وفي ظل غطاء من السرية التامة، أجرى الجيشان الإسرائيلي والألماني، خلال الأسابيع الثلاثة الماضي، أكبر مناورة عسكرية مشتركة من نوعها حتى الآن. وكشفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر الأربعاء، عن أن الجنود الألمان والإسرائيليين أجروا تدريبات على القتال في المناطق المأهولة في قاعدة "تسئيليم" في صحراء النقب، جنوب فلسطين المحتلة.
ويذكر أن الجيش الإسرائيلي قد دشن منذ سنوات في هذه القاعدة هياكل تحاكي مدناً ومخيمات لاجئين في قطاع غزّة، وذلك من أجل التدرب على احتلالها في حال صدرت الأوامر لقيادة الجيش بإعادة احتلال القطاع. ولفتت "هآرتس" إلى أنّ عناصر من الوحدات الخاصة في سلاح المشاة الألماني وعناصر من ألوية الصفوة في سلاح المشاة الإسرائيلي شاركوا في المناورة، التي جرت في ظل تكتم شديد بطلب من الجانب الألماني.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من التعاون الأمني والعسكري والاستخباري الوثيق بين ألمانيا وإسرائيل، فقد مثّل إجراء المناورة الأخيرة نقطة تحوّل كبيرة على صعيد العلاقات العسكرية بين الجانبين. وذكّرت بالتصريحات التي أدلت بها وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا بون درلاين أخيراً، والتي أكدت فيها أنه لا يوجد لألمانيا تعاون أمني وعسكري مع أي دولة "أكثر كثافة"، من التعاون الذي يربطها مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن قائد الفرقة الأولى مدرع في الجيش الألماني، الجنرال إرنست بيتر هيرن، الذي قاد الجانب الألماني في المناورة، قوله إن هدف المناورة الاستفادة من التجارب المشتركة في مجال القتال في المناطق المأهولة بالسكان، منوهاً إلى أن الجيش الألماني اكتسب خبرة في هذا النوع من القتال عبر مشاركته في القتال في أفغانستان وكوسوفو، في حين اكتسب الجيش الإسرائيلي خبرة من خلال قتاله في الضفة وغزة.
وبحسب ملاحظات مراسلة الصحيفة جيلي كوهين، التي عاينت بعض مناشط المناورة، فقد بدا الجنود الألمان أكثر ثقة ومهنية من نظرائهم الإسرائيليين.
ويوم الأحد الماضي، بدأت المناورة الجوية الدولية التي ينظمها سلاح الجو الإسرائيلي بمشاركة أسلحة طيران لكل من الولايات المتحدة واليونان وبولندا، وهي المناورة التي يطلق عليها "علم أزرق"( BLUE FLAG).
وذكرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الإثنين الماضي أن هذه المناورة التي تستمر لمدة أسبوعين، تتضمن التدريب على سيناريوهات قتال جوي عديدة وذلك بهدف تحسين القدرات الميدانية لأسلحة الطيران المشاركة فيها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الزيارة الأولى التي قام بها رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجديد الجنرال جوزيف دونفرد هذا الأسبوع لإسرائيل استهدفت، ضمن أمور أخرى، الاطلاع على سير الأنشطة في هذه المناورة.
وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة قد كشفت في 12 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن أن سلاحي الجو اليوناني والإسرائيلي أجريا أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي مناورة جوية في سماء النقب، مشيرة إلى أن هذه المناورة جاءت بعد أقل من ستة أشهر على قيام سلاح الجو الإسرائيلي بإجراء تدريبات في الأجواء اليونانية.
ونقلت القناة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن التعاون مع اليونان بات يمثل بديلاً عن التعاون العسكري والأمني والاستخباري الذي كان قائماً مع تركيا، والذي توقف تماماً في أعقاب تدهور العلاقات بين الجانبين إثر أحداث أسطول الحرية في فجر 31 مايو/أيار 2010. وقد عرضت القناة شريطاً تظهر فيه المروحيات العسكرية اليونانية وهي تحلق في سماء النقب.
وكانت مجلة "Israel Defense" قد كشفت في عددها الصادر بتاريخ 25 مايو/أيار الماضي عن أن سلاح الجو الإسرائيلي قد تدرب في سماء اليونان على مهاجمة منظومة الدفاع الجوي المتطورة "S300"، التي قررت روسيا تزويد إيران بها.
وأشارت المجلة إلى أن اليونانيين الذين حصلوا من روسيا على مثل هذه المنظومة سمحوا لسلاح الطيران الإسرائيلي بالتدرب على إصابة هذه المنظومة وتحييدها قبل الشروع في أي عملية جوية. وكانت صحيفة "ميكور ريشون" قد كشفت في 11 من الجاري عن أن الجيشين الهندي والإسرائيلي سيجريان أول مناورة عسكرية مشتركة، مشيرة إلى أن عناصر من الوحدات الخاصة في الجيشين يشاركان في المناورة، التي تهدف إلى تعزيز قدرات كل منهما في "مواجهة الإرهاب".
اقرأ أيضاً: استعدادات إسرائيلية للتحولات السورية: مناورات ورصد استخباري