شهدت النسخة الجديدة من مادة "التاريخ" للثانوية العامة المصرية، للعام الدراسي الجديد 2016-2017، عددا من التعديلات عن كتاب العام الماضي، تركزت حول تصفية المنهج من كل ما يخص قيم ومبادئ "ثورة يناير".
وأفاد مدرسو المادة بأنه تم حذف فصل كامل عن الفساد في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وظهور حركات المعارضة "كفاية" و"6 أبريل"، وإرهاصات الثورة التي سبقت تظاهر مئات الآلاف ضد مبارك في 2011.
وقال عدد من المدرسين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لـ"العربي الجديد"، إن حذف ما يخص ثورة يناير يأتي في سياق التغييرات المتواصلة التي تجريها السلطات المصرية على المناهج الدراسية في المدارس والجامعات خلال الفترة الأخيرة، والتي تهدف إلى الترويج للنظام الحالي وتظاهرات "30 يونيو" التي جاءت به.
وقال "أ. ن" موجّه مادة التاريخ بالمرحلة الثانوية في محافظة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، إنه طالع النسخة الجديدة لمنهج التاريخ الذي سيُدرس خلال العام الدراسي الجديد، ولاحظ عددا من التعديلات، منها حذف الأجزاء الخاصة بتزوير انتخابات 2010، والجملة التى قالها مبارك آنذاك مستهزئًا: "خلّيهم يتسلّوا"، وأيضا الاتجاه إلى التوريث كسبب لقيام الثورة، لافتا إلى أن المنهج الجديد اكتفى بالإشارة المختصرة بدون تفاصيل كما جاء في المنهج السابق إلى أحداث "ثورة يناير".
ومن بين الأجزاء المحذوفة دور الأمن المركزي فى فض التظاهرات بالقوة، وما تبعها من أحداث ومحاولات من جانب مبارك للبقاء في الحكم، والتي انتهت ببعض الترتيبات السياسية.
وأكدت المصادر حذف الأجزاء الخاصة بفساد "الحزب الوطني" المنحل، والقيود التي فُرضت على الأحزاب السياسية، فضلاً عن اتباع سياسة التفاهم مع الجانب الأميركي، والذي كان سببا في إبعاد مصر عن دور القيادة في المنطقة العربية.
كما تم حذف الفصل الثامن، الذي يتناول "الأحوال الاقتصادية في مصر بعد حرب أكتوبر 1973"، وعلى رأسها "سياسة الانفتاح الاقتصادي" و"الخصخصة"، وما ترتب على ذلك من آثار اجتماعية أثرت في الطبقة الوسطى، والهجرة الخاصة بعمالة المصريين، والتضخم، والبطالة، وارتفاع إيجارات المساكن، وارتفاع سن الزواج، وزيادة معدلات الجرائم، وظهور المناطق العشوائية، وارتفاع نسبة الفقر إلى 55 في المائة، إضافة إلى الاتجاه إلى مجالات استثمارية غير تقليدية، وإلغاء الدعم عن مستلزمات الإنتاج الزراعي.
وكان وزير التربية والتعليم، الهلالي الشربيني، صرح، في وقت سابق، بأنه سيتم حذف "الحشو"، والمحتوى غير المفيد من الكتب، وهو ما لم يحدث بحسب بعض مدرسي مادة "التاريخ" للثانوية العامة.
وسبق أن حذفت "التعليم" عددا من الموضوعات من مناهج المراحل الدراسية المختلفة، خاصة في مواد التربية الدينية والتربية الوطنية والدراسات الاجتماعية، منها دروس سيرة "عمر بن الخطاب" و"عقبة بن نافع"، و"صلاح الدين الأيوبي" وسيرة عصام حجي، ومحمد البرادعي من قائمة الحاصلين على جائزة نوبل.