بلغ عدد المضربين عن الطعام احتجاجاً على قصف إدلب في سورية، حوالي 50 شخصا موزعين في العديد من دول العالم، وفي العاصمة الفرنسية باريس اعتصم سوريون مضربون عن الطعام في ساحة "ريبوبليك" أمس الأربعاء، ورفعوا لافتات بمطالبهم.
محمد الحريث أحد السوريين المضربين عن الطعام، قال لـ "العربي الجديد"، إنهم بدأوا الإضراب قبل أربعة أيام، وشارك في الاعتصام إلى جانب كل من رنا الجندي وسحر سليمان وسها الراوي.
وتابع موضحاً: "رسالتنا الأولى والأهم موجهة لأهلنا في الداخل، أنتم لا تأكلون ونحن لا نأكل، أما الرسالة الثانية فهي للمجتمع الدولي الذي نطالبه بالتحرك لوقف القصف عن سورية، وإيقاف قتل الأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم، فالغالبية الساحقة من ضحايا القصف هي من المدنيين وليست من المقاتلين".
وأكد إصراره على الاستمرار إلى أن تتحقق مطالبهم بإنقاذ إدلب ووقف معاناة السوريين، لافتا إلى أنه كأحد أبناء الثورة السورية يرفض أية تسوية أو اتفاق مع النظام.
وأردف أن التعب بدا ظاهراً على المضربين عن الطعام، خاصة حالة مثل سحر سليمان التي تعاني من مرض السكري، وكذلك تدهور وضع رنا الجندي التي تم استدعاء الطبيب لمعاينتها في الساحة.
وقال حريث: "من اللافت أن الغالبية الساحقة من المضربين هي من النساء ولديهن أطفال ومسؤوليات، لكنهن قررن تحدي ظرفهن".
ومن ناحية أخرى، وصلت سيارة إسعاف إلى مكان الاعتصام وقدمت الماء لهم، وقام المسعفون بقياس ضغط الدم لديهم، في حين أبدى المارة اهتماماً بقضيتهم، وعلق حريث قائلا: "لم أتوقف طوال اليوم عن الحديث والشرح للمارة عن سبب إضرابنا عن الطعام وعما يحدث في سورية، وبصراحة لم أكن أتوقع أن يتفاعلوا بهذه الطريقة، وقد أبدى العديد من الأصدقاء السوريين والفرنسيين استعدادهم للمشاركة في الإضراب عن الطعام منذ الغد".
سحر سليمان، سيدة سورية تعيش في باريس، أعلنت إضرابها عن الطعام منذ يوم الجمعة الماضي، وقالت لـ "العربي الجديد" إنها بدأت الإضراب تضامنا مع بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي لحلب الشرقية سابقا، والذي يخوض إضرابا عن الطعام للسبب نفسه، ولفتت إلى أن حملة المضربين قد تستمر لفترة طويلة، وقد لا تؤدي إلى نتيجة، لكنهم يحاولون القيام بواجبهم، وأضافت: "نريد أن نشعر أهلنا في الداخل بأننا معهم رغم كل هذه المسافات التي تبعدنا عنهم وعن سورية لسنوات، لكن نحن معهم روحا وقلبا ودائما نحب أن نعاضدهم ونقف معهم".
وأوضحت أنها تجد صعوبة في الإضراب عن الطعام لأنها بدأت بدون تمهيد، حيث تحمست جدا للفكرة عندما سمعت عنها.
وقالت: "رسالتنا للعالم كله، الذي يرى ويسمع كل ما يحدث، أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ونحن نحاول أن ننقل صورة ما يجري على الأرض السورية". وأشارت المتحدثة إلى أن ما يحدث في إدلب فاق كل تصور، وأنها بإضرابها عن الطعام تقوم بواجبها كأم وكسيدة سورية.