ومثل وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي، بلاده في القمة الـ39 لمجلس التعاون الخليجي، وشارك في الجلسة الافتتاحية الرسمية للقمة، وبالجلسة المغلقة، إلى جانب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وعاهل البحرين حمد بن عيسى، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونائب الرئيس العماني فهد بن محمود آل سعيد نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد، بينما مثل الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ويعود عدم مشاركة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمة الخليجية، والاكتفاء بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية، إلى استمرار الحصار المفروض على قطر منذ ثمانية عشر شهرا من قبل السعودية والإمارات والبحرين، وخلو جدول أعمال القمة الخليجية من بحث الأزمة الخليجية، حيث ترفض الدول الثلاث الحوار لحلها، إضافة إلى عدم الرضى القطري تجاه الطريقة التي يعمل بها مجلس التعاون الخليجي، والذي أخفق في القيام بدوره في الأزمة الخليجية، وكذا مطالبة قطر بوضع آليات جديدة للعمل الخليجي ومنظومة مجلس التعاون.
وفي السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي جابر الحرمي أن "مشاركة قطر في القمة الخليجية تأكيد على حرصها على منظومة مجلس التعاون الخليجي، وعدم التفريط بهذه المنظمة، رغم ما تعانيه من خلل بسبب مساعي بعض الأطراف لاختطافها بعيدا عن المصالح الخليجية ومصالح شعوبها".
وقال الحرمي، لـ"العربي الجديد"، إن "قطر مؤمنة حتى اللحظة بالعمل الخليجي، لأنها تؤمن أن مصير هذه الشعوب واحد في نهاية الأمر، رغم أنها محاصرة منذ أكثر من عام ونصف من ثلاث دول خليجية، ورغم كل الإجراءات التعسفية واللأخلاقية التي أقدمت عليها دول الحصار".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، في معرض تعليقه على مجريات الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية، أن "كلمتي الملك سلمان وأمين عام مجلس التعاون عبد اللطيف الزياني لا علاقة لهما بالواقع الخليجي"، مشيرا إلى أن "الكلمتين تقفزان على الواقع المرير الذي يعيشه الخليج بسبب الأزمة الخليجية التي تعصف به، وهو أمر محل استغراب، فعدم ذكرها لا يعني أنها غير موجودة، أو أنه سيُخلق لها حل، وهذا أمر يزيد عمق الأزمة في ظل تصريحات رسمية من مسؤولين في هذه الدول تسيء بشكل متعمد لدولة قطر".
وفي المقابل، قال الحرمي إن "كلمة أمير الكويت لامست الواقع، ودعت إلى معالجة الأزمة الخليجية، التي تشكل خطرا حقيقيا على استمرار المنظومة الخليجية، وهي الدعوة التي طالما نادى بها أمير الكويت منذ بداية الأزمة، وسعى لها جاهدا عبر وساطة حميدة رفضتها السعودية والإمارات".
واعتبر الكاتب والإعلامي عيسى آل إسحاق أن التمثيل القطري لقمة مجلس التعاون "أكثر من مناسب، ويبقي على شعرة معاوية بين دول مجلس التعاون في ظل استمرار الأزمة الخليجية وحصار قطر".
وقال آل إسحاق، لـ"العربي الجديد"، إن "اللافت من خلال ما استمعنا إليه من كلمات في جلسة الافتتاح، وخاصة كلمتي الملك السعودي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وكأن المجلس يحفر قبره بيد السعودية، ولولا كلمة أمير دولة الكويت وكلمة ممثل سلطان عمان لدعونا بالرحمة على مجلس التعاون الخليجي، الذي جسد أحلام مواطني دول مجلس التعاون بالوحدة والتكامل والتضامن".
وأوضح الكاتب والإعلامي صالح غريب أن "الرسالة التي أرسلتها قطر من خلال مشاركتها، هي حرصها على تواجدها في مجلس التعاون، وأن يظل متماسكا، فهي لم تعتد الغياب عن القمم الخليجية، كما أن مشاركتها رسالة قوية لدول الحصار، رغم طريقة إرسال الدعوة لقطر للمشاركة في القمة".
وقال غريب إن تجاهل الملك سلمان للأزمة الخليجية "دليل عدم استشعار لخطورة ما يقومون به، كما أن الأدهى الأمرّ تجاهل الأمين العام للمجلس لقطر، وعدم ذكرها بأي شكل من الإشكال، إذ من المعيب على الأمين العام تجاهله التام للأزمة الخليجية، ولكن نحن نعلم أن قراراه مختطف من السعودية".
وتجاهل كل من العاهل السعودي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأزمة الخليجية في كلمتيهما، كما تجاهل الزياني الإشارة إلى قطر خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية حين حديثه عن التطورات في دول المجلس خلال العام الماضي، فيما أكد أمير الكويت أن "الخلاف الخليجي أخطر تحد نواجهه"، معتبراً أن "استمراره يعرض المجلس إلى تهديد خطير لوحدة الموقف"، وحذر في الوقت نفسه من أن "العالم بدأ وبكل أسف النظر إلى كياننا الخليجي بأنه يعاني الاهتزاز".