يقول المدرس محمد عمران، لـ"العربي الجديد": "خرجت من قاعة الامتحان بعد إنهاء جميع الطلبة، وهم من الصفوف الدنيا، امتحاناتهم، حينها كان يتجمع عدد من المستوطنين مع تواجد لجيش الاحتلال في مكان قريب من المدرسة. لحظات وبدأ إلقاء الحجارة باتجاه المدرسة، ورافقه تقدم المستوطنين، بينما غالبية الطلبة يؤدون امتحاناتهم".
ويشير عمران، إلى أن "خمسة مستوطنين اقتحموا ساحة المدرسة، وشرعوا بإلقاء الحجارة تجاه السيارات، وظل مستوطن مسلح واقفا خلف السور. كان الهجوم منذ بدايته تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو من أمّن للمستوطنين اقتحام باحة المدرسة".
وكان الطالب معروف عسعوس، وهو في الصف الأول الثانوي، داخل إحدى الغرف الصفية المختلطة، للإجابة على امتحان اللغة الإنكليزية. يقول لـ"العربي الجديد": "بدأنا الامتحان، لكن جلبة نعرفها بدأت تتصاعد في الخارج. الصوت نفسه نسمعه كل مرة يقتحم فيها المستوطنون المدرسة، أو يهاجموا منازل القرية، وفاقم الوضع صوت إطلاق الرصاص والقنابل تجاه المدرسة".
ويشير إلى أن المعلمين كان لديهم إصرار واضح على أن يكمل الطلبة امتحاناتهم، والطلبة كذلك. بينما خرج عدد من المعلمين إلى ساحة المدرسة لضبط الأمور حتى لا تتفاقم الأحداث، في محاولة لتأمين جو مناسب للطلبة ليكملوا امتحاناتهم.
ويؤكد عسعوس، أن الضوضاء والصراخ وصوت طلقات الرصاص، كانت تشتت الطلبة، "مع ذلك حاولنا استكمال الامتحان، إلا أن قنابل الغاز التي أمطر بها الجنود مباني المدرسة لم تسمح لنا بالبقاء داخل الصفوف، فخرجنا مصابين بحالات اختناق من جراء استنشاق الغاز".
وظهرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في محيط مدرسة بورين، لمنع أهالي القرية الذين حضروا لحماية أبنائهم وبناتهم من المستوطنين، وأطلقت القوات الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز تجاه الفلسطينيين، فأصيب طالبان بالرصاص المطاطي، وسجلت عشرات حالات الاختناق بين هيئة التدريس والطلاب والأهالي.
تحولت ساحة المدرسة ومحيطها إلى ساحة مواجهات عنيفة استمرت نحو ساعتين، إلى أن انسحب المستوطنون وجيش الاحتلال من المكان، بعد تكسير ثلاث مركبات للمعلمين.
وتتعرض مدرسة بورين الثانوية، لاعتداء متكرر من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، خاصة أن المدرسة قريبة من الشارع الالتفافي، وهناك نقطة عسكرية مقامة على أراضي المدرسة، عدا عن مستعمرة "يتسهار" المقامة على أراضي بورين ومادما وعصيرة القبلية وعوريف وعينابوس وحوارة، والتي يسكنها مستوطنون متطرفون، يعتدون بشكل دائم على أهالي القرى المحيطة.