محطة بان كي مون الليبيّة: تهيئة للمبادرة الجزائريّة

13 أكتوبر 2014
لم يلتقِ بان أي عضو من المؤتمرالعام (حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -

لم تمرّ زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى العاصمة الليبية طرابلس، من دون أن تشكل مصدر إحراج لمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، شرقي البلاد، وفق ما يؤكّده دبلوماسي عربي في الأمم المتحدة لـ"العربي الجديد". وتمثّل مكمن الحرج في أنّ بان، الذي وصل إلى طرابلس في زيارة غير معلنة، السبت الماضي، ترافقه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وممثلين لفرنسا وبريطانيا ومالطا، لم يزر مجلس النواب المنعقد في طبرق، والذي يمثل، بحسب الاعترافات الدولية والأممية، السلطة الشرعية المنتخبة في ليبيا.

ويعلّل الدبلوماسي العربي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، عدم إدراج بان زيارته إلى العاصمة طرابلس على جدول أعماله الرسمي، ومروره بها لدى انتقاله من تونس إلى القاهرة، حتى لا تُفسّر زيارته على أنها "اعتراف بشرعية سلطة الواقع في العاصمة طرابلس، خصوصاً وأنّه لم يقابل إلا ممثلين عن مجلس النواب الليبي، سواء الرافضين لانعقاده في طبرق أو المؤيدين لذلك، ولم يلتقِ بأي عضو في المؤتمر الوطني العام المنعقد في طرابلس، الذي ينازع مجلس نواب طبرق شرعيته، فيما لو نجحت الطعون الدستورية أمام المحكمة العليا الليبية في نقض قانون انتخاب مجلس النواب الليبي، والتعديل الدستوري السابع، وانعقاد المجلس بطبرق".

ويُعدّ بعض المراقبين، زيارة مسؤول دولي بحجم الأمين العام للأمم المتحدة إلى طرابلس، على أنّها ضربة من العيار الثقيل، انطلاقاً من اعتبار رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أنّ العاصمة الليبية مُسيطر عليها ومختطفة من قِبل الإرهابيين والمتطرفين، وفق ما ذكره في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

وتأتي زيارة بان غير المدرجة على جدول أعماله، بحسب مراقبين، لدعم استمرار الحوار الذي بدأ في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة غدامس، على الحدود الليبية الجزائرية برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون، وليس لإنجاحه، باعتبار أن عوامل نجاح "حوار غدامس" بين وجهي العملة الواحدة، "برلمانيون رافضون، وآخرون مؤيدون" لا تتحقّق بمجرد الجلوس على طاولة التفاوض فقط.

ولعل التسريب الصوتي لأحد أبرز قادة "فجر ليبيا" وعضو المؤتمر الوطني المستقيل صلاح بادي، والذي رحب فيه بفكرة الحوار، منتقداً في الوقت ذاته "حوار غدامس" بشدّة، بسبب قبول مبدأ التحاور مع ممثلي برلمان طبرق، هو دليل على المسار أو الخط الذي يمكن أن ينتهي إليه "حوار غدامس"، في ظل رفض قادة عسكريين الجلوس مع مجلس نواب طبرق.

ويرى بعض المحللين السياسيين أنّ بان كي مون ومبعوثه الخاص برناردينو ليون يمهدان لاعتبار الحوار المزمع إجراؤه في الجزائر بين أطراف ليبية أشمل، مكمّلاً ل"حوار غدامس" وجزءاً منه، خصوصاً بعد تصريح ليون الذي قال فيه إن "الجزائر لها تصوّر ومعرفة ومبادرة تُعد الأفضل من أجل الحلّ في ليبيا"، وذلك خلال لقاء جمعه بالوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، في الثامن من الشهر الحالي في العاصمة الجزائرية.

ويقول محللون إنّ الأمين العام للأمم المتحدة يحاول إنقاذ "مبادرة غدامس" من الفشل، وتحويل الأنظار باتجاه المبادرة الجزائرية وتبنّيها، وكأنّ الأمم المتحدة جزء من المبادرة.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر خاصة، أنّ عضواً في "مجلس شورى ثوار بنغازي"، عاد إلى بنغازي من زيارة إلى العاصمة الجزائرية، التقى خلالها بمسؤولين جزائريين في إطار التمهيد لعقد حوار شامل يضم أطراف الأزمة السياسية والعسكرية الليبية.

وتزامنت هذه الأنباء مع لقاء وكيل وزارة الدفاع الليبية خالد الشريف، والقيادي في قوات "فجر ليبيا" خالد الطبيب، وعضو حزب الوطني الليبي محمد بعيو، الذي يترأسه القيادي السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة عبد الحكيم بالحاج، بالسفيرة الأميركية لدى ليبيا ديورا جونز، في مالطا، بحضور مجموعة من رجال الأعمال الأميركيين، في محاولة توقع مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أن تكون مبادرة أميركية مرادفة للمبادرة الجزائرية.

المساهمون