احتضنت مدينة شرم الشيخ، شمالي شرق مصر، اليوم السبت، منتدى "أفريقيا 2016"، الذي تنظمه القاهرة بالتعاون مع منظمة الكوميسا تحت مظلة مفوضية الاتحاد الأفريقي.
ولم يشارك في المنتدى، من أصل 54 رئيسا يمثلون دول القارة، سوى رؤساء مصر والسودان ونيجيريا وتوجو والجابون وغينيا الاستوائية، بالإضافة إلى رئيس وزراء إثيوبيا وعدد من المسؤولين الأفارقة المعنيين بقطاعات التجارة والاستثمار وقادة وممثلي المنظمات التنموية الإقليمية والدولية، وممثلي مجتمع الأعمال المصري والأفريقي.
والكوميسا، هي منطقة تجارة تفضيلية نشأت عام 1994، وتمتد من ليبيا إلى زيمبابوي، وتضم في عضويتها 19 دولة.
ونقلت خدمة وكالة "رويترز" في مصر، عن متحدث باسم المنتدى، حازم فهمي، أمس الجمعة، إن 1200 رجل أعمال بينهم 54 رجل أعمال غير مصري سجلوا في أعمال المنتدى.
ويقول مراقبون إن المنتدى "لن يكون سوي احتفالية جديدة تضاف لكرنفالات الاحتفالات التي ينظمها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي كما فعل في تضخيم الاحتفال بافتتاح تفريعة قناة السويس العام الماضي وكذا المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي خلا من مضمونه مع مرور الوقت".
ويعزو المراقبون ضعف المشاركة في المنتدى إلى أن "الوضع الحالي لمصر لا يمكنها من لعب دور بالقارة الأفريقية خاصة في مجال التنمية، حيث لا تمتلك المقومات الحقيقية للدخول في السوق الأفريقي من الناحية الاقتصادية ولا القدرة المالية التي تمكنها من لعب دور حقيقي في الاقتصاد الأفريقي، كما أنها لا تمتلك القدرات العلمية والفنية المؤهلة لتحقيق نقلة نوعية".
وبحسب المصادر فإن "القارة الأفريقية في معظمها تغيب عنها الديمقراطية، وتغلب عليها الانقلابات العسكرية والنزاعات القبلية، ومن ثم تظل أفريقيا بعيدا عن مرامي التنمية المستدامة أو القارة القابلة للتعاون والتنمية بفعل المشكلات البينية بين الدول من ناحية، وبفعل الأزمات السياسية وغياب الديمقراطية عن معظم عواصمها".
وفي كلمتها، انتقدت رئيسة مجلس أعمال دول الكوميسا، أماني عصفور، دور رجال الأعمال المصريين في التوجه نحو السوق الأفريقية، التي تعد من أكبر الأسواق في العالم، مؤكدة أن "الحكومة المصرية لها دور كبير فى ضعف الإستثمارات مع القارة الأفريقية بسبب القوانين التي وصفتها بـ"البالية"، على حد قولها.
ولا يتخطى حجم التبادل التجاري بين مصر وأفريقيا سبعة مليارات دولارات، بحسب مصادر مصرية مسؤولة مشاركة في المنتدي، بينما يبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا نحو 200 مليار دولار.
وأضاف عصفور أن: "انضمام مصر لتكتل الكوميسا يتيح للمنتجات المصرية الوصول لأغلب الأسواق الأفريقية دون جمارك وبتيسييرات كبيرة ما سيزيد من تنافسيتها، شريطة تغير السياسات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسة الخارجية التي تقوم بها الدولة تجاه القارة الأفريقية".
ولفتت إلى أن "غياب رجال الأعمال المصريين عن القارة الأفريقية فتح المجال أمام المستثمرين الصينيين والأتراك، وباتت المنتجات الصينية والتركية هي الأكثر انتشارا في السوق الأفريقية رغم بعد تلك الدول الجغرافي عن القارة الأفريقية".
وبحسب رئيس مجلس أعمال دول الكوميسا، فإن: "التعداد السكاني لدول تجمع الكوميسا يصل إلى 500 مليون نسمة، ويصل الناتج المحلي لها إلى نحو 1.3 تريليون دولار تعادل 54% من الناتج المحلي الأفريقي".
وتابعت: "لا يجب على القطاع الخاص المصري ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين الاستمرار في تجاهل هذه السوق الضخمة"، منوهة إلى "عدم استفادة رجال الأعمال المصريين من بنك الكوميسا في الحصول على عمليات تمويل لتصدير منتجاتهم للسوق الأفريقية".
اقرأ أيضاً:
دعوات لتفعيل مبادرة السيسي باستقطاع 100 دولار من المغتربين
مستوردو مصر يهددون بنقل أنشطتهم إلى دبي