقاء على الأنشطة الاقتصادية التي سمح لها بإعادة العمل تدريجياً ضمن نطاقها وتبعاً لشروط معيّنة ارتكزت على المعايير الآتية: كثافة الاختلاط، وعدد المختلطين، وإمكانية التعديل، ومستوى الأولوية.
وطلب مجلس الوزراء من الأجهزة العسكرية والأمنية كافةً التشدد ردعياً في قمع المخالفات بما يؤدي إلى عدم تفشي فيروس كورونا وانتشاره، والتنسيق والتعاون مع المجتمع الأهلي والسلطات المحلية لتحقيق ذلك.
واستهلّ رئيس الجمهورية جلسة مجلس الوزراء بالتأكيد أنّه لم يعد مقبولاً السكوت عن الاتهامات العشوائية التي توجه في الإعلام وفي السياسة للرئيس وللحكومة، داعياً الوزراء إلى التضامن والردّ عبر شرح الوقائع وتبيان الحقائق، خصوصاً وأننا نحاول معالجة نتائج سنوات من الهدر والإهمال لم نكن نحن من مسببيها.
وقال رئيس الحكومة حسان دياب بدوره إنه "منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة، تعرّضت للاستهداف، والحكم عليها سلفاً. للأسف كان هذا الاستهداف سياسياً، مع أننا قلنا إننا لا نريد الغرق في السياسة، وجئنا للعمل على ملفات البلد المتراكمة، وعندنا مهمات كبيرة وثقيلة هدفها إنقاذ البلد". وأضاف: "من المفترض أن يلمس الناس خلال أيام حصول تراجع ملحوظ بأسعار المواد الغذائية، وعودة تدريجية للدورة الاقتصادية، بعدما سمحنا بفتح عدد كبير من المؤسسات حتى نحافظ على ديمومة العمل للعمال وأصحاب المؤسسات".
وأشار إلى أننا نتفهّم صرخة الناس الذين يشعرون بوطأة الوضع الاجتماعي، لكن الخوف أن تحصل محاولات لتوظيف هذه الصرخة بالسياسة، وتتحول مطالب وهموم الناس إلى وسيلة تتسبب مجدداً في العودة إلى قطع الطرقات وتقطيع أوصال البلد وإقفال المؤسسات وتعطيل أعمال الناس وبالتالي صرف الموظفين والعمال.
وشدد رئيس الحكومة على أننا "مع حق التظاهر، لكن هذا الحق يتحول إلى فوضى إذا عاد أسلوب قطع الطرقات وتخريب الأملاك العامة والخاصة. ولا أعتقد أن أحداً من اللبنانيين يقبل بهذه الممارسات التي لا تشبه التعبير الديمقراطي".
وتتحضر بعض المجموعات المدنية لتظاهرة يوم السبت 6 يونيو في ساحة الشهداء في بيروت، تحمل عناوين مختلفة، أبرزها إجراء انتخابات نيابية مبكرة، علماً أن الآراء منقسمة حول هذا المطلب، بالإضافة إلى مكافحة الفساد عبر قضاء عادل ومستقل، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الطبقة السياسية التي أوصلت لبنان إلى الانهيار والإفلاس طيلة ثلاثين عاماً.
في سياق آخر، استمع مجلس الوزراء خلال الجلسة إلى عرض قدمه وزير الصناعة لخطة النهوض الصناعي، والمحاور الاستراتيجية لتنمية القطاع الصناعي. كذلك استمع المجلس إلى عرض قدّمه وزير البيئة عن خارطة الطريق 2020-2025 للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة.
وقدّم وزير الشؤون الاجتماعية عرضاً للبرنامج الوطني للتكافل الاجتماعي NSSP وبرنامج الطوارئ لشبكة الأمان الاجتماعي ESSNP، وبرنامج استهداف الأسر الأكثر فقراً NPTP.
وكلّف مجلس الوزراء الأمين العام للمجلس القاضي محمود مكية بترؤس مجلس الخدمة المدنية بالتكليف إلى حين تعيين رئيس أصيل.
وكان عون ترأس صباحاً اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي عُقد في قصر بعبدا، واستهله بعرض موجز للتدابير والإجراءات التي اتخذت منذ إعلان تمديد التعبئة العامة بتاريخ 25/5/2020 في إطار الوقاية من فيروس كورونا، وشدد على أهمية تقيد المواطنين بالإجراءات التي أصدرتها الحكومة.
وأوضح دياب، من جهته، أن الخطر ما زال داهماً وأن الإصابات ما زالت تسجل، وبالتالي فإنّه من الضروري استمرار التدابير التي اتُخذت من أجل تفادي أي موجة ثانية من فيروس كورونا، والتي قد تكون عواقبها صعبة المعالجة.
من جهته، شدد وزير الصحة حمد حسن على أهمية أن يكون المواطن مسؤولاً في هذه المرحلة، مؤكداً أهمية التعاون مع الأجهزة المعنية والسلطات المحلية من أجل تفادي تفشي الفيروس، وضرورة التزام اللبنانيين بفترة الحجز خصوصاً للوافدين من الخارج.