11 ابريل 2024
.. لكن من سيُهزم في عفرين؟
تذهب الترجيحات إلى أن المعركة التي تخوضها تركيا، بمؤازرة برّية كبيرة من الجيش السوري الحر، قد تستمر إلى أجل غير معلوم، ذلك أن إيقاع الاشتباكات والمعارك الجارية يشي بصعوبة إنجاز الجيش التركي عمليّة غصن الزيتون في شكل سلس، كما سبق وأن صرّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن العمليّة لن تستغرق أكثر من أسبوع، في الوقت الذي يبدو فيه أن الأسابيع ستتوالى من دون تحقيق إنجاز مهم أو حاسم في عفرين، ما يعكس حذر الحكومة والجيش التركيين، وضراوة المقاومة التي يبديها الطرف المقابل، المتمثّل بوحدات حماية الشعب.
لا تملك حكومة حزب العدالة والتنمية المتحالفة مع حزب الحركة القومية (القوميّ المتشدّد) ترف تضييع فرص التراجع عن هذه المعركة التي باتت تتحول إلى معركة مصيريّة للطبقة السياسيّة الحاكمة، فالهزيمة في عفرين تعني تعريض مصائر سياسيّة وحزبيّة للخطر في الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية التي تنتظرها تركيا في العام المقبل، علاوة على تحيّن المعارضة البرلمانية المنظّمة، وجماعات المجتمع المدني المتضرّرة من سياسات "العدالة والتنمية" الفرصة اللازمة للبدء بحملة سياسيّة مضادة لتوجهات الحكومة والرئيس التركي، في ما خصّ خوض "مغامرة" الحرب، وتعريض حياة الجنود الأتراك للخطر، من دون تحقيق إنجاز داخل الأراضي السوريّة. ولعلّ التذكير هنا برغبةٍ سابقةٍ لدى الحكومة التركية، في إجراء انتخابات مبكّرة، باتت أقرب إلى الموضوع المستبعد، في ظل التعثّر العسكري التركي، ما يعني أن لا انتخابات مبكّرة في ظل حالة اللا – انتصار واللا – هزيمة، وهو الأمر الذي يريح المعارضة التي قد تتجاوز أزمة تفوّق الحكومة، وشعبيتها المتنامية.
في الضفّة المقابلة، لا تملك وحدات حماية الشعب في عفرين فرصاً تهدرها أمام جديّة الجيش التركي، في بسط سيطرته على كامل مساحة عفرين. لذا، يبقى خيار مقاومة التدخل التركي العسكريّ الوحيد المتاح، فخسارة عفرين على ما هي إحدى المناطق المهمّة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأبرز الروافد التي تمد وحدات الحماية بالمقاتلين، تعني، في شكلٍ ما، خسارة المناطق الأخرى، وإن بطرقٍ وأوقات مختلفة. لذلك يمكن استشراف رغبة الوحدات الكردية في إبقاء الحرب مفتوحة وطويلة الأمد، لكي تفضي إلى استنزاف الجيش التركي، من خلال تكتيك حرب الأنصار (الغريلا) التي سبق وأن خاضها المقاتلون الأكراد في صفوف العمال الكردستاني (PKK) في فترات سابقة. بالإضافة إلى ذلك، يعلم المقاتلون الأكراد أن دوام الحرب في عفرين قد يقوّض شعبية الحكومة التركية، ويفسد عليها ارتفاع خطها البياني داخل المجتمع التركي.
بين ما لا يملكه طرفا الصراع من ترف الهزيمة، ثمّة ما يملكه الطرفان أيضاً، فقرار الحرب وتأييد الأعمال العسكريّة يحظى بشعبيةٍ داخل المجتمع التركي، حيث أن معدّل التأييد يصل إلى نسبة تفوق 70%، الأمر الذي يعني أن الحرب مغطاة اجتماعياً، وأن الرئيس التركي والحكومة في وضعٍ يسمح لها بتمديد آجال المعارك، خصوصاً وأن عمليّة غصن الزيتون تحظى بغطاءٍ وضوء أخضر سياسي أميركي روسيّ.
في إزاء ما تملكه تركيا من أوراق لعب، ثمّة ما يشبه الحالة التركية داخل المجتمع الكردي في سورية، إذ يحوز قرار مقاومة الجيشين، التركي والسوري الحر، على رضا وقبولٍ شعبيّ كردي عارم، إن لم نقل إن الأصوات الداعية إلى الاستسلام لتركيا، أو النظام السوريّ، شحيحة، ولا يكاد يكون لها أدنى تأثير، زد على ذلك أن استمرار المعارك، بما يحويه من مخاطر تطاول السكان المدنيين، قد يساهم في تحرّك الرأي العام الغربيّ، وإن بشكلٍ أخفّ مما حصل إبّان معركة كوباني (عين العرب) 2014.
يكثر الكتاب والمحللون الأتراك المناهضون للحرب من استحضار المثال الفيتنامي، بالتذكير بمستنقع الحرب والاستعصاء الأميركي هناك، وهذا المثال، تطابق مع واقع تركيا وعفرين أم لم يتطابق، فإنه يدلل على مقدار التخوف من تحوّل الحرب من حالة محدودة في الزمان (فترة محدودة) والمكان (عفرين) إلى حالة حربٍ مفتوحةٍ في زمانها ومكانها، الأمر الذي قد يقوّض السلام الداخلي في تركيا، من خلال انتقال الشرارة التي في عفرين إلى داخل تركيا.
تفترض الحرب في عفرين خروج كل طرف منتصراً ، ليصبح السؤال على النحو التالي: من الذي سيهزم في عفرين إذاً؟
لا تملك حكومة حزب العدالة والتنمية المتحالفة مع حزب الحركة القومية (القوميّ المتشدّد) ترف تضييع فرص التراجع عن هذه المعركة التي باتت تتحول إلى معركة مصيريّة للطبقة السياسيّة الحاكمة، فالهزيمة في عفرين تعني تعريض مصائر سياسيّة وحزبيّة للخطر في الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية التي تنتظرها تركيا في العام المقبل، علاوة على تحيّن المعارضة البرلمانية المنظّمة، وجماعات المجتمع المدني المتضرّرة من سياسات "العدالة والتنمية" الفرصة اللازمة للبدء بحملة سياسيّة مضادة لتوجهات الحكومة والرئيس التركي، في ما خصّ خوض "مغامرة" الحرب، وتعريض حياة الجنود الأتراك للخطر، من دون تحقيق إنجاز داخل الأراضي السوريّة. ولعلّ التذكير هنا برغبةٍ سابقةٍ لدى الحكومة التركية، في إجراء انتخابات مبكّرة، باتت أقرب إلى الموضوع المستبعد، في ظل التعثّر العسكري التركي، ما يعني أن لا انتخابات مبكّرة في ظل حالة اللا – انتصار واللا – هزيمة، وهو الأمر الذي يريح المعارضة التي قد تتجاوز أزمة تفوّق الحكومة، وشعبيتها المتنامية.
في الضفّة المقابلة، لا تملك وحدات حماية الشعب في عفرين فرصاً تهدرها أمام جديّة الجيش التركي، في بسط سيطرته على كامل مساحة عفرين. لذا، يبقى خيار مقاومة التدخل التركي العسكريّ الوحيد المتاح، فخسارة عفرين على ما هي إحدى المناطق المهمّة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأبرز الروافد التي تمد وحدات الحماية بالمقاتلين، تعني، في شكلٍ ما، خسارة المناطق الأخرى، وإن بطرقٍ وأوقات مختلفة. لذلك يمكن استشراف رغبة الوحدات الكردية في إبقاء الحرب مفتوحة وطويلة الأمد، لكي تفضي إلى استنزاف الجيش التركي، من خلال تكتيك حرب الأنصار (الغريلا) التي سبق وأن خاضها المقاتلون الأكراد في صفوف العمال الكردستاني (PKK) في فترات سابقة. بالإضافة إلى ذلك، يعلم المقاتلون الأكراد أن دوام الحرب في عفرين قد يقوّض شعبية الحكومة التركية، ويفسد عليها ارتفاع خطها البياني داخل المجتمع التركي.
بين ما لا يملكه طرفا الصراع من ترف الهزيمة، ثمّة ما يملكه الطرفان أيضاً، فقرار الحرب وتأييد الأعمال العسكريّة يحظى بشعبيةٍ داخل المجتمع التركي، حيث أن معدّل التأييد يصل إلى نسبة تفوق 70%، الأمر الذي يعني أن الحرب مغطاة اجتماعياً، وأن الرئيس التركي والحكومة في وضعٍ يسمح لها بتمديد آجال المعارك، خصوصاً وأن عمليّة غصن الزيتون تحظى بغطاءٍ وضوء أخضر سياسي أميركي روسيّ.
في إزاء ما تملكه تركيا من أوراق لعب، ثمّة ما يشبه الحالة التركية داخل المجتمع الكردي في سورية، إذ يحوز قرار مقاومة الجيشين، التركي والسوري الحر، على رضا وقبولٍ شعبيّ كردي عارم، إن لم نقل إن الأصوات الداعية إلى الاستسلام لتركيا، أو النظام السوريّ، شحيحة، ولا يكاد يكون لها أدنى تأثير، زد على ذلك أن استمرار المعارك، بما يحويه من مخاطر تطاول السكان المدنيين، قد يساهم في تحرّك الرأي العام الغربيّ، وإن بشكلٍ أخفّ مما حصل إبّان معركة كوباني (عين العرب) 2014.
يكثر الكتاب والمحللون الأتراك المناهضون للحرب من استحضار المثال الفيتنامي، بالتذكير بمستنقع الحرب والاستعصاء الأميركي هناك، وهذا المثال، تطابق مع واقع تركيا وعفرين أم لم يتطابق، فإنه يدلل على مقدار التخوف من تحوّل الحرب من حالة محدودة في الزمان (فترة محدودة) والمكان (عفرين) إلى حالة حربٍ مفتوحةٍ في زمانها ومكانها، الأمر الذي قد يقوّض السلام الداخلي في تركيا، من خلال انتقال الشرارة التي في عفرين إلى داخل تركيا.
تفترض الحرب في عفرين خروج كل طرف منتصراً ، ليصبح السؤال على النحو التالي: من الذي سيهزم في عفرين إذاً؟
دلالات
مقالات أخرى
19 فبراير 2023
10 ابريل 2022
17 فبراير 2022