مهرجان "أسباير": 20 ألفاً تابعوا "رحلة الخيال"


24 مارس 2018
دام العرض مدة 40 دقيقة (أسباير)
+ الخط -

احتشد نحو 20 ألف شخص، مساء أمس الجمعة، وتابعوا العرض الأول لمهرجان بحيرة أسباير الثاني في العاصمة القطرية، الدوحة، تحت عنوان "رحلة من الخيال"، وتوزعوا على المدرجات ومحيط البحيرة للاستمتاع بالحدث الفني الضخم الذي تميز بحبكته الدرامية الأسطورية التي كسرت سكون الليل، محوّلاً سطح بحيرة أسباير لشاشة عرض ثلاثية الأبعاد، فيما وصفه الحضور من هواة السياحة والسفر بالعرض الأروع.

وتدور حبكة العرض الأسطورية حول شاب عربي يجوب محيطات العالم، بحثاً عن سر من أسرار السعادة والسلام الكامنة في لؤلؤة أسطورية في قاع أحد البحار، لا يعرف طريق الوصول إليها إلا كبير الكهنة "بودريان" الذي لم يستطع الفتى استرضاءه إلا بجمع ضوء آلاف النجوم لترقص في ظلمة الليل، ولم يجد الفتى بُداً من خوض رحلة من الخيال عبر قارات ومحيطات العالم الشاسع، ليشكل عرضاً كونياً آملًا أن يجد السعادة الحقيقية خلال مغامراته.

وتحولت ميمنة البحيرة إلى كرة كونية ضخمة تعكس خريطة تلك الرحلة الأسطورية التي بدأها الشاب من شواطئ دولة قطر ليجوب قارات العالم، مواجهاً حيوانات أسطورية كالتنين الصيني ووحوش السافانا في أفريقيا وثعابين الأمازون العملاقة.



وتمكن مخرج العرض ونجومه من جمع عناصر الحياة المتضادة كالماء والنار، وتزينت سماء بحيرة أسباير بألعاب نارية مصممة بعناية مع كل نغمة من أنغام الموسيقى، تتسارع تارة لتضخ بحماستها الدماء في العروق، ترقباً للمواجهة بين الوحوش والبحار، وتارةً أخرى في شكل معارك ومطاردات مثيرة يتغلب فيها البطل العربي في كل مرة على الصعاب، بحثاً عن هدفه المنشود.

واستمر العرض مدة 40 دقيقة، ليعثر هذا البطل العربي أخيراً على سر السعادة في دوحة العز والخير التي كان طريق الوصول للسر الدفين عبر السير بين شطآنها والغوص في أعماق مياهها.

من جهتها، قالت رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، خلود الهيل، إن مؤسسة "أسباير زون" تمكنت من تحقيق نقلة نوعية وتحولت من حاضنة لكبرى البطولات الرياضية العالمية، إلى وجهة سياحية مثلى تتوافر فيها كافة العناصر لأفراد العائلة والجماهير للاستمتاع بتجربة متكاملة، ما يؤكد على أن هذه المنشآت والتي تأسست كمدينة رياضية قادرة على أن تترك إرثاً مستداماً عبر حسن التخطيط.

وأكدت الهيل أن هذه النقلة النوعية تعد خطوة للأمام، على طريق تحقيق أهداف دولة قطر بالدمج بين السياحة الرياضية والترفيهية التي تعد أحد الصناعات الهامة في العالم الراهن.

من جهته، قال مخرج العرض، الفرنسي كريستوف بيرتونو، الملقب بـ"ساحر الألعاب النارية"، إنّ سرّ تميز العرض يكمن في تكامل العناصر بين مكوّناته كافة وإبداعات أعضاء فريقه.

وعند سؤاله عن كيفية إخراج العرض بهذه الصورة، ردّ بيرتونو "نحاول دائماً التركيز على منتصف المشهد تماماً، وتختلف التقنية باختلاف طبيعة العرض، فهناك العديد من التعقيدات الفنية في مثل هذه العروض تكمن في الخروج بالمستوى المطلوب من الإضاءة لتحقيق عرض فني يعجز خيال المشاهد عن تصديقه بالجمع بين عناصر الأناقة والجمال وهما أمران أساسيان لفهم القصة التي تقدمها للجماهير".

ويحفل سجل بيرتينو بتصميم وتنفيذ العديد من العروض الفنية والرياضية العالمية، بينها بطولة كأس العالم لكرة القدم في فرنسا في 1998، مروراً بالحفل الافتتاحي والختامي لأولمبياد ريو دي جانيرو في 2016، ومهرجان بحيرة جنيف الدولي السنوي، وله ذكريات في وجدان الدوحة في 2008 خلال حفل افتتاح "متحف الفن الإسلامي"، وفي 2011 بالإشراف على تنظيم الألعاب النارية المصاحبة لافتتاح وختام بطولة كأس آسيا لكرة القدم.

وحول توقعاته عما قد يضيفه إن تم اختياره لإخراج العروض الخاصة ببطولة كأس العالم 2022 في قطر أسوة بخبرته السابقة في مثل تلك المحافل، قال بيرتينو "أعتقد أنه بعد أربعة أعوام من الآن ستظهر تقنيات جديدة، وسيكون هناك اعتبارات فنية لما تضعه الجهات المنظمة و"الفيفا" من شروط خاصة لإخراج الحفل ليكون كروياً خالصاً".

يذكر أن مؤسسة "أسباير زون" أنشئت بمرسوم أميري عام 2008، بهدف المساهمة في توفير بيئة رياضية عالمية المستوى والارتقاء بمستوى الرياضة، وإعداد كوادر رياضية مدربة تدريباً بدنياً وعلمياً وتربوياً في مختلف التخصصات، بما يفي باحتياجات المجتمع القطري ويحقق طموحاته في المنافسات الرياضية إقليمياً وعالمياً، والترويج لأسلوب حياة صحي بين أبناء المجتمع سعياً لتحقيق ركيزة التنمية البشرية لرؤية قطر الوطنية 2030.





المساهمون