طوت معركة تحرير الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، يومها الثاني بنتائج ومعطيات جديدة على الأرض، مسجلة تقدماً بطيئاً مقارنة باليوم الأول في محاور عدة، مع جمود في محاور أخرى، في وقتٍ كشفت فيه تسريبات حصلت عليها "العربي الجديد"، جزءاً من خطة المعركة، الممتدة على ثلاث مراحل، تؤكد أنها رُسمت بتوافقات سياسية بين مختلف الأطراف العراقية وبرعاية أميركية وموافقة إيرانية، جرى خلالها رفض طلب لحزب "العمال" الكردستاني المعارض لتركيا، بالمشاركة في الهجوم، ما يؤكد وجود حلحلة للأزمة بين بغداد وأنقرة.
في هذا السياق، تتضمّن خطة تحرير الموصل، وفقا لما تكشفه مصادر عسكرية في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي، تفاصيل بدا أنها صُمّمت وفقاً لخارطة تفاهمات سياسية، لا بحسب الوقائع على الأرض. وهو ما بدا واضحاً منذ اليوم الأول للهجوم، من خلال توزيع الأدوار بين مختلف القوات على المحاور السبعة للهجوم، وفي تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، الذي أكد أن "التنسيق الموجود في خطة الهجوم يعكس التوافق الحالي مع بغداد". ونجحت الخطة في جمع قوات متنافرة عقائدياً وفكرياً وسياسياً، بل حتى من حيث أهداف المشاركة في معركة واحدة، لن تكون سهلة ويتوقع أن تكون فاتورتها عالية للمهاجمين.
في هذا الإطار، كشف مسؤول عراقي بمكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي لـ"العربي الجديد"، أن "كل قوة سُلّمت مهمة معينة تنتهي في منطقة جغرافية معينة، باستثناء القوات النظامية (الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب) وقوات العشائر العربية، التي ستواصل المشاركة في جميع مراحل معركة تحرير المدينة".
وأضاف أن "البشمركة تتولى القتال في مناطق شمال شرق وشرق وجنوب شرق الموصل، مع العشائر ومليشيات مسيحية وأخرى أيزيدية وشبكية، فضلاً عن قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب. ويقضي الاتفاق بأن تتوقف البشمركة بعد السيطرة على كامل تلك المحاور، وتنسحب إلى مواقع ما قبل 17 أكتوبر/تشرين الأول الحالي (انطلاق الهجوم)، في حين يستمر تقدم قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب مع قوات العشائر حصراً، بدعم أميركي غربي نحو قلب الموصل. وتم حصر أي وجود لمليشيات الحشد في هذه المحاور، كما تمّ رفض طلب مشاركة حزب العمال الكردستاني في المعركة". ولفت المسؤول إلى أن "المحور الجنوبي سيكون هو الآخر بيد الجيش والمليشيات، لكن الأخيرة لن تتجاوز الطريق السريع المؤدي إلى الموصل بنحو 10 كيلومترات".
اقــرأ أيضاً
تلك الخارطة، قال المسؤول إنها "جرت برعاية أميركية وموافقة إيرانية كان للضغوط التركية دور في تشكيلها، ومنح العشائر أفضلية اقتحام المدينة ومنع العمال الكردستاني من المشاركة، وكذلك منع المليشيات من دخول الموصل خوفاً من ارتكابها جرائم وانتهاكات ذات أبعاد طائفية". وبيّن أن "احتمال تعثر الهجوم بسبب القتال أو صعوبة دفاعات داعش غير وارد، لكن الخوف من تعثر هذا الاتفاق أو نكث أحد الأطراف به، وستكون النتائج غير جيدة على هدف تحرير المدينة، لذلك يحاول الجميع الإسراع بإنجاز المهمة".
من جهتها، اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن "انطلاق الهجوم على الموصل ينذر بأن السياسات الدولية ستكون خلال الأشهر الثلاثة المقبلة محفوفة بالمخاطر، مع تصاعد الحرب في الشرق الأوسط. وحصول المزيد من التوترات بين روسيا والغرب، فضلاً عن الاحتقان في العلاقات بين الصين وجيرانها، فيما الولايات المتحدة، منقسمة حول دونالد ترامب وهيلاري كلينتون". واعتبرت الصحيفة في عددها الصادر، أمس الثلاثاء، أنه "بالنسبة لروسيا والصين، المتضررتين من القوة الأميركية في العالم، فإنهما يعتبران تضعضع القوة الأميركية فرصة يجب انتهازها"، مشيرة إلى "شبه انهيار للعلاقة بين روسيا والغرب بسبب القصف الروسي لمدينة حلب. وفي حال انعدام المبادرات الدبلوماسية، فإن الطرفين قد ينزلقان إلى مواجهة عسكرية في سورية". وأضافت أنه "بمعزل عن الوضع المتدهور في سورية، فإن الحرب في الشرق الأوسط ستتصاعد في الأسابيع القليلة المقبلة، مع الهجوم لاستعادة الموصل من داعش، وأوباما سيكون سعيد جداً في حال تسجيل انتصار مهم ضد التنظيم في الأسابيع المقبلة". ورأت الصحيفة أن "الهجوم في العراق بدلاً من سورية أكثر جاذبية للأميركيين، لأن احتمالات التصادم مع الروس غير موجودة، ولأن نجاح العملية التي تقودها الولايات المتحدة في الموصل ستزيل الانطباع السائد عن ضعف الدور الأميركي في الشرق الأوسط. لكن المفاضلة بين الموصل وحلب يشكّل إنذاراً، فهناك أكثر من مليون مدني يعيشون في الموصل ومحيطها، سيتأثرون بالمعارك، كذلك ستؤدي معارك الموصل إلى صدام بين القوات التركية والقوات العراقية، والطرفان حليفان للولايات المتحدة".
ميدانياً، سجل اليوم الثاني نتائج مهمة وكبيرة، غير أنها بدت أقل من النتائج المحققة في اليوم الأول. وهو ما فسره العقيد الركن محمد الحمداني من قيادة قوات فرقة التدخل السريع الأولى المشاركة في المعركة بأن "الحركة ستكون أكثر صعوبة كلما اقتربنا من الموصل". وأضاف الحمداني أن "غالبية المناطق المحررة كانت زراعية مفتوحة، لم يجتهد داعش في الدفاع عنها، وتركها ببساطة، ساحباً قواته منها مع بدء القصف، لكونه ضعيفاً جداً في المناطق المفتوحة، وبقاؤه فيها يعني انتحاره، لكن مع بدء الاقتراب من المدن والبلدات المحيطة بالموصل، تكون الحركة صعبة والسيطرة على المواقع يحتاج إلى وقت". وتابع "تؤكد التقارير أن داعش يريد استنزاف قواتنا من خلال الكمائن والهجمات الانتحارية، ونحن نعي مخططه لذا لن ننجر خلفه".
وقد سجلت المعارك طيلة ساعات أمس في محاور الموصل الثلاثة، الجنوبي والشمالي والشرقي، تفاوتاً واضحاً في حدة المعارك ومساحتها، فضلاً عن تباطؤ حركتها، بسبب حقول الألغام المنتشرة، والتي يقدّر قادة الجيش و"البشمركة"، عددها بـ"أكثر من 80 حقل ألغام تحيط بالموصل، وعلى مستويات ومسافات مختلفة تمتد لنحو 30 كيلومتراً، وتتخذ شكلاً دائرياً".
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول لـ"العربي الجديد"، أن "نتائج أمس كانت طيبة، وحُرّرت فيها مدن مهمة". وأضاف "رُفع العلم العراقي على مناطق وبلدات عدة مثل القرقوش وأجزاء من الحمدانية ومفرقها وقرى العباس واللزكة والحود".
بدوره أفاد العميد في وزارة الدفاع حسين جاسم، المشارك مع قوات الفرقة الخامسة عشر المكلفة بالهجوم لـ"العربي الجديد"، أن "المناطق حُرّرت من دون مقاومة من داعش، وذلك بعد قصف عنيف جوي وصاروخي دفع التنظيم للتخلّي عنها". وأضاف جاسم "حتى الآن، لم تبدأ المعركة الحقيقية، وستبدأ عندما نصل القوس ونقرأ عبارة (الموصل الحدباء ترحب بكم)"، في إشارة إلى بوابة دخول مدينة الموصل.
من جانبه، اعتبر رئيس قوة مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي، أن "معركة الموصل هي الأخيرة قبل انتهاء داعش"، موضحاً أن "خطط استعادة السيطرة على الموصل تسير وفق ما هو مخطط لها". وشدّد على أن "ثورة السكان المحليين على داعش ستسهل المعركة"، مضيفاً أن "قوة مكافحة الإرهاب متمركزة في محور سهل نينوى، وتحديداً في الخازر". وتوقّع عضو جمعية المحاربين القدامى في العراق، العميد الركن المتقاعد حسين الوائلي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "ينصبّ معظم جهد عمليات، اليوم الأربعاء، على تأمين المناطق التي تم تحريرها يومي الاثنين والثلاثاء، وتثبيت دعائم الاستقرار لضمان عدم حدوث انتكاسة بهجوم مباغت لداعش".
في هذا السياق، تتضمّن خطة تحرير الموصل، وفقا لما تكشفه مصادر عسكرية في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي، تفاصيل بدا أنها صُمّمت وفقاً لخارطة تفاهمات سياسية، لا بحسب الوقائع على الأرض. وهو ما بدا واضحاً منذ اليوم الأول للهجوم، من خلال توزيع الأدوار بين مختلف القوات على المحاور السبعة للهجوم، وفي تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، الذي أكد أن "التنسيق الموجود في خطة الهجوم يعكس التوافق الحالي مع بغداد". ونجحت الخطة في جمع قوات متنافرة عقائدياً وفكرياً وسياسياً، بل حتى من حيث أهداف المشاركة في معركة واحدة، لن تكون سهلة ويتوقع أن تكون فاتورتها عالية للمهاجمين.
وأضاف أن "البشمركة تتولى القتال في مناطق شمال شرق وشرق وجنوب شرق الموصل، مع العشائر ومليشيات مسيحية وأخرى أيزيدية وشبكية، فضلاً عن قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب. ويقضي الاتفاق بأن تتوقف البشمركة بعد السيطرة على كامل تلك المحاور، وتنسحب إلى مواقع ما قبل 17 أكتوبر/تشرين الأول الحالي (انطلاق الهجوم)، في حين يستمر تقدم قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب مع قوات العشائر حصراً، بدعم أميركي غربي نحو قلب الموصل. وتم حصر أي وجود لمليشيات الحشد في هذه المحاور، كما تمّ رفض طلب مشاركة حزب العمال الكردستاني في المعركة". ولفت المسؤول إلى أن "المحور الجنوبي سيكون هو الآخر بيد الجيش والمليشيات، لكن الأخيرة لن تتجاوز الطريق السريع المؤدي إلى الموصل بنحو 10 كيلومترات".
تلك الخارطة، قال المسؤول إنها "جرت برعاية أميركية وموافقة إيرانية كان للضغوط التركية دور في تشكيلها، ومنح العشائر أفضلية اقتحام المدينة ومنع العمال الكردستاني من المشاركة، وكذلك منع المليشيات من دخول الموصل خوفاً من ارتكابها جرائم وانتهاكات ذات أبعاد طائفية". وبيّن أن "احتمال تعثر الهجوم بسبب القتال أو صعوبة دفاعات داعش غير وارد، لكن الخوف من تعثر هذا الاتفاق أو نكث أحد الأطراف به، وستكون النتائج غير جيدة على هدف تحرير المدينة، لذلك يحاول الجميع الإسراع بإنجاز المهمة".
من جهتها، اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن "انطلاق الهجوم على الموصل ينذر بأن السياسات الدولية ستكون خلال الأشهر الثلاثة المقبلة محفوفة بالمخاطر، مع تصاعد الحرب في الشرق الأوسط. وحصول المزيد من التوترات بين روسيا والغرب، فضلاً عن الاحتقان في العلاقات بين الصين وجيرانها، فيما الولايات المتحدة، منقسمة حول دونالد ترامب وهيلاري كلينتون". واعتبرت الصحيفة في عددها الصادر، أمس الثلاثاء، أنه "بالنسبة لروسيا والصين، المتضررتين من القوة الأميركية في العالم، فإنهما يعتبران تضعضع القوة الأميركية فرصة يجب انتهازها"، مشيرة إلى "شبه انهيار للعلاقة بين روسيا والغرب بسبب القصف الروسي لمدينة حلب. وفي حال انعدام المبادرات الدبلوماسية، فإن الطرفين قد ينزلقان إلى مواجهة عسكرية في سورية". وأضافت أنه "بمعزل عن الوضع المتدهور في سورية، فإن الحرب في الشرق الأوسط ستتصاعد في الأسابيع القليلة المقبلة، مع الهجوم لاستعادة الموصل من داعش، وأوباما سيكون سعيد جداً في حال تسجيل انتصار مهم ضد التنظيم في الأسابيع المقبلة". ورأت الصحيفة أن "الهجوم في العراق بدلاً من سورية أكثر جاذبية للأميركيين، لأن احتمالات التصادم مع الروس غير موجودة، ولأن نجاح العملية التي تقودها الولايات المتحدة في الموصل ستزيل الانطباع السائد عن ضعف الدور الأميركي في الشرق الأوسط. لكن المفاضلة بين الموصل وحلب يشكّل إنذاراً، فهناك أكثر من مليون مدني يعيشون في الموصل ومحيطها، سيتأثرون بالمعارك، كذلك ستؤدي معارك الموصل إلى صدام بين القوات التركية والقوات العراقية، والطرفان حليفان للولايات المتحدة".
ميدانياً، سجل اليوم الثاني نتائج مهمة وكبيرة، غير أنها بدت أقل من النتائج المحققة في اليوم الأول. وهو ما فسره العقيد الركن محمد الحمداني من قيادة قوات فرقة التدخل السريع الأولى المشاركة في المعركة بأن "الحركة ستكون أكثر صعوبة كلما اقتربنا من الموصل". وأضاف الحمداني أن "غالبية المناطق المحررة كانت زراعية مفتوحة، لم يجتهد داعش في الدفاع عنها، وتركها ببساطة، ساحباً قواته منها مع بدء القصف، لكونه ضعيفاً جداً في المناطق المفتوحة، وبقاؤه فيها يعني انتحاره، لكن مع بدء الاقتراب من المدن والبلدات المحيطة بالموصل، تكون الحركة صعبة والسيطرة على المواقع يحتاج إلى وقت". وتابع "تؤكد التقارير أن داعش يريد استنزاف قواتنا من خلال الكمائن والهجمات الانتحارية، ونحن نعي مخططه لذا لن ننجر خلفه".
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول لـ"العربي الجديد"، أن "نتائج أمس كانت طيبة، وحُرّرت فيها مدن مهمة". وأضاف "رُفع العلم العراقي على مناطق وبلدات عدة مثل القرقوش وأجزاء من الحمدانية ومفرقها وقرى العباس واللزكة والحود".
بدوره أفاد العميد في وزارة الدفاع حسين جاسم، المشارك مع قوات الفرقة الخامسة عشر المكلفة بالهجوم لـ"العربي الجديد"، أن "المناطق حُرّرت من دون مقاومة من داعش، وذلك بعد قصف عنيف جوي وصاروخي دفع التنظيم للتخلّي عنها". وأضاف جاسم "حتى الآن، لم تبدأ المعركة الحقيقية، وستبدأ عندما نصل القوس ونقرأ عبارة (الموصل الحدباء ترحب بكم)"، في إشارة إلى بوابة دخول مدينة الموصل.
من جانبه، اعتبر رئيس قوة مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي، أن "معركة الموصل هي الأخيرة قبل انتهاء داعش"، موضحاً أن "خطط استعادة السيطرة على الموصل تسير وفق ما هو مخطط لها". وشدّد على أن "ثورة السكان المحليين على داعش ستسهل المعركة"، مضيفاً أن "قوة مكافحة الإرهاب متمركزة في محور سهل نينوى، وتحديداً في الخازر". وتوقّع عضو جمعية المحاربين القدامى في العراق، العميد الركن المتقاعد حسين الوائلي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "ينصبّ معظم جهد عمليات، اليوم الأربعاء، على تأمين المناطق التي تم تحريرها يومي الاثنين والثلاثاء، وتثبيت دعائم الاستقرار لضمان عدم حدوث انتكاسة بهجوم مباغت لداعش".