يستنفر فيروس زيكا جهود عدد من الباحثين والعلماء الذين ينكبون على إجراء فحوصات وأبحاث في مسعى للحد من انتشاره.
وفي هذا الصدد أعلن اليوم مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية أن ثمة "أدلة متزايدة" على وجود علاقة بين عدوى زيكا الفيروسية والمرضين العصبيين صغر حجم الرأس ومتلازمة جيلان-باريه.
وقال بروس إيلوورد، المدير التنفيذي للطوارئ الصحية والأوبئة بمنظمة الصحة العالمية إن الدراسات التي نشرت في الآونة الأخيرة بدورية (لانسيت) الطبية وفي إصدارات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بشأن صغر حجم الرأس ومتلازمة جيلان-باريه تعضد فرضية مسؤولية عدوى زيكا الفيروسية التي ينقلها البعوض.
وأضاف في مؤتمر صحفي: "منذ إعلان منظمة الصحة العالمية في فبراير/شباط الماضي عن حالة الطوارئ الخاصة بالصحة العامة على الصعيد الدولي، والأدلة تتراكم باستمرار بوجود علاقة السببية بينهما (زيكا والاضطرابات العصبية)".
ومتلازمة جيلان-باريه مرض نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي مناطق من الجهاز العصبي. وعادة ما يحدث ذلك بعد أيام من التعرض إلى فيروس أو بكتيريا أو طفيل.
من جهتها، اختارت شركة نسيج تركية، تصنيع ملابس للحوامل، يحتوي قماشها على مواد طاردة للبعوض الناقل لمرض "زيكا"، الذي يعتقد أنه يتسبب في ولادة أطفال بأدمغة غير مكتملة النمو.
وقال عيسى دال، مالك الشركة، ورئيس جمعية صناعة الملابس والنسيج، في ولاية دنيزل، جنوب غربي تركيا، إن الشركة صنعت النماذج الأولى من تلك الملابس، وبعد إجراء الاختبارات اللازمة عليها في المختبرات الدولية، بدأت في إرسال عينات منها للزبائن المحتملين، متوقعة أن تصلها طلبات كبيرة، من دول أميركا الوسطى، واللاتينية، وجنوب شرق آسيا.
وحول سبب توجههم لصناعة ملابس تقي من فيروس "زيكا"، غير المنتشر في تركيا، أوضح دال، أن شركته المتخصصة في صناعة الملابس المناسبة لأداء وظائف مختلفة، تلقت طلباً بإنتاج ملابس تقي من البعوض الناقل لهذا الفيروس، خلال مشاركتها في مؤتمر بالولايات المتحدة، وهو ما دفعها لهذا الأمر.
ولفت إلى أن شركته سبق لها أن أنتجت غطاء يقي الطعام من الحشرات، إلا أنها احتاجت لمزيد من الأبحاث لصناعة ملابس حوامل تقي من البعوض، حرصاً على أن لا يحتوي القماش مواد ضارة بالجنين.
وبيّن أن الأبحاث التي أجرتها الشركة، أدت إلى العثور على مادة يمكنها طرد العديد من الحشرات من بينها البعوض المسبب لفيروس "زيكا"، وتستخدم في الملابس العسكرية، كما تتلاءم مع المعايير الصحية العالمية، مشيراً إلى أنه بعد التأكد من مختبرات في ألمانيا من عدم تسبب تلك المادة في أضرار بصحة الإنسان، بدأت الشركة في إنتاج ملابس للحوامل، يحمل قماشها تلك المادة.
ووفق رئيس الجمعية، يمكن غسل تلك الملابس، حتى خمسين مرة، قبل أن تبدأ المادة الطاردة للبعوض في فقدان فعاليتها.
إقرأ أيضاً:باحثون يبتكرون أسرع اختبار لكشف فيروس زيكا