المشهد في الصورة من دكا، عاصمة بنغلادش، يحمل متناقضات لافتة، فالسكان يحتمون من فيروس كورونا الجديد باستخدام الكمامات، لكن، كيف يمكن أن يحتموا من هواء ملوث يخترق كماماتهم ويسيطر على أجواء مدينتهم وكثير من المدن حول العالم؟ هي معضلة تحتاج إلى تعاون أكبر على مستوى عالمي.
لهذا السبب وغيره، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2019 "اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء" والذي يحتفل به، بدءاً من اليوم الإثنين بالذات، في السابع من سبتمبر/ أيلول من كلّ عام. هذا اليوم الدولي هو من الاحتفاليات الأحدث للأمم المتحدة، وربما تأخر الإعلان عنه إذ إنّ تلوث الهواء من المشاكل البيئية الأكبر حول العالم منذ أمد بعيد.
تهتم الأمم المتحدة بنقاوة الهواء تبعاً لنتائجها على مستوى صحة السكان، فجزيئات التلوث الصغيرة التي لا تُرى بالعين المجردة تصيب الرئتين ومجرى الدم والجسم. وهذه الملوثات مسؤولة عن نحو ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلاً عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية. وهكذا، فإنّ الحدّ من تلوث الهواء يحمي صحة الإنسان، على أن تلتزم جميع الدول بالنهوض بسياسات التنمية المستدامة التي تدعم كفالة نوعية هواء صحية في المدن والمستوطنات البشرية المستدامة.
(العربي الجديد)