لم يحل الانتشار الأمني الكثيف في ميادين مصر، اليوم الإثنين، دون خروج تظاهرات، وتنظيم فعاليات معارضة للنظام الحالي تنديداً بالانقلاب، وإحياءً للذكرى الـ41 لحرب السادس من أكتوبر 1973، في وقت أكد فيه حزب الوطن "السلفي" موقفه الثابت من ضرورة عودة الجيش المصري لممارسة دوره الأصيل في حماية الحدود من أي خطر يتهددها.
وانتشرت قوات مشتركة من الجيش وقوات الأمن والعمليات الخاصة، لتأمين ميادين "التحرير"، "رابعة العدوية"، "النهضة" و"مصطفى محمود"، تحسباً لتظاهرات معارضة.
وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن "2900 ضابط ومجند أمن مركزي، و50 تشكيل أمن مركزي و70 مدرعة شرطة، شاركوا في التصدي لتظاهرات انطلقت من المساجد الكبرى في القاهرة والجيزة".
وأكد المصدر، أن "وزير الداخلية محمد إبراهيم شدد على ضرورة استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية في أي مواجهات مسلحة أو اعتداءات على المنشآت الشرطية".
وعلى الرغم من التشديد الأمني، فقد خرج آلاف المعارضين في تظاهرات للتنديد بـ"مجازر الحكم العسكري، ومحاولات قيادات القوات المسلحة الحالية الزج بالجيش في العمل السياسي".
وفي القاهرة، نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية وقفة حاشدة في حي المعادي تنديداً بالانقلاب وللمطالبة بعودة الشرعية والإفراج عن المعتقلين، وندد المتظاهرون بعمليات التعذيب في السجون. وفي منطقة المعادي، شرق القاهرة، خرجت أيضاً مسيرة حاشدة لأنصار تحالف "دعم الشرعية".
كما نظم التحالف في محافظة قنا جنوبي مصر، مسيرة بالدراجات البخارية في مركز أبو تشت، وندد المشاركون خلالها باستمرار عمليات القمع الأمني والاعتقال. ورفع المتظاهرون شارات "رابعة"، كما رددوا عدداً من الهتافات المعارضة.
وفي محافظة البحيرة، نظم عدد كبير من المعارضين سلاسل بشرية حاشدة في مركز إيتاي البارود، وندد الأهالي بالنظام الحالي فضلاً عن تنديدهم بتدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة ورفع الدعم عن السلع التموينية.
كذلك خرجت مسيرة بالدرجات البخارية قرية "سيلا" في الفيوم تنديداً بممارسات النظام القمعية، في حين نظم المعارضون في الشرقية، سلاسل بشرية في منطقة الحسينية، أكد المشاركون فيها، رفض تحول جيش مصر إلى حزب سياسي. كما شارك شباب "منيا القمح"، في مسيرة نظمها "شباب ضد الانقلاب"، استمراراً لفعاليات "الله أكبر عيدنا النصر".
حماية الحدود
في موازاة ذلك، أكد حزب الوطن "السلفي" موقفه الثابت في حتمية عودة الجيش المصري لممارسة دوره الأصيل في حماية الحدود من أي خطر يتهددها. وذكر الحزب، في بيان، بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، بأن "أهم أسباب نصر أكتوبر، التوافق الوطني ووحدة الصف الداخلي وانعدام الانقسام الداخلي والاستقطاب المجتمعي، ووقوف قواتنا المسلحة على مسافة واحدة من التيارات السياسية".
وشدد على "ضرورة إيجاد حل سياسي عاجل للأزمة الراهنة يعيد التلاحم بين أبناء الشعب المصري، بعيداً عن محاولات الإقصاء والتشويه المتعمد التي يمارسها البعض أو يحاول ترويجها داخلياً وخارجياً".