عاشت العاصمة السورية دمشق ليل الجمعة السبت، ليلة صاخبة، أحياها مقاتلو القوات النظامية والمليشيات الموالية وجمهور من الموالين للنظام، جراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، عبر إطلاق آلاف الأعيرة النارية من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين.
وقال شهود عيان من عدة مناطق في دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مقاتلي النظام ومليشياته المنتشرين داخل العاصمة دمشق وعلى أطرافها، أطلقوا عقب تناقل أنباء محاولة الانقلاب، آلاف الأعيرة النارية بشكل عشوائي، وقد استمر سماع رشقات الرصاص في أرجاء دمشق حتى ساعات الفجر".
وأضافوا أن "عدداً من الموالين للنظام ومقاتليه، قاموا بمسيرات عبر سياراتهم في عدة مناطق من العاصمة، واضعين على مكبرات الصوت مقاطع من أحاديث الرئيس السوري بشار الأسد، والأغاني التي تمجد الأخير والقوات النظامية، وحتى بعض الأغاني ذات الصبغة الطائفية".
ولفتوا إلى أن "بعض الحواجز التابعة للقوات النظامية المتواجدة على خطوط التماس مع المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، فتحت نيرانها على تلك المناطق بشكل كثيف، احتفالا بمحاولة الانقلاب التركية، كمنطقة قدسيا والهامة وبعض النقاط في جنوب دمشق".
وتفيد معلومات متقاطعة بأن حصيلة احتفالات عناصر النظام ومواليه بمحاولة الانقلاب التركية بلغت قتيلين و8 جرحى، تم نقلهم إلى مشافي العاصمة.
كما شهدت مناطق أخرى خاضعة لسيطرة النظام كمدينة سلمية بريف حماة وبعض مدن الساحل السوري سقوط قتلى وجرحى نتيجة إطلاق العيارات النارية ابتهاجاً بمحاولة الانقلاب.
ولم يكن الإعلام السوري الرسمي والموالي بعيدا عن هذه "الأجواء الاحتفالية" بمحاولة الانقلاب التركي، بحيث خصص البث للتأكيد على تحقق ما تنبأ به الأسد، ومهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واعتبار ما يحصل حصاد سياساته، حتى بلغ الأمر إلى اعتباره انتصارا للنظام.
في الجانب الآخر كانت هناك فئة من السوريين عاشوا ليلة من شد الأعصاب والقلق على ذويهم وأقاربهم المتواجدين في تركيا، خوفا من حوادث انتقامية، وذلك خوفاً من اعتبارهم من مناصري الرئيس التركي، أو أن يقوم الجيش التركي بترحيلهم إلى الأراضي السورية. وزادت المخاوف مع انقطاع التواصل معهم، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال ساعات الليلة الماضية.
يشار إلى أن خطاب وسائل الإعلام الرسمية والموالية تغيّر صباح يوم الأحد، من احتفالية بما اعتبرته انقلاباً تركياً منجزاً، إلى الحديث عن الانقسامات والضعف الذي سيعاني منه أردوغان خلال الفترة المقبلة. وأبدى الموالون للنظام انزعاجهم من عدم نجاح الانقلاب. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالا كبيرا بين السوريين على خلفية المؤيدين والمعارضين لمحاولة الانقلاب التركية.