مستشار ماكرون اعتدى على متظاهرين مرتدياً زي شرطي

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
19 يوليو 2018
4D59ED00-8D6F-4648-BE7C-95F3869979E1
+ الخط -
لم يكن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يحتاج فعلًا، وفي هذه اللحظات، إلى هذا الخبر، الذي نشرته صحيفة "لوموند"، الأربعاء، عن ضلوع أحد مستشاريه المقربين، ألكسندر بنالا، باشتباك مع متظاهرين.

الصحيفة الفرنسية استطاعت أن تحدد هوية شخص اشتهر في أحد الفيديوهات، وهو يضرب متظاهرًا في 1 مايو/أيار في العاصمة الفرنسية، وتحديدًا في ساحة "كونترسكارب"، قبل أن يغادر هاربًا مخافة افتضاح أمره.

وكانت التظاهرة قد دعا إليها عبر "فيسبوك" طلاب مقربون من نقابة "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا" و"فرنسا غير الخاضعة"، تضامنا مع عمال السكك الحديدية والطلبة الذين يحتلون العديد من الجامعات ومع المضربين في المستشفيات، وكان مقررا لها أن تنتهي في ساحة "كونترسكارب" بباريس الخامسة.

ولم يكن هذا الشخص "المُكلَّف بمهمة" لدى الرئيس ماكرون، شرطيًّا، رغم أنه كان يَضع على رأسه قبعة رجال الشرطة.


ويظهر ألكسندر بنالا في فيديوهات عديدة، وهو يمسك فتاة شابة من عنقها، قبل أن يعود ليوجّه ضربات عنيفة إلى شاب أسقطته أرضاً، محاطًا برجال الشرطة. وتؤكد الصحيفة الفرنسية أن الشاب كان يُوجّه نداءات لمهاجمه بالهدوء، لكن من دون فائدة.

ولم يكن من المستغرب أن يعتقد الشُهود أن الأمر يتعلق بشرطيّ سريّ. وتنقل "لوموند" شهادة أحد الحاضرين في التظاهرة، وهو جيريمي فرير- بارتومو، باحث في التاريخ في "جامعة نانتير"، إذ نقل أن "المشهد كان عنيفاً، بدا بلا أي سبب، وخارج أي سياق".

وتبين أن الرجل هو ألكسندر بنالا، الذي كان "مسؤولًا عن سلامة الحملة الرئاسية"، ثم "عيّن في الإليزيه باعتباره مُكلَّفا بمهمة، ومساعداً لرئيس مكتب الرئيس، فرانسوا-كزافيي لوش".


وعلى رغم رفض بنالا الإجابة على أسئلة الصحيفة، إلاّ أن مدير مكتب ماكرون، باتريك سترزودا، اعترف بأن بنالا هو الرجل الذي ظهر بالفيديو.

ويعترف سترزودا، بأن بنالا طلب منه السماح له بأن يحضر التظاهرة كمراقب في تدخل لولاية الأمن لمعرفة مجريات تظاهرة كبيرة، بمناسبة 1 مايو/أيار، وأنه منحه الموافقة، مع التشديد على أنه سيشارك كمراقب. كما يعترف مدير مكتب ماكرون، بأنه علم بما جرى عن طريق أحد مساعديه، وأنه استدعاه، بعد رؤية الفيديوهات، للتأكد من أنه المعنيّ، وهو ما اعترف به بنالا.

وعلى الفور، تم إطلاع ماكرون على الأمر، وكان في زيارة إلى أستراليا، فكان جوابه حازمًا: "إذا ثبت الأمر، يجب اتخاذ عقوبات".

وجاءت العقوبة عبارة عن إيقاف مؤقت عن العمل، من 4 إلى 19 مايو/أيار، وجاء في بيان الرسالة التي تعلن عن العقوبة "سلوك غير مناسب، فيما يبدو. يضرّ بالنموذجية المُنتَظَرة، في كل مناسبة، من أعوان رئاسة الجمهورية"، كما حذره من تكرار هذا التصرف.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فقد نقل إلى وظيفة إدارية داخل قصر الإليزيه، مثل الاجتماعات مع الشركات، أو الاحتفال بانتصار الفريق الفرنسي في المونديال.

وبالعودة إلى مسار بنالا، فقد حصل على شهادة الماجستير في القانون، وتم قبوله ضمن مجموعة من 40 طالبًا لمتابعة دورة الشباب في معهد الدراسات العليا في الأمن والعدالة. وبعد سنة ونصف، التحق بحملة المرشح ماكرون، حيث عيّن مسؤولًا عن  حمايته، مقابل 3500 يورو.

ويعرف عن الرجل حبه لاستعراض القوة، ويتحدث شهود عن استخدامه للعنف من أجل طرد مصور محلي في مدينة كان في 4 مارس/آذار 2017، أثناء لقاء انتخابي لماكرون، كما أنه في 15 مارس/آذار 2018، انتقد ضابط شرطة لأنه لم يفتح الطريق أمام الرئيس بالسرعة المطلوبة.

ردود فعل غاضبة وأخرى مُطمْئِنَة:
ولم ينتظر أليسكي كوربيير، القيادي في حركة "فرنسا غير الخاضعة"، طويلا، فانتقد تصرف ألكسندر بنالا، كما انتقد ضُعف العقوبات أمام تصرفات خطيرة، تسيء إلى الجمهورية وإلى رئيس الجمهورية، وشدد على وجوب فرض عقوبات جنائية على المسؤول.

كما طالب بعض نواب حركة "الجمهورية إلى الأمام" بعقوبات. في حين أكد مقربون من الإليزيه، أنه "توجد، ربما، أفعال أخرى، تستوجب الذهاب أبعد (في العقوبة)". كما رفضوا القول بأن "المشكل انتهى".


ذات صلة

الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
ماكرون يلقي خطابًا متلفزًا يعلن فيه حل البرلمان، 9 يونيو 2024 (فرانس برس)

سياسة

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد، حلّ الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد فوز اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.