قام الفنان البوسني جاسينكو دوردفيتش بنحت مجسم للطفل السوري إيلان، على رأس قلم رصاص (لُب قلم رصاص خشبي)، للفت النظر إلى المآسي الإنسانية في العالم.
ويشتهر دوردفيتش بنحت العديد من التماثيل الصغيرة على رؤوس أقلام الرصاص، الأمر الذي يتطلب مجهودا كبيرة ودقة متناهية، نظرا لصغر حجم لب الرصاص.
وفي حوار مع الأناضول، قال دوردفيتش، إنه بدأ النحت على أقلام الرصاص منذ ست سنوات، ويستخدم هوايته تلك للتوعية الاجتماعية. وأوضح دوردفيتش أنه شعر بالحزن والتأثر الشديد لدى رؤيته صورة جسد أيلان الخالي من الحياة ملقى على الشاطئ بعد غرق القارب الذي كان يقلّه وأهله من تركيا إلى أوروبا.
وأضاف دوردفيتش "إنه طفل فقط، ولم يكن هو السبب في اندلاع الحرب، ربما لن يفيده التمثال الذي قمت بنحته له، لكنه على الأقل سيعرّف الآخرين ببشاعة الحرب". وتم عرض المجسم الذي نحته دوردفيتش للطفل إيلان، في إحدى منظمات حقوق الإنسان التي تنشط في النرويج.
ويريد دوردفيتش، من خلال التمثال الذي نحته لإيلان، التوعية بالمآسي التي تتسبب فيها الحروب، ليس في سورية فحسب، وإنما في جميع الدول التي تعاني منها، مؤكدا أن الفن يمكنه أن يغير الكثير. وأشار دوردفيتش إلى أنه عايش بنفسه مشاعر الأطفال خلال الحروب، حيث كان طفلا خلال الحرب التي شهدتها البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
ويُعرب دوردفيتش عن حبه لفنه، على الرغم من صعوبته والوقت والجهد اللذين يتطلبهما، موضحا أنه يحتاج إلى 10 ساعات من العمل المتواصل لكي ينجز الشكل العام للمجسم أو التمثال الذي يرغب في نحته، ومن ثم ليومي عمل آخرين للانتهاء من العمل الفني.
(الأناضول)